لن نخرج من هناك.. محلل سياسي يوضح أسباب إصرار فرنسا على إبقاء سفيرها بالنيجر
أكد الكاتب والمحلل السياسي نزار الجليدي أن تصريحات الرئيس الفرنسي بشأن الفشل في أفريقيا تستهدف جمع السياسيين حوله.
وقال الجليدي في مداخلة مع قناة "سكاي نيوز عربية": "تصريح الرئيس الفرنسي هو تصريح في الوقت الضائع واستفزازي وهو استباقي للعاصفة السياسية التي سيواجهها ماكرون في بداية السنة الجديدة".
وأضاف: "التصريح في زمن الهزيمة في الوقت الضائع؛ ليس هناك عودة إلى الوراء ولا يمكن بأي شكل أن تستعيد فرنسا مكانتها في النيجر لأن فرسان التغيير قد قرروا؛ الرجل وهو في رهان الهزيمة يريد أن يستقطب بعض السياسيين الفرنسيين للمشاركة في الفشل".
وتابع: "لا يليق بدولة مثل فرنسا ألا ترضخ للمعاهدات الدولية في ترحيل سفير أو خروج سفير من دولة معينة وهو مخاطرة لان فرنسا تبحث بأي شكل عن إطلاق أول رصاصة في النيجر لتبرر أي تدخل رغم الفيتو الكبير من الجزائر وخمسة دول أخرى".
وأكمل: "ماكرون يعلم أن مادة النيجر ستكون الأكثر أهمية خلال الأيام المقبلة؛ ماكرون يقول إننا فشلنا ولكن لن نخرج من هناك؛ وهو ما يعني رغبته في إعلان حرب؛ ماكرون يتحدث عن شركاء جدد في أفريقيا من هم هؤلاء الشركاء؟ الجزائر لم تعد صديقة لفرنسا والمغرب بلا سفير هناك وتونس تغيرت بوصلتها إلى إيطاليا".
وواصل: "ماكرون سحب ملف فرنسا – أفريقيا لنفسه من وزارة الخارجية وفرنسا تدفع ثمن فشل ماكرون؛ اليمين الفرنسي واليسار لن يرحما ماكرون في هذا الملف؛ حديث ماكرون هي رسالة داخلية في الأساس وهي رسالة خارجية للمجلس العسكري في النيجر لانه يبحث عن انطلاق أول رصاصة في النيجر".
وأوضح: "ماكرون يريد الحرب في النيجر لأنه يريد الحفاظ على ما تبقى له لأنه يعلم أن عاصمة الأنوار سوف تعيش واقع صعب؛ لكل الحق في الدفاع عن مصالحة وليس على حساب الشعوب؛ فرنسا لم يعد لها مكان في أفريقيا لأنها عولت على ذهنية استعمارية لم تعد مقبولة في العالم الجديد؛ هذا العالم يرفض التعنت والكبرياء الفرنسي".
واختتم: "ماكرون أثبت أنه ليس لديه حنكة في الدبلوماسية الخارجية وسوف يدفع الثمن وهو الخروج من أفريقيا بدون أي مكاسب الان".