ذا ناشيونال: دور المرأة جزء لا يتجزأ من قمة المناخ COP 28
ذكرت تقرير لصحيفة "ذا ناشيونال" أن المرأة لا تساهم فقط في مجال الحفاظ على البيئة وتغير المناخ؛ فهي من أبرز ركائز جميع قطاعات المجتمع سواء كانت بين العلماء، أو المبدعين، أو القادة، أو الأمهات، فقد أثبتت أيضًا أن أيًا من هذه الأدوار لا يطغى على الآخر.
وقطعت المرأة خطوات مهمة على طريق التقدم، ولفت التقرير إلى ارتفاع نصيب المرأة العربية من الشهادات الجامعية وتخصصها بجرأة وجسارة في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات وصارت المرأة قائدة لكبرى الوكالات والمنظمات البيئية الرئيسية وتشكل المرأة رقمًا مهمًا في عضوية المجالس المهمة التي تحدد سياسات الدول وتنظم الأولويات وأصبح مقعدها ملحوظًا بمجالس الوزراء، وهذه تطورات مهمة بالنظر إلى أن النساء هن أول من يعاني من آثار تغير المناخ وفقدان التنوع البيولوجي.
وتستضيف دولة الإمارات العربية المتحدة مؤتمر Cop28 المقبل، ما يعني تمثيل العديد من النساء للبلاد، بما في ذلك المفاوضات والمنظمات، وستهدف المشاركات إلى توحيد مجموعات متنوعة مثل الشركات والمدن والمجتمع المدني والشعوب الأصلية والمنظمات الخيرية للمساعدة في تحقيق أهداف اتفاق باريس بشأن تغير المناخ لذا تأتي أولويات المشاركات قبل Cop28 ذات شقين: أولًا، تركيز على العلاقة الحاسمة بين البيئة الطبيعية وتغير المناخ وثانيا، السعى لجهودنا أكثر شمولا، مع التركيز على تمكين النساء والفتيات كقادة في العمل المناخي.
وهذه ليست مجرد ضرورة أخلاقية ولكنها ضرورة عملية: حيث تكشف الدراسات والأبحاث أن زيادة تمثيل المرأة في البرلمانات الوطنية يؤدي إلى تبني سياسات أكثر صرامة فيما يتعلق بتغير المناخ وعلاوة على ذلك، فإن الشركات التي تضم عددا أكبر من أعضاء مجالس الإدارة من النساء أكثر احتمالا بنسبة 21 في المائة في اتخاذ موقف إيجابي من تحديد أهداف خفض الانبعاثات.
ولتحقيق هذه الغاية، تهدف المشاركات إلى ضمان منح النساء والفتيات المساحة اللازمة لقيادة العمل في القمة، ووضع منصات لا تعد ولا تحصى التي تتقاطع فيها المساواة بين الجنسين مع تغير المناخ عبر التمويل والهشاشة والتحول العادل للطاقة، من بين أمور أخرى علاوة على العمل على القضاء على انبعاثات الكربون.
واختتم التقرير بالقول: "من المهم ألا تكون النساء مجرد مشاركات، بل أن يكن قائدات نشطات ومساهمات في تشكيل السياسات البيئية الجديدة وأن يدعمن أيضًا المبادرات المناخية التي تقودها النساء وأن تشجعن الحكومات والمؤسسات المالية على تمويل هذه المشاريع، خاصة في المناطق الأكثر تأثرًا بتغير المناخ ومن خلال وضع مجالات التركيز هذه في الاعتبار، يمكن العمل نحو مستقبل تكون فيه مكافحة تغير المناخ شاملة ومفيدة للجميع، بغض النظر عن الجنس.
في حين أن تغير المناخ يشكل تهديدا عالميا في جميع أنحاء العالم، فإن النساء هن أول من يعاني من آثار تغير المناخ وفقدان التنوع البيولوجي، وخاصة في المجتمعات الريفية وفي العالم النامي، تكاد تكون المرأة هي المسؤولة الوحيدة عن توفير المياه والوقود لأسرتها، حيث تمثل ما بين 45 إلى 80 في المائة من إنتاج الغذاء، حسب المنطقة.
كما أنهن من بين الفئات الأكثر عرضة لآثار تغير المناخ، مثل موجات الحر والفيضانات والعواصف والجفاف، فضلا عن أمراض مثل الكوليرا وحمى الضنك والملاريا.
ومع تسبب تغير المناخ في تفاقم التوترات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية، تصبح النساء أكثر عرضة للعنف القائم على النوع الاجتماعي والاتجار بالبشر وزواج الأطفال ومع ذلك، فإنهن كثيرًا ما يتم استبعادهن من عمليات صنع القرار التي تؤثر عليهم بشكل مباشر.