تباين الآراء حول أهمية انضمام مصر لمجموعة بريكس.. هل يكسر هيمنة الدولار؟
اختلف خبراء الاقتصاد بشأن التأثير الاقتصادي لانضمام مصر لتجمع بريكس، فيما اعتبره البعض خطوة لإنهاء الاحتياج إلى الدولار وتغيير في سياسة التعامل مع الدول الأكثر نموا والتعامل بعملة تجارية أخرى، بينما قلص آخرون من تأثير تلك الخطوة على البلاد في المدى القصير والمتوسط.
وقال المهندس متى بشاي رئيس لجنة التجارة بشعبة المستوردين بالاتحاد العام للغرف التجارية، إن انضمام مصر لمجموعة بريكس “سيسهم في تحرير التجارة الخارجية للدولة المصرية من هيمنة الدولار ويعزز التبادل التجاري مع الدول الأعضاء بالعملات المحلية”.
وأكد بشاي أن انضمام مصر لـ بريكس “سيمنحها أيضا العديد من المزايا، منها خلق العديد من الفرص لتنشيط الصادرات المصرية، بما يخفف الضغط على النقد الأجنبي بالبلاد، وخاصة الطلب على الدولار، ويحقق رواجا استثماريا في مصر”.
وتابع أن “هذا التكتل الاقتصادي العالمي، يعيد موازين القوى للاقتصاد العالمي، ويفرض واقعا جديدًا لعالم متعدد الأقطاب الاقتصادية، كما يساعد على تعزيز حركة التبادل التجاري بين الدول الأعضاء وباقي دول العالم، الأمر الذي سينعكس إيجابا على الاقتصاد المصري”.
ومن جانبه، قال حازم المنوفي، عضو الشعبة العامة للمواد الغذائية بالاتحاد العام للغرف التجارية، إن “انضمام مصر لتجمع بريكس، يعد نجاحا جديدا في تعزيز حجم التبادل التجاري بالعملات المحلية الأمر الذي سيسهم في التخفيف من الضغط على الدولار”.
وأضاف المنوفي أن “هذا التكتل الاقتصادي العالمي، يعيد موازين القوى للاقتصاد العالمي، ويفرض واقعا جديدًا لعالم متعدد الأقطاب الاقتصادية، كما يساعد على تعزيز حركة التبادل التجاري بين الدول الأعضاء وباقي دول العالم، الأمر الذي سينعكس إيجابا على الاقتصاد المصري”.
وأوضح أن “التحالف المؤسس يضم خمس دول وهي روسيا والصين والهند والبرازيل وجنوب إفريقيا، ويستحوذون وحدهم على نحو 30% من حجم الاقتصاد العالمي، كما أن هذا التحالف ينتج أكثر من ثلث الحبوب على مستوى العالم”.
وبدوره، يرى د. محمد عطية الفيومي عضو مجلس النواب، وأمين اتحاد الغرف التجارية، أن “مصر ستحصد الكثير من المكاسب على مستوى العلاقات التجارية وتأمين احتياجاتها من السلع المستوردة باستخدام العملات المحلية”.
وأكد د. مدحت نافع الخبير الاقتصادي، أن “مصرستستفيد من زخم هذه المجموعة ومن أهمية الدول الموجودة”، مشيرا إلى ضرورة العمل على تعزيز التواجد في التكتلات الاقتصادية خاصة من الدول الأكثر نموا لأن تجمع بريكس أعطى أهمية وثقل للدول المؤسسة.
وفي المقابل، يرى د. هاني جنينه الخبير الاقتصادي، أن “مصر لن تستفيد كثيرا من الانضمام لهذا التحالف، ولكن سيعطيها ثقلا في جذب الاستثمارات الأجنبية”.
وأوضح جنينة، أن الميزان التجاري لمصر مع كل الدول المنضمة للتكتل يسجل عجزا لمصر في العلاقات التجارية بين الجانبين.
وتابع أن العمل على تعزيز العلاقات الثنائية بين الدول الأعضاء يجب ان يكون الشغل الشاغل وليس من التحالف نفسه.
وأكد عمرو سليمان أستاذ الاقتصاد بجامعة حلوان، أن كسر هيمنة الدولار الأمريكي على العالم أمر ممكن ولكن ليس في الأجل القصير.
وقال سليمان إنه يمكن كسر هيمنة الدولار الأمريكي، ولكن ذلك لم يتم على المدى القصير، مشيرا إلى أن الدولار لازال العملة الدولية الأولى في معاملات التجارة الخارجية بين الدول وهو العملة الرئيسية لصادرات السلع الأهم في العالم سواء كان النفط أو الذهب أو اشباه الموصلات والصادرات التكنولوجية.
وأضاف أن فكرة وجود عملة موحدة لتحالف بريكس موجودة ولكن هي غير قابلة للتطبيق العملي في الوقت القريب؛ الأمر يحتاج مجموعة من خطوات التكامل الاقتصادي ويجب توحيد سياسات التجارة الخارجية وشاهدنا تجربة اليورو وإقامة اتحاد جمركي في البداية ثم منطقة تجارة حرة ثم سوق مشتركة ثم العملة الموحدة.
وتابع أن العملة الموحدة تعني وجود سياسات مالية موحدة بين الدول ومعدلات تضخم متشابهة؛ الحديث عن عملة موحدة هو حل لا يلوح في الأجل القريب ولكن يمكن الحديث عن صفقات متكافئة أو تكامل اقتصادي بين دول بريكس.
أعلن رئيس جمهورية جنوب افريقيا سيريل رامافوزا، اليوم الخميس، دعوة مصر والأرجنتين والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة ليكونوا أعضاء كاملي العضوية في مجموعة بريكس.
وقال رامافوزا في كلمة، أمام قمة مجموعة بريكس، المنعقدة حاليًا بجوهانسبرج في جنوب إفريقيا، إنه سيصبح الأعضاء الجدد جزءًا من البريكس اعتبارًا من 1 يناير 2024.
وأعرب عن استعداد المجموعة للبحث عن حلول اقتصادية عادلة، داعيا المنظمات الدولية للتوصل لاتفاق عالمي بشأن السياسات المالية.
ما هي مجموعة بريكس؟
مجموعة بريكس أحد أهم التكتلات الاقتصادية في العالم، نظرا لأرقام النمو التي باتت تحققها دول هذا التكتل مع توالي السنوات، مما جعلها محط اهتمام عديد من الدول الأخرى.
وتأسس التكتل الاقتصادي العالمي في عام 2009، والذي من شأنه أن يكسر هيمنة الغرب وينهي نظام القطب الواحد الذي تتزعمه الولايات المتحدة.
ويسعى التكتل لتحسين الأوضاع الاقتصادية للدول الأعضاء وتوفير التمويل اللازم لإنشاء المشروعات بعيدا عن هيمنة الدولار، وذلك من خلال التركيز على تحسين الوضع الاقتصادي العالمي وإصلاح المؤسسات المالية، وكذلك مناقشة الكيفية التي يمكن بها للبلدان أن تتعاون فيما بينها على نحو أفضل في المستقبل.
ويسعى تجمع بريكس لتقديم نفسه كممثل لدول الجنوب وعلى أنها "النموذج البديل عن مجموعة السبع".
وتضم مجموعة السبع، التي تأسست عام 1975، دول أكثر الاقتصادات تقدما في العالم، ويضم ألمانيا وفرنسا والمملكة المتحدة وإيطاليا واليابان وكندا والولايات المتحدة.
وتمثل دول مجموعة بريكس نحو 40% من مساحة العالم، ويعيش فيها أكثر من 40% سكانه، ووصلت مساهمة المجموعة إلى 31.5% من الاقتصاد العالمي.
تظهر قوة واستقلال تجمع بريكس، هو عدم الاستجابة المطلقة للتوجهات الأمريكية، حيث أن دول التجمع لم توافق أو تشارك في تطبيق العقوبات التي فرضتها الدول الغربية ضد روسيا بسبب الحرب على أوكرانيا.