خبير استراتيجي يعلق على قطع إيران لمياه نهر "الزاب الأسفل" عن العراق

أكد معا الجبوري، الخبير في الشؤون السياسية والاستراتيجية، أن الحكومة العراقية لم تقم بأي تصرف ضد إيران بعد أن قطعت الأخيرة مياه نهر "الزاب الأسفل" عن بغداد.

وقال الجبوري في مداخلة مع قناة "سكاي نيوز عربية": "وكأن فلسفة الحكومة تقول لا تحرك ساكنا ولا تسكن متحركا؛ لم تتحرك أي حكومة في هذه القضية ولكن اللوم يقع على الحكومة الحالية لأن هذه الحكومة تعتبر الأقرب إلى إيران وهناك علاقات بين البلدين ولم نشاهد أو نلمس أي تصرف فعلي جاد".

وأضاف: "العراق يمثل الحديقة الخلفية من الناحية الاقتصادية والدبلوماسية لإيران حتى أنها تستخدمه كورقة ضغط على الولايات المتحدة؛ لم يمر العراق من هذه الأزمة من قبل؛ هناك هجرة معاكسة تحدث اليوم من مدن العراق واضطر الناس للمغادرة لأن الأمر يتفاقم منذ 2003 وحتى الآن".

وتابع: "المفاوضات أو المسائلات التي تقوم بها الحكومات العراقية لم تأتي بأي نتيجة؛ يجب أن يتم تحريك شكوى على الصعيد الدولي وتحريك المنظمات الدولية؛ المحاباة من الحكومة العراقية وعدم استفزاز الجانب الإيراني والتركي يدفع ثمنها الشارع العراقي؛ لم تحترم علاقات حسن الجوار وعلاقات التاريخ والجغرافيا ويجب أن يكون هناك موقف حاسم".

وأوضح: "الزراعة تضررت وكذلك الثروة الحيوانية والمستفيد الأول هو العراق وتركيا لأن العراق يعد سوق لتصريف البضائع وأي حالة إصلاح في المجال الزراعي في العراق تؤثر على الدولتين".

وأكمل: "إيران لم تقم وزنا للحكومة المركزية في العراق وحتى المتضرر الأول هو الشعب العراقي الذي تعتبره إيران ذو أغلبية شيعية وقريب منها؛ هناك قوانين لتقاسم المياه في الأنهار الدولية".

وذكر: "ربما تضغط حكومة إقليم كردستان ولكن حكومة إقليم كردستان التي تتضررت من قطع مياه نهر زاب تدرك أن الحكومة العراقية المركزية مغلوبة على أمرها وإلا ما هو المبرر في عدم وجود تصرف من الحكومة بالطرق القانونية؛ لم ترسل أي رسائل شديدة اللهجة لا إلى إيران ولا تركيا وهو يدل على ضعف الحكومة".

وكانت إيران قد قطعت مياه نهر "الزاب الأسفل" عن العراق والذي يوفر المياه لأكثر من 100 ألف مواطن عراقي.

وتمر مياه نهر الزاب الأسفل عبر مدينة السليمانية ثم تتجه إلى مدينة كركوك ومنها إلى كافة أنحاء البلاد.