طلب إخواني "غريب" من أردوغان بإنشاء جامعة إسلامية منافسة للأزهر
رصد تقرير لموقع المرصد الأوروبي للتطرف طلبًا غريبًا طرحه بعض أعضاء تنظيم الإخوان على الرئيس التركي رجب أردوغان في وقت سابق من أغسطس الجاري.
وقال التقرير: "خلال اللقاء الذي عقد في مقر الرئاسة التركية قبل أيام بين أعضاء الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين والرئيس التركي رجب طيب أردوغان، طلب عدد من أعضاء الاتحاد من الرئيس التركي وبشكل رسمي وملح ضرورة إقامة جامعة إسلامية عالمية في إسطنبول على غرار جامعة الأزهر في مصر".
ويرجح المراقبون للشأن التركي أن شعارات العثمانيين الجدد التي رفعها سابقا أردوغان سقطت الآن، وبالتالي لم يعد الرئيس التركي يحتاج لجامعة بديلة للأزهر كما يسعى الإخوان، ولا منازلة دول المنطقة ومؤسساتها التاريخية الراسخة ذات الثقل الإقليميوالعالمي الكبير كالجامع الأزهر.
ورجح الدكتور محمد اليمني، الخبير في العلاقات الدولية ألا توافق أنقرة على هذا الطلب وأوضح في تصريحات للمرصد الأوروبي أن أنقرة تعيد بناء دورها في المنطقة بما يتلائم مع مصالحها الخاصة من جهة، وبما يتلاءم مع متطلبات التعاون مع محيطها الدولي والإقليمي من جهة أخرى، بما يتيح لها أن تلعب دورا إيجابيًا ويعتقد اليمني أن السياسات التركية السابقة راهنت على إمكانية استعادة أمجاد الإمبراطورية العثمانية، إلا أن شعوب المنطقة رفضتها فانتهى مشروع تنظيم الإخوان بالإفلاس.
واعتبر أن هذا المشروع الإخواني التوسعي كشف عن نفسه عندما عجز عن إدارة السلطة في تونس ومصر، ليدفع هذين البلدين إلى حافة الهاوية ويتحول إلى مشروع ميليشياوي في ليبيا، يتصارع من أجل النفوذ والمال بقوة السلاح، كما تحول إلى مشروع إرهابي في سوريا، مؤكدا أنه مع إفلاس المشروع، أفلس التطلع التركي وأفلست معه النظرة العثمانية نفسها إلى المنطقة.
وختم اليمني حديثه موضحًا أن هناك متغيرًا رئيسيًا في منهج أردوغان الجديد، قوامه التخلي عن الإسلام السياسي كأداة من أدوات التدخل في شؤون المنطقة العربية، فضلا عن انشغال أنقرة بالبحث عن وسائل عملية لمعالجة مشاكلها الاقتصادية.
وكشف القيادي الإخواني محمد الصغير، الذي حضر اللقاء، أن علي القره داغي، الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، قدم في كلمته أمام أردوغان 9 مطالب، منها ضرورة إنشاء جامعة إسلامية في اسطنبول، على غرار الأزهر بالقاهرة.
وأكد باقي المتحدثين من أعضاء الاتحاد خلال كلماتهم، أهمية التسريع بإقامة الجامعة لتجمع الطلاب من الدول الإسلامية ولتكون بديلا لهم عن جامعة الأزهر، وتوفر لتركيا دخلًا ماليًا مؤكدًا، ومنذ عقود طويلة، يناصب تنظيم الإخوان الأزهر العداء، حيث سعى التنظيم في 2012 إلى الإطاحة بالدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، وافتعال أزمات طلابية وإحداث فوضى بالجامعة، فضلا عن تدبير عمليات تسمم بين طلاب المدينة الجامعية لإشعال غضب الأهالي، ومحاولات شتى لحمل شيخ الأزهر على الاستقالة.
وعقب الإطاحة بحكم الإخوان في ثورة 30 يونيو 2013، حاول التنظيم النيل من شخص شيخ الأزهر بعد موقفه المؤيد للثورة ضد حكم المرشد.
وطالب الإخوان في اعتصامهم اعتراضًا على ثورة 30 يونيو تعيين الإخواني يوسف القرضاوى شيخا للأزهر.
وعقب الثورة اتخذ الأزهر إجراءات حاسمة ضد المنتمين إلى جماعات العنف والتطرف والإرهاب ومنها الإخوان.
ودعا الدكتور عباس شومان، الذي كان يشغل منصب وكيل الأزهر، عام 2015 جميع العاملين بالأزهر بضرورة تقديم ما يثبت تبرؤهم من الكيانات التي تحرض على نظام الحكم وتهدد أمن واستقرار الوطن، ومنها تنظيم الإخوان.