بينها أزمة سد النهضة.. التفاصيل الكاملة لزيارة رئيس دولة الإمارات لإثيوبيا
في تطور لافت يعكس عمق العلاقات بين الإمارات وإثيوبيا، بحث رئيس دولة الإمارات الشيخ محمد بن زايد ورئيس وزراء إثيوبيا آبي أحمد، أمس الجمعة، العلاقات الثنائية بين البلدين والقضايا الإقليمية والدولية، وذلك خلال جلسة مباحثات في مقر رئاسة الوزراء الإثيوبية.
ووفقًا لوكالة الأنباء الإماراتية، بحث الجانبان "مختلف مسارات التعاون في الجوانب الاقتصادية والاستثمارية والتنموية الحيوية وإمكانات تنميتها في جميع القطاعات بما يخدم تطلعات البلدين المستقبلية لتوسيع آفاق التعاون والعمل المشترك بينهما ويسهم في دعم التنمية والازدهار لشعبي البلدين".
الاجتماع لم يغب عنه أزمة "سد النهضة"\، الذي تبنيه أديس أبابا على مياه النيل الأزرق وترفض الاتفاق مع دولتي المصب مصر والسودان على قانون ملزم بشأن ملء وتشغيل السد.
الشيخ محمد بن زايد شدَّد على أن دولة الإمارات "مع كل ما يحقق السلام في القارة الإفريقية من منطلق نهجها الداعم للاستقرار والازدهار في المنطقة والعالم، لذلك فإنها تدعم كل المبادرات والجهود الهادفة إلى إيجاد تسويات سلمية للأزمات في القارة".
كما رحب بالخطوة الإيجابية الخاصة بالاتفاق بين مصر وإثيوبيا مؤخرًا على انطلاق مفاوضات للتوصل إلى تسوية بشأن ملف سد النهضة.
وأعرب عن تمنياته أن تصل هذه المفاوضات إلى "حلٍ مرضٍ لجميع الأطراف وبما يعزز التعاون فيما بينها، ويدعم الاستقرار في المنطقة".
كما بحث الطرفان "التطورات والمستجدات الإقليمية والدولية وعددًا من القضايا التي تهم البلدين وتبادلا وجهات النظر بشأنها"، مؤكدين في هذا السياق أهمية بناء جسور التعاون وشراكات فاعلة تسهم في تحسين جودة حياة الشعوب وازدهارها.
وأكد الشيخ محمد بن زايد حرص الإمارات على "تنمية علاقات التعاون مع إثيوبيا والذي يقوم على الثقة والاحترام المتبادلين وخدمة المصالح المشتركة وذلك في إطار سعي الإمارات إلى تعزيز علاقاتها الخارجية مع الدول الصديقة التي ترتكز على الشراكة والتعاون المشترك في جميع المجالات".
وقال إنَّ العلاقات بين دولة الإمارات وإثيوبيا متنامية وشهدت خلال السنوات الأخيرة تقدمًا نوعيًا خاصة في المجالات التي تخدم الاستدامة والتنمية في البلدين".
ولفت رئيس دولة الإمارات إلى حرص بلاده على "دفع علاقاتها مع إثيوبيا الصديقة إلى الأمام خاصة في قطاعات الزراعة والأمن الغذائي والطاقة والتجارة والاستثمار والتكنولوجيا وغيرها".
وأشار إلى أن "إثيوبيا تعد شريكًا تجاريًا مهمًا للإمارات في إفريقيا حيث وصل حجم التبادل التجاري غير النفطي بين البلدين إلى 1.4 مليار دولار في 2022"، لافتًا إلى أنَّ الجانبين يعملان على زيادة هذا الرقم خلال السنوات المقبلة.
وأضاف رئيس الإمارات: "كما نعمل على تعزيز الاستثمار المشترك وتوسيع آفاقه خاصة في ظل الفرص الاستثمارية الكثيرة والواعدة بين البلدين، بجانب التعاون في مجال الطاقة المتجددة خاصة الطاقة الشمسية".
وقال الشيخ محمد بن زايد إن إثيوبيا "تحظى بأهمية خاصة لدى دولة الإمارات في إطار توجهها الاستراتيجي لتعزيز العلاقات مع إفريقيا خاصة في المجالات التنموية لا سيما إنها تستضيف مقر منظمة الاتحاد الإفريقي ولها ثقل كبير في القارة، كما أن لها دورًا مهمًا وأساسيًا في معادلة الأمن الإقليمي في شرق إفريقيا والقرن الإفريقي".
ودعا رئيس دولة الإمارات، رئيس الوزراء الإثيوبي إلى حضور مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ “cop28 ” الذي تستضيفه دولة الإمارات نهاية العام الجاري، مشيرًا إلى أن إثيوبيا "من الدول التي تهتم بقضية الطاقة المتجددة، وتشترك مع دولة الإمارات في هدف تحقيق الحياد المناخي عام 2050".
من جانبه أعرب رئيس وزراء أثيوبيا عن "اعتزازه بمستوى العلاقات المتميزة التي تجمع البلدين وشعبيهما"، مشيدًا بجهود دولة الإمارات الهادفة إلى "ترسيخ دعائم الأمن والاستقرار وخدمة القضايا التي تسهم في تعزيز التعاون والسلام والتعايش بين شعوب العالم ودوله".
وبحسب "وام"، أكد الجانبان في ختام اللقاء "حرصهما على دفع العلاقات الثنائية في مختلف المجالات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية والتنموية وغيرها من أوجه التعاون الذي يخدم مصالحهما المشتركة ويسهم في جهود تحقيق التنمية المستدامة والأمن والاستقرار في القارة الإفريقية".
ووصل رئيس الإمارات في وقت سابق، الجمعة، إلى إثيوبيا في زيارة رسمية تهدف إلى "تعزيز علاقات الصداقة والتعاون بين البلدين في مختلف الجوانب"، حسب ما ذكرت "وام".
وقال الشيخ محمد بن زايد على تويتر: "سعدت بلقاء الصديق آبي أحمد في أديس أبابا.. بحثنا تعزيز العلاقات بين الإمارات وإثيوبيا في مجالات الاقتصاد والاستدامة، وسبل تحقيق أهداف الشراكة التنموية الطموحة بينهما لمصلحة شعبيهما".
أضاف: "بناء جسور التعاون مع مختلف دول العالم نهج الإمارات، من أجل الاستقرار والسلام والازدهار للجميع".
وقال وزير الدولة الإماراتي للتجارة الخارجية ثاني بن أحمد الزيودي، إن إثيوبيا التي تعد ثاني أكبر دول القارة الإفريقية من حيث عدد السكان بأكثر من 120 مليون نسمة تشكل "سوقًا مهمة للصادرات الإماراتية غير النفطية، وكذلك لعمليات إعادة التصدير من الدولة إلى إثيوبيا، وكلاهما شهد نموًا ملحوظًا خلال السنوات الماضية".
وأوضح الزيودي لوكالة "وام" أن بلاده "ترتبط بعلاقات تجارية واستثمارية متميزة مع إثيوبيا،"، لافتًا إلى أن التجارة غير النفطية بين البلدين بلغت 1.4 مليار دولار عام 2022، فيما بلغ إجمالي الاستثمارات الإماراتية في إثيوبيا 2.9 مليار دولار.
وتدخل إثيوبيا ضمن اهتمامات استراتيجية الإمارات الخاصة بتعزيز وتوسيع علاقاتها مع دول القارة الإفريقية، وتقوية جسور التعاون معها في المجالات المختلفة، وفق "وام".
ومنذ نشأة العلاقات الثنائية بينهما وقعت الإمارات وإثيوبيا عشرات الاتفاقيات الاستراتيجية ومذكرات التفاهم لتعزيز التعاون في مجالات عدّة.\