كيف واجهت الدولة تأثير التغيرات المناخية على الزراعة؟
أكد محمد فهيم؛ مستشار وزير الزراعة؛ أن الدول المتقدمة التي تمتلك نماذج للتنبؤ وقفت عاجزة أمام التغيرات المناخية.
وقال فهيم خلال برنامج "حقائق وأسرار" المذاع على قناة "صدى البلد": "الدول المتقدمة مثل الولايات المتحدة بدأت في إعادة هيكلة بنيتها التحتية حتى تواجه التغيرات المناخية وهو أمر بدأت فيه مصر منذ عدة سنوات".
وأضاف: "السيد رئيس الجمهورية في كل موضع ومنتدى دولي يقول جملة في كل خطاباته؛ قضية تغير المناخ تعد قضية وجودية؛ وتؤثر على وجود وحياة الناس؛ عند الذهاب لأي مزارع بسيط في الوادي والدلتا سيخبرك أن الأجواء تغيرت والجميع أصبح يعلم ذلك".
وتابع: "الدولة كان لها إجراءات استباقية على مستوى مواجهة التغيرات المناخية ولولا هذه الإجراءات لحدثت مشكلة كبيرة للغاية وهي مشكلة الأمن الغذائي؛ وهذا الملف أصبح جزء لا يتجزأ من ملف الأمن القومي لمصر ولدول كثيرة على مستوى العالم".
وأوضح: "مصر بدأت في إجراءات ومشروعات قوية كبيرة جدا ولولا هذه المشروعات كان سيحدث مشكلة في توافر السلع الزراعية أو قد يجدونها بتكلفة لا يقدرون عليها؛ ليس لدينا في مصر سيول ولا حرائق غابات ولكن لدينا شكل أخر من التغيرات المناخية الذي يسمى بالتغيرات المناخية الصامتة".
وأكمل: "هذا الشكل من التغيرات المناخية تظهر أثاره بشكل مفاجئ؛ فجأة تجد ثمار المانجو سقطت أو الزيتون فسد؛ حتى هذه اللحظة كل أصناف القمح المستنبطة في مصر قصيرة العمر وهو ما يعني أنها تتكيف مع تغيرات المناخ".
وواصل: "الحدث الذي يسبب مشكلات في القمح هو أن يأتي صيف مبكر؛ لو كان لدينا الأصناف القديمة من القمح لم نكن لنحصد أردب واحد في الفدان؛ النهضة الكبيرة في هذا القطاع لم تشهد مصر لها مثير؛ الصحراء الممتدة لم يجرؤا أحد أن يتحمل مسؤولية استصلاحها ويدفع مليارات لاستصلاحها".
واختتم: "الدولة نجحت في استصلاح مليون فدان وارتفعت الرقعة الزراعية في مصر إلى 10 مليون فدان؛ الفدان الواحد يضخ 20 ألف كيلو منتج زراعي في الأسواق ولذلك لولا هذه الإجراءات وفضل الله لكانت هناك مشكلة كبيرة للغاية؛ البلد تنحت في صمت في الصخر".