التفاصيل الكاملة للاشتباكات الدامية بين قوة الردع واللواء 444 في ليبيا
في تطور ميداني جديد في ليبيا، وسط اشتباكات دامية بين بين قوة الردع (التابعة للمجلس الرئاسي) واللواء قتال 444 (التابع لحكومة الوحدة الوطنية برئاسة عبدالحميد الدبيبة)، قالت مصادر ميدانية لوكالات أنباء دولية، إن القوة أفرجت الثلاثاء عن محمود حمزة قائد اللواء الذي أدى اعتقاله الاثنين إلى اندلاع قتال عنيف في العاصمة طرابلس.
وقال شهود من رويترز في المدينة إن دوي القتال لم يهدأ في مناطق وسط طرابلس بعد الإفراج عن حمزة مباشرة.
ووفق إندبندنت عربية، فقد كانت حادثة اختطاف جديدة السبب في اندلاع اشتباكات عنيفة في العاصمة الليبية طرابلس، بعد أشهر طويلة من توقف النزاعات المسلحة في المدينة، لتسلط الضوء على هذه الظاهرة المتفشية في ليبيا منذ سنوات من دون حل لها، على رغم ما تشكله من خطر كبير على السلم الأهلي في البلاد.
وتزامنت هذه الأحداث مع حادثة إخفاء قسري ثانية كان ضحيتها المدير التنفيذي للشركة العامة للنقل البحري خالد التواتي، الذي اعتقلته قوة عسكرية مجهولة في طرابلس واقتادته إلى مكان غير معلوم، ولم تنل الحادثة حصتها من الاهتمام الشعبي والإعلامي بسبب الانشغال بأحداث العاصمة.
وبحسب المعلومات الوردة الثلاثاء، فقد تجددت الاشتباكات في مناطق عين زارة وطريق الشوك وخلة الفرجان في العاصمة طرابلس.
ووفق تقارير صحفية فقد كانت الاشتباكات المسلحة الجديدة في طرابلس عنيفة وخطرة لوقوعها بين أكبر قوتين عسكريتين عاصميتين، كتيبة "الردع" و"اللواء 444 قتال"، وسط أحياء سكنية، بعد إقدام مجموعة مسلحة تابعة للأولى على اختطاف آمر الكتيبة الثانية محمود حمزة في مطار معيتيقة مساء الإثنين، مما تسبب بحالة من الذعر بين السكان، وإيقاف حركة الملاحة الجوية في المطار.
شرارة الاشتباكات اندلعت بعد انتهاء مهلة قصيرة لساعات منحتها قوات "اللواء 444" لقوة الردع لإطلاق سراح قائدها، وهو ما لم يحدث، لتحرك مدرعاتها وجنودها لفك أسره بالقوة.
الغريب أن الكتيبتين المتصارعتين وسط أحياء مدنية في طرابلس، يتبعان لحكومة الوحدة الوطنية برئاسة عبدالحميد الدبيبة، ويشكلان معًا ذراعًا مسلحة لها أسهم في تثبيت سلطتها في العاصمة، عندما حاولت قوات تابعة لحكومة البرلمان في الشرق اقتحام المدينة العام الماضي.
ولم تتضح حتى الآن حصيلة الخسائر البشرية، لكن وسائل إعلام محلية أكدت وقوع قتلى وجرحى من طرفي الاشتباكات.
واتسعت رقعة الاشتباكات المسلحة بين الكتيبتين في الساعات الأخيرة من الإثنين مع سماع إطلاق نار ودوي انفجارات قوية في مناطق عين زارة والفرناج والطرق المؤدية إلى صلاح الدين، وكلها مناطق في جنوب طرابلس.
وفي أول بيان وتعليق من حكومة الوحدة في طرابلس على الاشتباكات في المدينة، حثت وزارة الصحة بحكومة الوحدة، المواطنين على ضرورة الابتعاد عن مناطق الاشتباكات.
وطالبت الوزارة جميع الأطباء والعناصر الطبية والعناصر المساعدة في طرابلس العاملين بالمراكز والوحدات الصحية والمستشفيات، بضرورة التوجه لمقار عملهم وتلبية نداء الواجب وبقائهم على أهبة الاستعداد لتقديم الرعاية الصحية للمواطنين والتعامل مع حالات الطوارئ.
في الأثناء تبادل جهاز "الردع" و"اللواء 444 قتال" إعلان أسر عدد من العناصر التابعة لكل منهما في عين زارة والفرناج، حيث ألقت عناصر "اللواء 444 قتال" القبض على مجموعة تابعة للشرطة القضائية الموالية لـ"الردع" حاولت التحصن في إحدى مباني عين زارة، ونشر جهاز "الردع" مقطع فيديو لأسر سرية كاملة تتبع "اللواء 444 قتال".
وسط احتدام الاشتباكات المسلحة واتساع نطاقها، بدأت تتكشف تفاصيل جديدة في شأن ملابسات اعتقال آمر "اللواء 444 قتال"، العقيد محمود حمزة في مطار معيتيقة.
مصادر من "اللواء 444 قتال" كشفت تفاصيل الاعتقال لوسائل إعلام ليبية، وقالت إن "إبراهيم الدبيبة شقيق رئيس الحكومة عبدالحميد الدبيبة، طلب من آمر الكتيبة محمود حمزة الحضور صباحًا لمطار معيتيقة، والذهاب برفقة رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبدالحميد الدبيبة إلى مدينة مصراتة بطائرة خاصة لحضور الاستعراض العسكري في الكلية الجوية، وأنه تم القبض عليه من داخل الطائرة من قبل قوات الردع، واقتياده لمكان مجهول بعدها فقد الاتصال به".
وأكدت المصادر أن "قيادات اجتماعية في منطقة سوق الجمعة طلبت مهلة من (اللواء 444) حتى صلاة العشاء للتوسط وإطلاق سراح محمود حمزة، فضلنا الاستماع لصوت العقل ووافقنا على المهلة، ولن نسمح بمواصلة التعدي على قوات الجيش الليبي النظامية، فواقعة اختطاف محمود حمزة رسالة من جهات تسعى لهدم جهود القوات النظامية".
أما جهاز "الردع" فتأخر ساعات قبل التعليق على الاشتباكات في طرابلس التي هو طرف فيها. وقال في بيان متأخر "نأسف على ما يشهده جنوب العاصمة من تصعيد عسكري أثار الذعر والهلع بين أوساط المدنيين". وأضاف "نحن لم نشرع في اتخاذ أية إجراءات خارج إطار القانون، أو خارج الصلاحيات الموكلة إلينا بأوامر من الجهات ذات العلاقة، وعملية إيقاف محمود حمزة تمت وفقًا لمذكرة قبض بأوامر من المدعي العام العسكري بما يكفله له القانون من اختصاصات وصلاحيات".
وتوجه جهاز "الردع" لـ"كل العسكريين المنضوين تحت (اللواء 444) بضرورة ضبط النفس وعدم الانجرار وراء دعاوى التصعيد والعنف وسفك الدماء، ونحن نحذر من ترويع الآمنين وإهدار الممتلكات العامة والخاصة، وندعوهم إلى الانسحاب إلى مواقعهم وثكناتهم العسكرية"
في الشرق الليبي، علق رئيس الحكومة الليبية المكلفة من البرلمان أسامة حماد على الاشتباكات التي طرأت، قائلًا إنه "يتابع بقلق التطورات الأمنية الحاصلة في طرابلس".
ودعا حماد "الجهات الأمنية والعسكرية إلى ضبط النفس وتغليب الحوار حقنًا للدماء ومنعًا لتدمير الممتلكات العامة والخاصة".
وبعد ساعات من الصمت حيال ما يجري في العاصمة، تحرك رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبدالحميد الدبيبة لحل الأزمة، التي تشكل أكبر تحدٍّ أمني لحكومته منذ أشهر، وعقد اجتماعًا مع آمر جهاز "الردع" عبدالرؤوف كاره للإفراج عن آمر "اللواء 444 قتال" العقيد محمود حمزة.
وسربت مصادر حكومية أنباء عن قرب الإفراج عن محمود حمزة وتسلمه من قبل رئيس هيئة الأركان اللواء ركن محمد الحداد، بعد تدخل رئيس الحكومة عبدالحميد الدبيبة لإطلاق سراحه بشكل فوري.
لكن "اللواء 444" نفى تمامًا أي اتفاق على إطلاق سراح قائده. وأكد أنه لن يوقف القتال حتى يتحقق هذا الأمر.
وفي مؤشر إلى تعثر مفاوضات إطلاق سراح حمزة بين رئيس الوزراء عبدالحميد الدبيبة وقائد قوة "الردع" عبدالرؤوف كارة، تجددت الاشتباكات في مناطق متفرقة من طرابلس في ساعات الفجر من يوم الثلاثاء وما زال دوي الاشتباكات يسمع بشكل متقطع في هذه المناطق