الخميس 21 نوفمبر 2024 الموافق 19 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
عرب وعالم

ترتكز على المقايضات السياسية.. ملامح "سياسة بايدن الجديدة" تجاه الشرق الأوسط

الرئيس نيوز

قدمت صحيفة وول ستريت جورنال قراءة نقدية لأحدث سياسات إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن بشأن الشرق الأوسط، ورجحت الصحيفة أن فريق بايدن فيما يبدو يدرك الآن أن العلاقات الدبلوماسية وتعميق العلاقات الأمنية الرسمية بين إسرائيل والمملكة العربية السعودية يمكن أن يكون أساسًا لهيكل أمني إقليمي جديد يؤمن المصالح الأمريكية الحاسمة مع خفض الحاجة طويلة الأجل للوجود العسكري الأمريكي في المنطقة.

وانتقدت الصحيفة تراجع بايدن عن مواقف إدارته من طهران، مؤكدة عرض إدارة بايدن على طهران 6 مليارات دولار لإطلاق سراح خمسة مواطنين أمريكيين لا يمكن فهمه إلا على أنه رضوخ لطلب الفدية، وبدأت الإدارة كذلك في عرض التزامات دفاعية غير مسبوقة وتعاونًا في برنامج نووي مدني للمساعدة في إقناع الرياض بتطبيع العلاقات مع إسرائيل، وكلاهما، أي تفاهمات واشنطن مع طهران، وتفاهمات واشنطن مع الرياض يشكلان تطوارت لافتة في السياسة الخارجية الأمريكية تجاه المنطقة كما يعتقد والتر راسل ميد، الخبير المتخصص في الاستراتيجية وزميل معهد هدسون والأستاذ في كلية بارد في نيويورك.

أما كاتب العمود، نيد تيمكو، فيذهب إلى أن المراقبين بصدد التأمل في حكمة صاغها جو بايدن قبل عشرة أعوام، عندما كان لا يزال نائبًا للرئيس السابق باراك أوباما ولكن قد تم نقشها نقشًا غائرًا أيضًا على طائرة الرئاسة عندما بدأ بايدن زيارته الرئاسية الأولى إلى الشرق الأوسط، والمقولة التي ينسبها الكاتب للرئيس بايدن هي: “الحياة مسألة خيارات صعبة”.

وترتكز منهجية بايدن الجديدة تجاه الشرق الأوسط على مجموعة من المقايضات السياسية في عالم زلزلته الحرب التي اندلعت في شرق أوروبا، والنتيجة يخرج بايدن من مقايضة إلى مقايضة أكثر صعوبة وإثارة للجدل، على الأقل بين أعضاء الحزب الديمقراطي المناضلين من أجل التركيز على الديمقراطية وحقوق الإنسان وهو البعد الأكثر أهمية الذي وضعه بايدن في صميم سياسته الخارجية، وحملته لبناء الدعم الدولي لعزل غريمه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وحرمانه من النصر.

وضعت إدارة بايدن حقوق الإنسان في قلب سياستها الخارجية والآن يتم اختبار التزامها بإبقاء هذه المبادئ في المقدمة في عالم عانى بشدة من الغزو الروسي لأوكرانيا، وغالبًا ما ينظر الديمقراطيون إلى رحلة بايدن للمملكة العربية السعودية باعتبارها تخليًا عن أجندته الخاصة بحقوق الإنسان لتأمين تسهيل إمدادات النفط العالمية ولكن الإدارة تصر على أن بايدن سيظل يثير مخاوف حقوق الإنسان في اجتماعاته ويشدد على أهمية تعزيز شراكات أمريكا الأمنية الإقليمية استجابة لما تعتبره تهديدًا طويل المدى للقيم الديمقراطية التي يمثلها الغزو الروسي.