ما حقيقة دعم الإمارات لقوات الدعم السريع؟
في أول تعليق إماراتي على دعمها قوات الدعم السريع في السودان، أكدت الإمارات أنها لا تنحاز إلى أي طرف في الصراع الحالي بالسودان، وتسعى إلى إنهاء هذا الصراع، في الوقت الذي تدعو فيه إلى احترام سيادة السودان، مؤكدة في الوقت نفسه أنها لم تزود أي طرف من الأطراف المتنازعة في السودان بالسلاح والذخيرة منذ اندلاع الصراع في أبريل الماضي.
فيما قال الباحث في الشؤون الإقليمية، علي رجب، لا دليل على دعم الإمارات أحد طرفي الصراع السوداني، فقط كل ما يتردد تقارير صحفية مرسلة لا دليل قطعي عليها.
أوضح رجب في تصريحات للرئيس نيوز أن علاقة الإمارات بمجلس السيادي في السودان، جيدة فما الذي يدفعها إلى دعم قوات الدعم السريع، وقال إن الإمارات تقف على مساحة واحدة من جميع الأطراف.
بدورها، أكدت عفراء الهاملي، مديرة الاتصالات الاستراتيجية بوزارة الخارجية الإماراتية في رد على تقرير بإحدى وسائل الإعلام حول مزاعم تزويد الإمارات الأطراف المتحاربة في السودان بالأسلحة والذخيرة دحض بلادها القاطع للمزاعم والادعاءات الواردة في التقرير.
وشددت في بيان نُشر على موقع وزارة الخارجية الإماراتية على أنه منذ بداية الصراع دعت الإمارات إلى وقف التصعيد، ووقف إطلاق النار، وبدء الحوار الدبلوماسي عبر حوارات ثنائية ومتعددة الأطراف إلى جانب شركائها.
وأضافت أن دولة الإمارات تدعم باستمرار العملية السياسية والجهود المبذولة لتحقيق التوافق الوطني تجاه تشكيل الحكومة، كما ستواصل دعم جميع الجهود الهادفة إلى تحقيق الأمن في السودان وتعزيز استقراره وازدهاره إلى أن يتم ضمان وقف إطلاق النار.
أكدت الهاملي أن الإمارات تواصل رصد الأوضاع الإنسانية التي يعاني منها الشعب السوداني وانعكاساتها على دول الجوار، في الوقت الذي تسعى فيه إلى تقديم جميع أشكال الدعم لتخفيف المعاناة الإنسانية، حيث عملت على تشغيل جسر جوي وبحري يوفر ما يقرب من 2000 طن من المواد الطبية والغذائية والإغاثية للفئات الأكثر ضعفًا، بمن في ذلك المرضى والأطفال وكبار السن والنساء.
وأوضحت أن الإمارات أنشأت مستشفى ميدانيًا في مدينة أمجراس التشادية في يوليو لمن يحتاجون إلى رعاية طبية، بغض النظر عن الجنسية، أو العمر، أو الجنس أو الانتماء السياسي. وقد عالج المستشفى بنجاح 4147 حالة.
وأشارت الهاملي إلى أن الإمارات افتتحت مؤخرًا مكتب تنسيق للمساعدات الخارجية الإماراتية في مدينة أمجراس التشادية.
فيما أكد الدكتور أنور بن محمد قرقاش، المستشار الدبلوماسي لرئيس دولة الإمارات أن وقف إطلاق النار في السودان هو أولوية الإمارات، مشددًا على أن الدولة ليست طرفًا في النزاع المشتعل.
وقال في منشور على حسابه الرسمي في منصة «إكس» للتواصل الاجتماعي: «اسمع من الإمارات، ولا تسمع ما يريد البعض قوله عنها، تصريح الدولة واضح، لسنا طرفًا في تسليح أي طرف في السودان».
وأضاف: «أولوياتنا سياسية وإنسانية منصبّة على وقف فوري لإطلاق النار، والتهيئة لحل سياسي يؤدي إلى حكومة انتقالية وانتخابات عامة».
وكانت الإمارات قد دعت في وقت سابق إلى الوقف الفوري والدائم لإطلاق النار في السودان، والعمل على إيجاد حل سلمي والعودة للمسار السياسي، مشددةً على أهمية تكثيف الجهود الدبلوماسية لإنهاء الأزمة.
ودعت الإمارات في بيان ألقته أميرة الحفيتي، نائبة المندوبة الدائمة للدولة لدى الأمم المتحدة، أمام مجلس الأمن الدولي، قبل أيام إلى ضرورة تكثيف الجهود الدبلوماسية لإنهاء الأزمة في السودان.
وقالت: «يأتي اجتماعنا هذا بعد مضي أكثر من 100 يوم على اندلاع الاشتباكات في السودان، راح ضحيتها الكثير من الأبرياء، وعانى بسببها الشعب السوداني أشد المعاناة، مثلما وضح مقدمو الإحاطات، الأمر الذي يستوجب تكثي الجهود الدبلوماسية لإنهاء هذه الأزمة بجميع أبعادِها».
وأكدت أميرة الحفيتي ضرورة العمل لتخفيف حدة الأوضاع الإنسانية الصعبة التي يعيشها ملايين السودانيين جرّاء استمرار الاشتباكات، وعدم الالتزام بالهُدَن السابقة.