متحف عسكري تحت المياه لجذب الغواصين بعيدًا عن الشعاب المرجانية "الهشة" بالبحر الأحمر
افتتحت محافظة البحر الأحمر، الخميس، متحفًا جديدًا تحت الماء من خلال وضع مركبات عسكرية سابقة تحت الماء ليستمتع بها الغواصون.
وقالت صحيفة ذي ناشيونال إنالمتحف، وهو مشروع مشترك بين محافظة البحر الأحمر ووزارة البيئة، يمتد على ثلاث مناطق غطس جديدة قبالة منتجع مدينة الغردقة.
وأقيم حفل الافتتاح بميناء الغردقة أمس الخميس.
وأضافت الصحيفة: " يبدو أن الهدف الرئيسي من المشروع هو تحويل الغوص - وهو نشاط يحظى بشعبية كبيرة في الغردقة - بعيدًا عن الشعاب المرجانية، التي انهكتها عقود من السياحة الجماعية، من خلال تقديم بدائل قريبة وجذابة.
وأوضحت المحافظة أن قرار إغراق المعدات العسكرية القديمة، والتي تضم دبابات قديمة ومركبات أخرى، وجعلها نقطة الجذب الرئيسية في مواقع الغوص، اتخذ لإبراز الدور المهم للجيش المصري في تشكيل تاريخ البلاد المعاصر.
وبمرور الوقت، من المتوقع أن تتشكل شعاب مرجانية جديدة على سطح المعدات العسكرية الغارقة، وفقًا للدكتور محمود حنفي، عالم الأحياء البحرية البارز وعضو جمعية حماية البيئة والحفاظ عليها بالغردقة (Hepca)، وهي هيئة تابعة للوزارة تشرف على البعد البيئي لمشاريع في البحر الأحمر.
وحذر علماء من أن الموت الجماعي لقنافذ البحر قد يهدد الشعاب المرجانية في الشرق الأوسط.
وتم الإعلان عن مشروع المتحف العسكري في عام 2019 عندما نقلت القوات المسلحة عددًا من الآليات العسكرية غير المستعملة إلى الغردقة وعلى الرغم من أن استخدام المعدات العسكرية سيوفر مشهدًا مثيرًا للسياح، إلا أن الفكرة الأصلية هي تقليل الضغط على الشعاب المرجانية في الغردقة، والتي توفر بعضًا من أكثر أماكن الغوص الخلابة في البحر الأحمر.
وللحفاظ على الشعاب المرجانية، يُعد متوسط حوالي 22000 غطسة سنويًا هو الأمثل، ومع ذلك، فإن المواقع القريبة من الغردقة تسجل أكثر من 200000 غطسة كل عام، مما يضع ضغطًا هائلًا على الشعاب المرجانية لذا ستجذب مواقع الغوص البديلة هذه على الأقل بعض هؤلاء الغواصين بعيدًا عن الشعاب المرجانية الأكثر هشاشة وتضررا.
بدأ المشروع يوم الخميس، ومن المتوقع إطلاق المرحلة الثانية العام المقبل في أربع مواقع غطس أخرى قبالة ساحل الغردقة.
ومن المتوقع أن تستعمر الأسماك كل دبابة أو مركبة وستتبعها الطحالب والكائنات الحية الأصغر الأخرى وبعد عام أو نحو ذلك، سيبدأ المرجان اللين في التكون على سطح المعدات العسكرية وربما بعد خمس أو ست سنوات بعد ذلك، سيصبح المرجان أكبر.
ويشعر العديد من العلماء بالتفاؤل بأن المشروع، الذي نجح في أجزاء أخرى من العالم، سيجعل البحر الأحمر في مصر أكثر استدامة.