خبير زراعي: لدينا إمكانية الاكتفاء الذاتي من المحاصيل الرئيسية
نظمت أمانة القاهرة، أمس الخميس، ندوة بعنوان "إستراتيجية الإكتفاء الذاتي من المحاصيل الرئيسية"، وذلك بالمقر الرئيسي للحزب. حاضر بها أ.د سعيد سليمان رئيس قسم الوراثة بكلية الزراعة بجامعة الزقازيق وعضو لجنة الخبراء بالحزب وذلك ضمن سلسلة فاعليات ينظمها الحزب تحت مسمى مقومات الوجود (الماء، الغذاء والطاقة).
قدم عالم الزراعة؛ د. سعيد سليمان عرضًا وافيًا لكيفية الوصول للإكتفاء الذاتي من المحاصيل الرئيسية وعلى رأسها القمح والأرز والذرة كما أوضح ما توصل إليه من استنباط سلالات "عرابى" المقاومة للجفاف والملوحة والآفات والتي من خصائصها أنها عالية الإنتاج؛ وبالتالي تقدم حلًا موضوعيًا لأزمة العجز المائي الذى يقدر ب ٥٤ مليار متر مكعب بالاضافة لنقص الرقعة الزراعية المستصلحة وهو ما يؤدى بدوره لنقص كبير في إنتاج مصر من المحاصيل والذى يترتب عليه لجوئنا للإستيراد من الخارج لتعويض هذا النقص حيث تعد مصر من أوائل دول العالم إستيرادًا للقمح والحبوب وهو ما يكلف خزينة الدولة المليارات سنويًا بالعملات الاجنبية.
كما أشار لميزات مصر النسبية في القطن والارز وقصب السكر وتساءل: لماذا تقل المساحة المنزرعة بالقطن؟.
كما أشار عالم الزراعة لأن المركز القومي للبحوث لديه سلاله تستهلك ٦٠٠٠م مياه بدلًا من ١١٠٠٠ فلماذا لم يتم توزيعه على الفلاحين؟.
كما تساءل كذلك عن فاتورة استيراد الزيوت ولماذا لاتزرع محاصيل الزيوت مثل ذرة زيت رغم امكانية وتوافر شروط زراعتها؟.
جدير بالذكر أن المشروع الذى يعرضه د. سعيد سليمان يساعد فى خفض فواتير الإستيراد مما يساهم بدوره فى التقليل من حدة أزمة الدولار.
ومن المهم الإشارة إنها تقلل من تأثيرات ظاهرة تغير المناخ وما قد ينتج عنها من زيادة العجز المائي الناتجة عن مخاطر إنتشار الجفاف والتصحر وعدم قدرة المحاصيل على الإنبات فى ظل الإرتفاع الشديد فى درجات الحرارة خاصة وقد أعلنت الأمم المتحدة مؤخرا أننا قد دخلنا في عصر الغليان.
كما تناول دكتور سعيد بعض التحديات التي واجهته وطرح عددًا من الحلول لتفادي تكرارها مستقبلًا وأشار إلى ضرورة دعم البحث العلمى خاصة فيما يخص علوم الوراثة الزراعية لإنتاج الأصناف الجديدة والعمل على تسجيلها من خلال لجنة محايدة تفعيلًا للحوكمة وإلتزامًا بمعايير الشفافية.
وطرح رؤيته للنهوض بالقطاع الزراعي فى مصر فى نقاط أهمها:
١- ضرورة عودة الدورة الزراعية لخريطة الزراعة المصرية والتى تهدف إلى تحقيق تطبيق الخدمات الزراعية والمحافظة على خطوبة التربة.
٢- ضرورة عودة دور الإرشاد الزراعى.
٣- دعم دور الجمعيات الزراعية التعاونية فى خدمة المزارع المصرى ومساعده فى تسويق المنتجات الزراعية وتوفير الخدمات من الأسمدة والمبيدات.
٤- التوسع فى زراعة الأرز خاصة أرز الجفاف لإستثمار الميزة النسبية لمصر فى زراعة الأرز.
٥- زراعة القمح مبكر النضج " عرابى ٥٢، ٥٦، ٧٣ " على مياه الأمطار فى الساحل الشمالي الشرقى والغربي.
٦- زراعة ٣ محاصيل فى السنة بدلا من مفصولين فقط بإستخدام الأصناف مبكرة الإنتاج.
٧- تمويل مشروع قومى لنقل طمى النيل من أمام السد العالى إلى مشروع مستقبل مصر والذى سيؤدى إلى خفض إستهلاك مياه الرى بمقدار ٥٠% كما سيضاعف الإنتاجية.
كما أشار دكتور سعيد سليمان إلى ضرورة النظر في نوعية المحاصيل التى يتم زراعتها فى منطقة توشكى وطرح رؤية موضوعية على أسس علمية ستؤدى إلى زيادة إنتاج عدد من المحاصيل التى تتلائم مع هذه المنطقة.
