الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
عرب وعالم

رئيس النيجر: أنا محتجز كرهينة وإذا نجح الانقلاب ستكون عواقبه وخيمة على بلدنا

الرئيس نيوز

قال رئيس النيجر المحتجز محمد بازوم، إنه محتجز كرهينة، وإن بلده يتعرض للهجوم من المجلس العسكري الذي نفذ انقلابًا ضد حكومته الأسبوع الماضي.

وأضاف بازوم من محبسه في مقال نشرته صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية الخميس: "إذا نجح الانقلاب، فستكون له عواقب وخيمة على بلدنا ومنطقتنا والعالم بأسره".

وجاء في المقال: "محمد بازوم هو رئيس جمهورية النيجر، أنا أكتب هذا كرهينة، تتعرض النيجر للهجوم من قبل المجلس العسكري الذي يحاول الإطاحة بديمقراطيتنا".

وأضاف: "أنا مجرد واحد من مئات المواطنين الذين تم سجنهم بشكل تعسفي وغير قانوني، هذا الانقلاب الذي شنّه فصيل في الجيش على حكومتي في 26 يوليو، ليس له أي مبرر على الإطلاق".

وتابع: "وصلت حكومتنا إلى السلطة من خلال انتخابات ديمقراطية عام 2021، يجب معارضة أي محاولة للإطاحة بحكومة شرعية، ونحن نقدر الإدانات القوية والقاطعة لتقويض التقدم الملحوظ الذي حققته النيجر في ظل الديمقراطية".

واحتجز الجنرال عبد الرحمن تياني، قائد الحرس الرئاسي في النيجر سابقًا، رئيس البلاد محمد بازوم في القصر الرئاسي الأربعاء من الأسبوع الماضي، وأعلن نفسه رئيسًا لمجلس انتقالي في الانقلاب السابع في غرب ووسط إفريقيا منذ عام 2020.

وأشاد رئيس النيجر بالولايات المتحدة والاتحاد الإفريقي والاتحاد الأوروبي والمجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا "إيكواس" الذين كانوا "واضحين وصرحاء" في ضرورة إنهاء هذا الانقلاب، وتحرير جميع من تم اعتقالهم على نحو غير قانوني من قبل المجلس العسكري.

وندد بازوم في مقاله بـ "الادعاءات الزائفة" التي أطلقها "المتآمرون الانقلابيون" لتبرير فعلتهم بحجة حماية أمن النيجر، "وزعمهم بفشل حربنا ضد الإرهابيين"، وأن الإدارة الاقتصادية والاجتماعية للبلاد، بما فيها الشراكات مع الولايات المتحدة وأوروبا "أضرت ببلادنا".

وأكد أن الوضع الأمني في النيجر "تحسن بدرجة كبيرة"، عازيًا ذلك إلى الشراكات التي يعارضها المجلس العسكري.

رئيس النيجر أشار أيضًا إلى أن هجمات جماعة "بوكو حرام" التي "كانت تأتينا من الجنوب، توقفت تقريبًا منذ عامين" وأن "اللاجئين يعودون إلى قراهم"، مستشهدًا بتحويل "شركائنا"، مثل الوكالة الأميركية للتنمية الدولية ما كانت تقوم به من عمليات مساعدات إنسانية إلى مبادرات تنموية، من قبيل" بناء الطاقة المستدامة وتحسين الإنتاجية الزراعية وتثقيف الجيل القادم من القادة النيجريين".

ولفت إلى أن المساعدات الأجنبية تشكل "40% من الميزانية الوطنية للنيجر، والتي ستتوقف في حال نجح الانقلاب".

بازوم أشاد أيضًا بالنجاحات التي حققتها بلاده فيما يتعلق بالإدارة الاقتصادية والاجتماعية. فبعد التعافي البطيء من فيروس كورونا في عام 2021، "تضاعف معدل نصيب الفرد لدينا بأكثر من 3 مرات ليصل إلى 7.4% في العام الماضي".

وأضاف أن عام 2022 كان أول عام لا تخسر فيه النيجر يومًا دراسيًا واحدًا لحساب إضرابات المعلمين أو الطلاب، كما لم يُضرب العمال في أي قطاع رئيسي في البلاد، بعد أن وقعت حكومته "اتفاقات تاريخية" مع النقابات لخلق بيئة عمل "أكثر أمنًا واستقرارًا في جميع أنحاء البلاد".

وأورد بازوم في مقاله ما وصف به وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، النيجر، في مارس الماضي، بأنها "نموذج للصمود والديمقراطية والتعاون".

وحذر رئيس النيجر من أن بلاده لا تملك رفاهية أن "نفقد هذا الزخم"، مشيدًا بقائمة العقوبات "غير المسبوقة" التي أعلنها "جيراننا في المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا"، والتي تضمنت حظر صادرات وواردات النفط، وتعليق جميع المعاملات المالية عبر الحدود.  

واعتبر بازوم أن هذه الإجراءات "تُظهر بالفعل ما سيبدو عليه المستقبل تحت حكم طغمة عسكرية مستبدة لا تملك رؤية أو حلفاء موثوقين".

وأشار إلى أن سعر الأرز قد ارتفع "بنسبة 40% في الفترة بين يومي الأحد والثلاثاء، كما بدأت بعض الأحياء في الإفادة عن نقص في السلع والكهرباء".

وحذر بازوم من أن بلاده هي "المعقل الأخير لاحترام حقوق الإنسان" في منطقة الساحل الإفريقي المضطربة تحت وقع الحركات الاستبدادية التي استولت على بعض دول الجوار.

ووصف هذه "المحاولة الانقلابية" بأنها "مأساة حلت بالنيجريين"، محذرًا من أن نجاحها ستكون له "عواقب مدمرة ومتجاوزة لحدودنا".

وأضاف أنه "بدعوة مفتوحة من المتآمرين الانقلابيين وحلفائهم الإقليميين، قد تسقط منطقة الساحل بأكملها في قبضة النفوذ الروسي عبر مجموعة فاجنر التي شهد العالم بأسره إرهابها الوحشي في أوكرانيا".

وأعلن المجلس العسكري في النيجر، الخميس، تعليق عمل سفراء الدولة في كل من فرنسا والولايات المتحدة، وتوجو، ونيجيريا، إلى جانب إلغاء عدد من اتفاقيات التعاون العسكري الموقعة مع فرنسا.

ولدى فرنسا بين ألف و1500 جندي في النيجر للمساعدة في مواجهة تمرد تشنه جماعات مرتبطة بتنظيمي القاعدة وداعش في المنطقة.

وأعلن أحد أعضاء المجلس العسكري في بيان تلي عبر التليفزيون الوطني مساء الخميس، إبطال اتفاقيّات عسكريّة عدّة مبرمة مع فرنسا تتعلّق خصوصا بـ"تمركز" الكتيبة الفرنسيّة وبـ"وضع" الجنود الموجودين في إطار المعركة ضدّ الجهاديّين.

وقال إنّه في مواجهة موقف فرنسا وردّ فعلها تجاه الوضع في النيجر "قرّر المجلس الوطني لحماية الوطن إبطال اتفاقيّات التعاون مع هذه الدولة في مجال الأمن والدفاع".