الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

صور| تعود لـ5 قرون.. العثور على نسخة للمصحف بمدينة مالقة الإسبانية

الرئيس نيوز

في قصة تروي الكثير عن عصر الأندلس، تلك الحقبة الزمنية العامرة بالحقائق التاريخية والقصة المحفورة في الوجدان البشري، تم العثور على مخطوطات وكتب ومصحف لرجل عربي يدعى محمد الجيّار.

وعُرِفَ الجيّار بكتاباته حول علوم الرياضيات والتنجيم، بالإضافة إلى كتابة الشعر.

وعُثِرَ على المصحف في فتحة خزانة مخبأة وسط جدران منزل أندلسي يقع في مدينة مالقة، ويعود إلى القرن الثاني أو الثالث عشر الميلادي.

صحيفة ”إلباييس“ الإسبانية نشرت تقريرًا يروي قصة هذا الرجل الأندلسي، ويغوص في فصول حياته المتقلبة.

وتقول الصحيفة أن الجيّار كان خبيرًا في القانون ومهتمًا بالخرافات وأخبار الأوقات المضطربة التي ميزت ذاك العصر، وعُين إمامًا في الكوثر أو أقوطة، الكوتار الحالية، وهي منطقة تقع في مالقة.

ووفقًا للأبحاث التي استندت إليها الصحيفة، فقد وصل الجيّار إلى هناك في 9 أغسطس من عام 1490، وكتب على ورق البردي مذكرات عديدة تناولت حالات الطلاق، وأفكاره الشخصية، وغزو غرناطة.

وفي حوالي عام 1500، أُجبِرَ الجيّار على التحول إلى المسيحية أو مغادرة بلاده، ولكنه اختار الرحيل متمسكًا في قرارة نفسه بأمل العودة للديار.

ولكن قبل رحيله.. أخفى 3 مخطوطات في مكان أمين بجدار منزله، الكتابين اللذين كتبهما، ومصحف موحدي من القرن الثاني عشر أو الثالث عشر.

وبعد رحيله عن بلدته، لم يُسمع عن الكتابين أو المصحف أي شئ، ولم يعثر عليهم أي أحد، حتى جاء عام 2003، أي بعد مرور حوالي 5 قرون كاملة.

فأثناء عملية تجديد وصيانة لهذا المنزل الأندلسي، عثر العمال على الكتب الثلاثة، وتروي صاحبة المنزل أن اكتشاف الكتب كان مفاجأة عظيمة لها.

وتقول الباحثة ماريا إيزابيل كاليرو، التي قضت وقتًا طويلًا في دراسة هذه الكتب المكتشفة في جامعة مالقة قبل 20 عامًا، أن هذا الاكتشاف كان بمثابة حدثًا استثنائيًا.

وعلى الرغم من العثور على مصاحف قديمة في أنحاء الأندلس المختلفة، إلى أن هذا المصحف الذي أخفاه الإمام الجيّار هو أحد أقدم كتابين تم اكتشافهما في إسبانيا بالكامل على حد قولها.

ووفقًا لتقرير ”إلباييس“، فمن المحتمل أن يكون الإمام محمد الجيّار قرر إخفاء المصحف بعد حظر حيازة كُتب الدين الإسلامي في أوائل القرن السادس عشر.

وأنه حرص على الحفاظ عليه من التدمير، على أمل أن يعود ويسترده مرة أخرى في يوم ما، ولكن ذلك لم يحدث.