حكاية ١٠ معارك للصاعقة من حرب الاستنزاف حتى نصر أكتوبر
أولاً: معركة رأس العش:
بدأت فى الساعة الثامنة والنصف مساء يوم ١/٧/١٩٦٧ حتى ٤/٧/١٩٦٧ جرت هذه المعركة فى رأس العش وهى قرية صغيرة تقع جنوب بورسعيد بحوالى ١٤كم ويحدها من الشرق والغرب قناة السويس وتعتبر معركة رأس العش بداية انحصار نكسة المؤامرة عن قواتنا المسلحة، حيث قام مجموعة من ضباط وجنود رجال الصاعقة على مدى أربعة أيام من صد هجوم العدو المدرع بسرية دبابات ومنعتها من التقدم ناحية منطقة الكرانتينا وبورفؤاد وكبدت العدو خسائر فادحة فى المعدات والأرواح، ورفعت هذه المعركة الروح المعنوية لقواتنا المسلحة.
بدأت المعركة يوم السبت ١/٧/١٩٦٧، حيث عبر رجال الصاعقة لقناة السويس لمنع تقدم العدو تجاه بورفؤاد ولمنع ارتداده تجاه القنطرة شرق..
بدأت المجموعة الأولى بقيادة م. أ. الشهيد جابر الجزار فى التعامل مع العدو المتقدم ناحية بورفؤاد واستمرت المعركة ٣ ساعات وتم تدمير ٣ دبابات + ٣ عربة ٥ وقتل معظم أفراد العدو واستشهد الملازم أول الجزار ومعظم أفراد مجموعته ودفع العدو بعربة ٥ جنزير محملة بالذخيرة وتصدت لها المجموعة الثانية بقيادة الملازم عبدالوهاب الزهيرى وتم قتل أفرادها والاستيلاء على المركبة والذخيرة وترحيلها غرب القناة.
وفى يوم الأحد ٢/٧/١٩٦٧ حاول العدو التقدم لضرب بورفؤاد وتصدى له الملازم أول الزهيرى وتم تدمير ٣ «بب + ٦ عربة ٥» وتم إيقاف تقدمه تماماً وتم التعامل مع عربة للعدو الإسرائيلى لتعطلت فى حقل الألغام وتم تدميرها والحصول على المعدات والوثائق المهمة الموجودة بها.
وفى الخامسة من صباح الثلاثاء ٤/٧/١٩٦٧ تم الاشتباك مع قوات العدو ناحية بورفؤاد وتم تدمير عربة ٥، جنزير وانسحب العدو ناحية القنطرة شرق ولم يستطع العدو دخول بورفؤاد.
وهكذا أثبتت معركة رأس العش صلابة العسكرية المصرية وأن مؤامرة ٦٧ لم تؤثر على إرادة المقاتل المصرى.
ثانيًا: إيلات والتبة المسحورة:
وقد فتحت معركة رأس العش شهية خير أجناد الأرض فقاموا بالضربة الثانية حينما نجح رجال البحرية المصرية فى تدمير أكبر مدمرة للعدو الإسرائيلى «إيلات» مما دعا القيادة العامة للقوات المسلحة بتكليف رجال الصاعقة بعبور قناة السويس والإغارة على إحدى النقاط القوية بهدف خطف أسير إسرائيلى وبالفعل تم تنفيذ العملية ليلة ٢١ أبريل ٦٩ فى نطاق الجيش الثالث الميدانى نقطة التبة المسحورة جنوباً من البحيرات المرة الصغرى وكان العدو محصنًا بنقطة قوية بها سرية مظلات وسرية دبابات وتحركات القوة المنفذة نحو النقطة القوية للعدو لمهاجمتها من اتجاه الشرق وتم التعامل مع كمين للعدو بجانب النقط القوية على الساتر الترابى بقيادة الملازم أول عبده أحمد عرفة وتم إلقاء قنبلة على أفراد العدو وتم قتلهم وتم اقتحام الكمين وقتل جميع أفراده، وتم خطف أسير إسرائيلى هو «آدمون مراد أهارون» واستشهد العريف فتحى يونس عبدالعظيم من منيا القمح.
ثالثاً: معركة شدوان:
بدأت معركة شدوان سعت ٨٫٣٠ يوم ٢٢/١/١٩٧٠ حتى ٢٦/١/١٩٧٠ ووقعت المعركة على جزيرة شدوان فى مدخل خليج السويس على بعد ٣٥كم من الغردقة.. عندما حاول العدو الإسرائيلى أن يرد على الضربات الناجحة والموجعة لقواتنا خلال حرب الاستنزاف بأن يحتل جزيرة شدوان، وصدرت الأوامر لرجال الصاعقة بمنع العدو من احتلال الجزيرة وبدأت المعركة بقصف جوى من العدو على الجزيرة لأكثر من ساعتين ونصف الساعة ثم بدأ الإبرار الجوى واشتبكت معها قواتنا وأظهرت بطولات نادرة وفى ٢٣ يناير ١٩٧٠ بدأت قواتنا الجوية فى قذف العدو والإبرار على الجزيرة وبدأ العدو فى الانسحاب من الجزيرة من هول رجال الصاعقة وتم تكبيد العدو الإسرائيلى ٣٠ قتيلًا واستشهد معظم أفراد السرية عدا قائد السرية و٣ أفراد.
ومن أبطال هذه المعركة ملازم أول محمد شريف كامل النعمانى، قائد سرية الجزيرة من رجال الصاعقة.
رابعًا: معركة العبور.. ورجال احدي كتائب الصاعقة:
اشترك أبطال هذه السرية بقيادة النقيب أحمد حنفى أحمد جبر فى ثلاثة معارك ضارية مع العدو الإسرائيلى فى حرب السادس من أكتوبر وسجل هؤلاء الرجال أروع صور البطولة والتضحية والفداء واستحق قائدها نجمة سيناء أرفع وسام لأعظم الرجال وهذه المعارك الثلاث هى:
المعركة الأولى: اقتحام قناة السويس:
سعة ١٤٢٠ يوم ٦ أكتوبر ٧٣ كانت المهمة اقتحام قناة السويس بواسطة القوارب الخفيفة بهدف تنظيم الكمائن الاحتياطى العدو المدرع وإحداث أكبر خسائر وتعطيله ثم العودة للقوة الرئيسية استعدادًا لأى مهام أخرى وسارت المعركة فى ٣ مراحل:
١- مرحلة التحرك والاستعداد للهجوم، حيث صدرت الأوامر يوم ٤ أكتوبر ٧٣ لرجال الصاعقة بالتحرك تجاه شمال مدينة القنطرة وتم تجهيز القوارب واختبار نهائى لكل المعدات والأجهزة.
٢- مرحلة العبور وفى العاشرة من صباح السادس من أكتوبر وصل المقدم سعد يونس والرائد محمد حشاد وسلموا قائد سرية الصاعقة ظرف مغلق بأن اليوم.. يوم العبور والثأثر من العدو ورد الاعتبار.
وفى الساعة ١٣٥٠ بدأ العبور العظيم من الضفة الغربية للضفة الشرقية وركب الأبطال قواربهم والفرحة تغمر قلوبهم مع صيحات «الله أكبر» والأمل يحدوهم فى تحقيق النصر لمصر وأمتها العربية وعندما وصل الرجال إلى الضفة الشرقية نزلوا إلى الأرض وقبلوا تراب سيناء الغالية وتحركت السرية حتى وصلت إلى الكيلو ٧٫٥كم شرق القناة بدون خسائر وبدأت معركة الدبابات مع العدو واشتبك الرجال بالقواذف المضادة للدبابات وتم تدمير مدرعتين بينما هربت باقى عرباته المدرعة واستشهد بعض رجال السرية من الصاعقة واستطاعت السرية أن تصطدم بالعدو وتعطل احتياطى العدو حتى تستطيع قواتنا استكمال العبور وحرمان قوات العدو من تنفيذ مهمته خلال يوم ٦ و٧ أكتوبر ١٩٧٣.
وكانت هذه هى المرحلة الثالثة وهى مرحلة التجمع والارتداد
٣ مشاهد بطولية لرجال الصاعقة فى معركة العبور
١- رغم النيران الكثيفة التى صبها العدو على رجال الصاعقة قام الجندى سيد محمد آدم من حفرته وصوب قاذفة تجاه عربة مدرعة للعدو فدمرها بمن فيها ورفعت هذه العملية من معنويات السرية.
٢- عندما حاول العدو اقتحام السرية بالدبابات حاول الجندى الشهيد حلمى قدسى قلينى إلقاء قنبلة على مدرعة للعدو لكن أصابته مدرعة أخرى واستشهد وفى يده القنبلة.
٣- الجندى سيد عبدالكريم سيد ان مصاباً بطلقة فى ساقه اليسرى وكان تسليحه بندقية آلية مجهزة بجهاز رؤية ليلى وفى مساء ٦ أكتوبر ٧٣ تقدم باقى الاحتياط المدرع إلى منطقة الاشتباك من أجل النصر أو الشهادة وتوقفت دبابات العدو على بُعد ٦٠٠ متر من منطقة الاشتباك وترجل منها ٤ جنود العدو، وكان البطل سيد يراقبهم بجهاز الرؤية حتى وصلوا إلى مسافة ٣٠ مترًا ففتح نيرانه عليهم وأرداهم جميعًا قتلى وزحف بسلاحه الأبيض وقتل من بقى حيًا وثأر لشهداء الوطن وتم نقله للمستشفى وغادر المستشفى وهو لم يشف بعد وعاد لسرية الصاعقة ليشارك الرجال فى صنع النصر العظيم.
المعركة الثانية: البحث والتفتيش عن العدو صاحب ثغرة الدفرسوار:
تم تكليف رجال الصاعقة بالمعركة الثانية وهى البحث عن العدو الذى قام بعمل ثغرة الدفرسوار للوصول إلى منطقة أبوسلطان وبالفعل تم معرفة اتجاه العدو ناحية منطقة أبوسلطان وتمركز العدو فى منطقة «الجنيه» وتم تكليف ٣ من رجال الصاعقة وهم: نقيب فتحى أبوبكر ونقيب فايز وم. أ نبيل الجيار ل بمجموعته لتنفيذ أهدافها فى سرية تامة وكان أول الأهداف دبابة سنتوريون للعدو وتم تدميرها بطاقمها وتحولت لكتلة من الجحيم، كما تم تدمير عربة مدرعة أخرى للعدو وفتح العدو نيران المدفعية وانتهت المواجهة الثانية مع العدو.
مشهدان لأبطال الصاعقة فى المعركة الثانية
١- الجندى محمود زكى جبريل أصاب مدرعة للعدو بقذيفة انصهرت بمن فيها من أفراد العدو وظل يهلل فرحًا وتمنى تدمير باقى مدمرات العدو.
٢- الرائد حمدى التلاوى.. استخدم بشجاعة نادرة فى توفير الذخيرة والتعيينات والمياه لأفراد سريته مما رفع من معنوياتهم.
المعركة الثالثة: فى منطقة أبوسلطان:
يوم ١٨/١٠/١٩٧٣ تم تكليف جال الصاعقة بمواصلة أعمال الكمائن للعدو فى منطقة أبوسلطان للحد من انتشاره وزعزعته وتكبيده أكبر قدر من الخسائر وبدأت دبابات العدو يقترب ورجال الكوماندوز فى مواقعهم يرقبونهم وبوصول العدو لمنطقة الكمين من اتجاه الدفرسوار إلى أبوسلطان فتحت السرية نيرانها وتم تدمير دبابتين وثلاث عربات مجنزرة وأكثر من ٢٠ جندى قتيل بخلاف المصابين من جنود المعدو واضطر العدو للانسحاب شمالًا ولم يستطع التقدم تجاه أبوسلطان، وتم استشهاد النقيب فايز والملازم أول نبيل الجيار بعد أن سجلا أروع قصص البطولة والتضحية فى تاريخ العسكرية المصرية.
٣ مشاهد و٣ أبطال لرجال الكوماندوز
١- النقيب شهيد فايز قاوم العدو بضراوة ودمرت فصيلته للعدو دبابة وعربة مدرعة وحاول ٦ من جنود العدو الفرار من المدرعة لكنه خرج من حفرته وقضى عليهم جميعًا بمهارة فائقة بسلاحه الشخصى وبعدها سقط شهيدًا برصاص العدو الغادر.
٢- الملازم أول شهيد نبيل الجيار استطاع بشجاعة نادرة أن يدمر للعدو دبابة وعربة مجنزرة وحاول ٨ أفراد من العدو الاحتماء فى كشك ويقذفون منه قوات الصاعقة بقنابل درع نزع تيلة الأمان فأمسك الشهيد بهذه القنبلة ونزع تيلها والقاها على جنود العدو وتم تدمير الكشك بكل من فيه وحاول تدمير دبابة أخرى للعدو قبل الهروب فأصابته طلقة غاشمة وسقط شهيدًا.
٣- النقيب أحمد حنفى أحمد جبر تخرج فى الكلية الحربية والتحق بالصاعقة وشارك فى حرب ٦٧ وأكتوبر ٧٣ وكان الأب الروحى لكتيبة ٧٣ الصاعقة وأعدهم إعدادًا شاملًا واستحق وسام نجمة سيناء على عطائه بالصاعقة حيث عين قائدًا لها.
رابعًا: معركة لسان بورتوفيق:
بدأت من ٦ أكتوبر إلى ١٣ أكتوبر ٧٣ فقد رأت إسرائيل بأن موقع لسان بورتوفيق يحقق عزل وحصار والاستيلاء على موقع لسان بورتوفيق للقوات المصرية كما أن الموقع يحقق السيطرة على المدخل الجنوبى لقناة السويس وتأمين مدن القناة والأهداف الحوية غرب القناة وتأمين الجانب الأيمن لقوات الجيش الثالث وكان موقع لسان بورتوفيق محتل من العدو الإسرائيلى بواسطة سرية مظلات وفصيلة دبابات واحتياطى سرية دبابات ونقطة ملاحظة متقدمة لموقع مدفعية عيون موسى ومركز توجيه للقوات الجوية ومن أجل الاستيلاء على الموقع كان هناك ٣ مراحل:
المرحلة الأولى:
١- تأكيد المهام واقتحام القناة وعزل الهدف واستمرت المرحلة ٣ أيام من ٥ إلى ٧ أكتوبر وبدأت المرحلة الأولى بعبور ٨ قوارب ومجموعتين بقيادة النقيب ممدوح عبدالغنى وم. أ عادل سعيد ووصلوا للساتر الترابى ودمروا دبابة للعدو وقطعوا الطريق مداخل النقطة بوضع الألغام عليه.
٢ – بدأت قوات الصاعقة فى العبور بقيادة النقيب جمال عزام الذى استشهد بنيران العدو هو فى الماء وتسلقت مجموعة أخرى الساتر الترابى بقيادة المازم أول مصطفى عبدالسلام وهاجموا النقطة وقتلوا ٣ جنود ودمروا مدفع وثلاث دبابات واحتلوا الجزء الجنوبى من النقطة واستشهد الضابط مصطفى عبدالسلام.
المرحلة الثانية:
١- تم خلالها تطوير أعمال القتال ودفع احتياطى لاستكمال حصار الموقع وظلت أعمال القتال من ٨- ١٢ أكتوبر ٧٣.
٢- تم دفع تعزيزات بقيادة النقيب طلبة محمود إسماعيل وقاموا بقتال العدو بكل ضراوة يومى ٨ و٩ أكتوبر وهم ينادون على العدو بالاستسلام.
٣- فى ١٠ أكتوبر تم وضع خطة لمهاجمة الموقع من جهة «التبة المسحورة» ودارت المعركة وصمد الرجال ببسالة وتم تدمير عدد من دبابات العدو وتم احتلال جزء من النقطة واستمر القتال حتى يوم ١٢ أكتوبر، وتم الاستيلاء على أجهزة وإشارة العدو وتكبيده خسائر فادحة.
المرحلة الثالثة:
وتم خلالها استسلام الوقع صباح ١٣ أكتوبر بعد احكام الحصار حول الموقع وفشل العدو فى المساندة برًا وبحرًا وجوًا وقررت القيادة الإسرائيلية تسليم الموقع للقيادة المصريةبحضور مندوب من الصليب الأحمر لينتهى معركة «لسان بورتوفيق» وتم أسر ٣٧ ضابطًا وجنديًا وقتل ١٨ جنديًا وتدمير عرباته ودباباته والاستيلاء على معدات وذخيرة تقدر بحوالى ٢٧ طنًا.
من أبطال معركة لسان بورتوفيق
١- الرائد زغلول محمد فتحى، قائد قوة الصاعقة، وتولى القيادة التى استطاعت أن تستولى على موقع لسان بورتوفيق الحصين.
٢- النقيب طلبة محمود إسماعيل التحق بوحدات الصاعقة وحصل على نجمة الشرف العسكرية.
خامسًا: معركة سدر:
وبدأت يوم ٦ حتى ٢١ أكتوبر ١٩٧٣ عندما تم اختيار القيادة العامة للقوات المسلحة لموقع المضيق الجبلى بسدر نظرًا لأهمية المحور الذى يتحكم فى مرور المدرعات مع اتجاه الجنوب ويتحتم على العدو المرور عليه لمنع تقدم اللواء الأول مشاه فى اتجاه الجنوب على الطريق الساحلى. وتم اختيار الموقع أيضًا لتنفيذ عدة كمائن لتعطيل اللواء المدرع الإسرائيلى أثناء مروره على الموقع وهو مكان مناسب وآمن لتنفيذ كمائن رجال الصاعقة ضد العدو وكانت مهمة رجال الصاعقة الإبرار الجوى غرب المدخل الغربى لضيق صدر مسافة ١٠كم والتقدم نحو المضيق لاحتلال أماكن الكمائن بالمدخل الغربى للمضيق، وإحداث أكبر خسائر ممكنة باللواء المدرع الإسرائيلى المحتمل تقدمه سعة ٢٣٠٠ يوم السادسة من أكتوبر وتعطيله لمدة ٤٨ ساعة وتقوم سرية أخرى من رجال الصاعقة بالإبرار الجوى لمنطقة «عين يتصار المالح» والتقدم تجاه الغرب واحتلال أماكن لكمائن فى المدخل الشرقى لمضيق سدر الجبلى وتعطيل العدو لأطول وقت ممكن وتولى قيادة العملية قائد كتيبة الصاعقة الرائد محمود عباس وتمت أحداث المعركة من خلال ٣ مراحل:
أ- مرحلة التحرك والاقلاع والوصول لمنطقة الإبرار:
١- بدأ تحرك الكتيبة مساء ٥ أكتوبر ٧٣ والوصول لمنطقة الاقلاع، حيث تتمركز كتيبة مشاه مصرية.
٢- تم وصول طائرات الإبرار لرجال الكوماندوز.
٣- تم الإبرار شمال جبل الراحة شرق المضيق، وإبرار آخر تجاه مدخل المضيق من جنوب جبل الراحة وتصادف مرور طائرتى ميراج للعدو الذى اكتشف طائرات الصاعقة فدخلت معها فى معركة جوية غير متكافئة وتم تدمير وإصابة بعض الطائرات واستشهاد بعض رجال الصاعقة وتم توجيه باقى الكتيبة إلى مدخل المضيق لاتخاذ أوضاع الكمائن.
٤- وقامت سرية المجهود الرئيسى بإنزال القوات فى المنطقة.
٥- وتم تحديد خط السير فى اتجاه منطقة الإبرار ووصلت إلى الهدف يوم ٧ أكتوبر وليس ٦ أكتوبر كما كان مقررًا لها.
ب- مرحلة وضع الكمائن والتنفيذ٬
١- تم التقدم ليلة ٨ أكتوبر فى اتجاه الغرب لاتخاذ أفضل الأوضاع لتنظيم الكمائن.
٢- وفى ليلة ٩ أكتوبر تم التقدم مرة أخرى لاتخاذ أوضاع أفضل على المضيق فى المدخل الجنوبى للمضيق.
٣- فى صباح ١٠ أكتوبر ظهرت عناصر معادية.. عربة جيب و٣ عربات نصف جنزير ودبابة وتم تدميرها جميعاً.
٤- علم قائد سرية الصاعقة أن القوة الرئيسية للواء الخاص بالعدو الإسرائيلى موجودة على مسافة ٢- ٣كم بدون غطاء جوى واتصل بالقيادة العامة وبالفعل أرسلت ٦ طائرات سوخرى وأحدثت خسائر فادحة ضد اللواء المدرع ورفعت هذه الضربة من معنويات أبطالنا والعكس صحيح بالنسبة للعدو الإسرائيلى وتم القضاء على باقى عناصر العدو من المشاه.
وكان من أهم نتائج معركة سدر:
١- حرمان العدو من استخدام محور سد طوال فترة العملية بالكاملة.
٢- تدمير عدد ٥ عربات ٥، جنزير ودبابة وعربة جيب وإصابة عدد كبير من جنود العدو.
٣- تدمير عدد كبير من دبابات اللواء المدرع للعدو أثناء القصف الجوى بالطائرات المصرية.
٣ أبطال لمعركة سدر
١- ملازم أول الشافعى على تخرج فى الكلية الحربية ١٩٧٠ وانضم للصاعقة رغبة فى الدفاع عن شرف بلاده وحصل على وسام النجمة العسكرية.
٢- النقيب شهيد رفعت عبدالوهاب عامر.. اشترك فى حرب الاستنزاف ضمن وحدات الصاعقة واستشهد فى أكتوبر ١٩٧٣ فى معركة سدر وهو يناضل ضد دبابات العدو.
٣- عريف شهيد محمد محمد الشربينى التحق بالخدمة العسكرية بوحدات الصاعقة امتاز باللياقة البدنية العالية والوطنية واستخدام السلاح بتفوق.. حصد أعلى نسبة خسائر للعدو بسبب دقة نيران رشاشه واشتبك مع أكثر من هدف وكان استشهاده رمزًا عظيمًا للمقاتل المصرى واستحق عليها نجمة سيناء.
سادسًا: معركة رمانة:
بدأت المعركة يوم ٦ إلى ١٢ أكتوبر ٧٣ وتم اختيار موقع رمانة نظرًا لأهميته الاستراتيجية لتعطيل العدو المدرع من المرور على المحور الساحلى ومنع تقدم قواتنا وتمتاز هذه المنطقة بكثبانها الرملية التى تحد من سير الدبابات ويمكن فى هذه المنطقة إبراك خطط العدو وتكبيده بخسائر جسيمة وتم إسناد المهمة لرجال الصاعقة بقيادة النقيب حمدى شلبى وتم الاستعداد للمعركة برفع كفاءة رجال الصاعقة القتالية وتم استلام المهمة من القائد لوحدات الصاعقة ومندوب هيئة عمليات القوات المسلحة وقائد المجموعة ورؤساء الأفرع بحيث تقوم كتيبة الكوماندوز بالإبرار وتنظيم الكمائن للقوات الرئيسية المتقدمة على نفس المحور.
ودارت أحداث معركة رمانة على ٤ مراحل:
أ: مرحلة الركوب والإقلاع إلى تل الفرما:
١- بعد استلام المهمة والتوعية من القادة والإجابة عن كافة الأسئلة.
٢- جمع النقيب حمدى شلبى قائد سرية الكوماندوز أفراد السرية ورفع من معنوياتهم، والتركيز على نجاح المهمة والمحافظة على الرجال.
٣- تحركت السرية يوم ٥ أكتوبر ٧٣ ليلى للإقاع من المطار.
٤- فى الساعة ١٤٠٠ يوم ٦ أكتوبر بدأت حرب التحرير.. والأبطال يهللون: الله أكبر.
٥- فى الساعة ١٨٠٠ من اليوم نفسه تم الإقلاع برجال الصاعقة من المطار وفجأة ظهرت طائرات معادية من طراز فانتوم، وقرر قائد السرب للطرائات نزول القوة العسكرية برغم اعتراض قائد السرية لكنه وافق فورا على تدمير طائراتنا من العدو، وبسرعة فائقة تم الانتهاء من النزول ودارت معركة جوية غير متكافئة شاهدها بالعين المجردة أبطال الصاعقة عندما أسقط العدو طائرة هيل، وقامت طائراتنا بعدة مناورات واستطاعت إسقاط طاذرة فانتوم للعدو الإسرائيلى بصواريخ جو أرض واحترقت فى الجو وسط هتافات رجال الصاعقة: «الله أكبر والنصر لنا بإذن الله»، وتحدث العالم عن معجزة إسقاط طائرة هيل للطائرة الفانتوم العملاقة.
ب -مرحلة التحرك والسير إلى منطقة رمانة:
١- تعرضت سرية الصاعبة لقذف جوى من الفانتوم ولم تحدث للأبطال أى خسائر.
٢- أدرك النقب حمدى شلبى قائد السرية أن العدو الإسرائيلى يمكن أن يتنصت على الأجهزة اللاسلكية وصدرت التعليمات بعدم استخدامها.
٣- سارت السرية فى ٣ مجموعات خلال سهل الطيبة واكتشفت السرية وجود ٦ دبابات معادية، وقد حددت مكان رجال الصاعقة، فأصدر القائد أوامره بتغيير خط السير فورًا لتفادى هجوم الدبابات، وفى الطريق الفرود الرملية فوجئ بوجود سلك شائك فأيقن أنه حقل ألغام وأن دبابات العدو توقفت على أمل أن تقع السرية المصرية فى الحقل.
٤- وبخبرة القائد قرر فتح ثغرة فى هذا الحقل والهروب إلى الغرور الرملية للاختفاء من الدبابات واستكمال السير لتحقيق المأمورية، وأصر الملازم محمد الحناوى القيام بفتح الثغرة برغم رفض القائد إسناد المهمة للمهندس العسكريين، ومع إصراره وافق القائد وقام بالمهمة ونفذها بنجاح وقامت السرية بعبور حقل الألغام بلا خسائر!
٥- وبحلول ظلام السادس من أكتوبر ٧٣ أرسل العدو طائراته لإضاءة المكان حتى مدافع الهون سرية الكوماندوز، واختفت السرية خلف غرور رملى ضخم، وبعدها قرر القائد التحرك الفورى تجاه قرية رابعة بدلا من رمانة ثم من رابعة اتجهت إلى رمانة.
ج – فى هذه الأثناء فوجئ النقيب حمدى شلبى قائد السرية ببعض الدبابات تسير على الطريق الأسفلتى وتضىء المنطقة وتضرب نيران المدفعية بشكل عشوائى، وأصدر أوامره بالاختفاء وعدم التعرض لهذه الدبابات لأن مهمته الأساسية تعطيل اللواء المدرع المنتظر أن يتحرك صباح ٧ أكتوبر.
٤- فى ٥ أكتوبر أصدر القائد أوامره باحتلال مواقع الاشتباك المجهزة والمخفاة جيدًا بواسطة كودى الحشاش المنتشرة فى المنطقة وعدم فتح النيران إلا بأوامر منه شخصيًا، وتحدث إلى رجاله بثقة وإيمان قائلا: «إننا رجال وهبنا حياتنا بعزة، فإن كتب الله لنا الشهادة فهى الجائزة الكبرى، وإن كتب لنا النصر فهو إحدى الحسنين، فتوكلوا على الله وثقوا فى الله خير حافظًا وهو أرحم الراحمين.. أيها الأبطال لقد كتب علينا القتال بعزيمة وإصرار، وقاتلوا بحسم وإصرار فنحن خير أجناد الأرض، هكذا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «فاستبشرت الوجوه خيرًا، وهتفوا بصوت مثل صوت زئير الأسد: «نحن أهل لها وإن شاء الله لمنتصرون.. الله أكبر.. الله أكبر»، وتعانق الرجال وتشابكت الأيدى كالبنيان المرصوص، ورفعوا أيديهم إلى السماء يطلبون من المولى عز وجل المحدود النصر أو الشهادة.
٥- وجلس القائد إلى نفسه بعد أن اطمأن على روح الأطال المعنوية وهو يتحدث إلى نفسه: «ليس هناك وجه للمقارنة بين قواتى وقوات العدو، فالعدو مسلح بدبابات ورشاشات ٥ بوصة وعربات مدرعة مسلحة بمدافع ٥ بوصة، ورفع يديه إلى السماء ودعا الله العلى القدير أن يكتب لخير أجناد الأرض النصر، والله قادر على نصرهم مصداقا لقوله تعالى: «وكم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة..».
٦- فى السادسة صباح ٧ أكتوبر تقدمت عربتان جيب حربى وعدد ٤ عربات ٥ جنزير محملة بالأفراد وفطن القائد إلى أنها مجموعة سطع اللواء فأصدر تعليماته بعدم التعرض لها.
٧- وفى تمام السابعة تحرك اللواء المدرع الإسرائيلى من العريش متجهًا إلى القناة ووصلت مقدمة اللواء وكانت عبارة عن كتيبة دبابات مدعمة بمركبات القتال أمام الكمين، ويظهر من الأبراج وجود ضباط للعدو الإسرائيلى بزيهم الزيتى وفى أعناقهم نظارات الميدان.
٨- انتظر قائد سرية الكوماندوز حتى وصول جسم اللواء أمام مواجهة الكمية وأصدر أوامره بالاشتباك وتم ضرب أول مركبة فى القوة وآخر مركبة بواسطة صواريخ فى المالوتيكا فأحدث ذلك الارتباك المطلوب للواء العدو، وبدأت القوات المضادة للدبابات تصب نيرانها على دبابات العدو وتحول المكان إلى كتلة من الجحيم وصيحات الرجال تتعالى: «الله أكبر.. الله أكبر» مع كل دبابة للعدو يتم تدميرها.
٩- وخلال الاشتباك ظهر فجأة أتوبيس كبير قادم من الاتجاه العكس للتحرك من القناة للعريش ومحمل بأفراد أو ترتدى ملابس الطيارين، وقام أبطال الصاعقة بتدميره كاملا بمن فيه!
١٠- أصيبت قوات العدو الإسرائيلى من هول المفاجأة والخسائر الفادحة فى المعدات والأرواح بالذعر والارتباك وعدم الاتزان، وأخذ رجال الصاعقة يهاجمون دبابات العدو بكل الأسلحة والقنابل اليدوية المضادة للدبابات.
١١- وبعد وصول نبأ تدمير اللواء المدرع للعدو فى رمانة وعدم وصوله لقناة السويس بسبب رجال الصاعقة، قامت القيادة الإسرائيلية بإبرار سرية مشاه فى اليوم نفسه، واشتبكت معها رجال الصاعقة وكبدتها خسائر فادحة واضطرت للانسحاب.
١٢- ظلت كتيبة رجال الكوماندوز ثابتة.. صامدة فى مواقعها حيث اقتربت الذخيرة من النفاذ.. وبفضل الله وتوفيقه تم وصول الإمدادات فى الوقت المناسب.
١٣- أصدرت القيادة الإسرائيلية بتجميع اللواء المدرع الإسرائيلى لإبادة رجال الكوماندوز المصريين، واحتل المشاه الميكانيك الإسرائيلى المرتفعات، وبدأت إمطار السرية بوابل من النيران والرشاشات والهاونات، وبدأت إمطار السرية بوابل من النيران والرشاشات والهاونات، وأخذت دبابات العدو تتقدم نحو رجال الصاعقة وهم ثابتون.. صامدون.. يقاتلون ولا يخشون الشهادة وهم يهتفون بكل حماس: «الله أكبر».. ولم يستطع جندى من العدو الإسرائيلى الخروج من المركبة أو الدبابة بسبب الذعر الذى أصابهم من رجال الكوماندوز.
١٤- واستطاعت سرية الصاعقة أن تنجح فى تدمير معظم دبابات ومشاه العدو، وتعطيل العدو المدرع على المحور الشمالى لمدة ٢٤ ساعة بدلا من ٣ أو ٤ ساعات لمنح الفرصة لقواتنا الرئيسية فى إقامة المعابر والعبور بأمان فى نطاق الجيش الثانى الميدانى.
د- مرحلة التجميع والارتداد:
وهى من أصعب مرحل تنفيذ المهمة، حيث من المقرر وصول مفرزة قواتنا لتنضم إليها قوة السرية بعد تنفيذ مهمتها فى اتجاه رأس العش كالتالى:
١- تجميع كل أفراد السرية وإخلاء المصابين وإسعافهم.
٢- صباح ٨ أكتوبر تم تجميع الطعام والمياه من شدد الشهداء وتم التعايش فى قاعدة الداوريات لمدة ٥ أيام وبعدها قرر قائد السرية العودة إلى رأس العش.
٣- قام القائد بتوزيع القوة المتبقية إلى ثلاث مجموعات تسير خلال مواقع العدو ليلًا وتختفى نهارًا.
٤- استمر السير فى سهل الطينة حتى التقت السرية بسلاح المشاه من المصريين وهتف الجميع: «الله أكبر.. الله أكبر».. وتم نقل الأفراد بواسطة القوارب إلى غرب القناة وانضممهم إلى وحدات الصاعقة لاستعادة الكفاءة وتنفيذ أى مهام أخرى.
بطولات نادرة للكوماندوز بمعركة رمانة
١- الملازم محمد الحناوى كان قائد فصيلة صاعقة، وعندما اكتشفت السرية وجود حقل لغم توسل لقائد السرية أن يقوم بنفسه بفتح الثغرة بالرغم من وجود المهندسين العسكريين ووراء إصراره وافق القائد وقام بالمهمة على أكمل وجه.
٢- النقيب الشهيد على نجم قائد فصيلة الصاعقة مع اشتداد معركة الدبابات مع العدو الإسرائيلى قفز إلى دبابة العدو وألقى بداخلها قنبلة يدوية «م.د» وأخذ يهتف: الله أكبر، وانفجرت الدبابة واستشهد البطل.
٣- العريف الشهيد عبد الحميد فهمى صالح.. فرد قاذفات RBG خطف بندقية زميله بعد نفاذ ذخيرته، وقفز فوق أحد دبابات العدو وقام بفتح البرج وضرب الطاقم فى داخلها وقتلهم جميعا واستشهد بعدهاه برشاش دبابة أخرى.
النقيب حمدى شلبى بطل حركة الرمانة
– خدم بوحدات الصاعقة وقائدًا للسرية الأولى التى نفذت كمية رمانة، وقد حصل على وسام نجمة الشرف العسكرية فى حرب أكتوبر ٧٣.
سابعًآ: معركة وادى النيران
بدأت من ٦ إلى ١٠ أكتوبر ٧٣، وتمت هذه المعركة فى جنوب سيناء بمنطقة وادى الفيران وأبو رديس، ويعتبر وادى فيران محورًا مهمًا لجنوب سيناء يستخدمه العدو فى الدفع بقواته خاصة المدرعات فى اتجاه الجنوب وإلى أبورديس شمالا لعيون موسى ثم القناة.
– وكانت مهمة كتيبة الصاعقة المدعمة بالإبرار الجوى والبحرى فى منطقة جنوب سيناء عرقلة تقدم العدو على المحور الساحلى بالجنوب لمنعه من الوصول إلى قناة السويس والتأثير على أعمال القتال بالجيش الثالث الميدانى، وأيضا تكبيد العدو أكبر الخسائر فى هذه المنطقة.
واشتمل الإعداد والتجهيز لمعركة وادى الفيران على ٤ محاور:
١- تم إعادة تمركز الكتيبة فى الأول من شهر رمضان المبارك فى منطقة الزعفرانة بغرض التدريب على مهام العمليات وتواصل التدريب بالليل والنهار.. والرجال صائمون.
٢- تم تنفيذ خطة الاستعداد للضباط وضباط الصف والجنود حتى اكتملت قوة الكتيبة فى تشكيل الحرب قبل العمليات بأسبوع.
٣- تم دفع مجموعة استطلاع الجانب الشرقى للخليج.
٤- أصدر قائد الكتيبة أوامر القتال لسرايا الكتيبة بإحداث أكبر الخسائر للعدو الإسرائيلي، ومنعه وتعطليله من التقدم غربا وشرقا بهدف عرقلة أعمال قتال الجيش الثالث الميدانى.
وأحداث يوم ٦ أكتوبر
١- التقى قائد الصاعقة برجال الكتيبة ورفع معنوياتهم.
٢- تم تحرك الكتيبة ظهرا إلى منطقة الإقلاع.
٣- تم وصول الطائرات للإبرار الجوى.
– وبالنسبة للإبرار البحرى كان هناك حدثان:
١- تعرضت سرايا كتيبة الصاعقة لغارات زوارق الدابور الإسرائيلى وأدى ذلك إلى تأهيل تنفيذ التسرب البحرى للسرية.
٢- تم تنفيذ إغارة بحرية ناجحة بالنيران بواسطة صواريخ الجرادب بمنطقة الطور، وتمت بعناصر من السرية تحت قيادة النقيب عمرو منصور والملازم أول عبدالعال ثابت وتم التنفيذ والعودة فى الليلة نفسها بواسطة الإبرار البحرى بعد تحقيق خسائر جسيمة فى قوات ومطارات ومنشآت العدو الإسرائيلى.
– وبالنسبة لسير الأحداث لكتيبة رجال الصاعقة كانت كالتالى:
١- تم الإقلاع من منطقة فى جنوب جبال الجلالة والبحرية غرب الزعفرانة بحوالى ٣٠ كم والوصول لمنطقة الإبرار فى وادى «بعبع» فى شرق مدينة «أبورديس» بهدف تنظيم الكمائن ضد عناصر العدو المتقدمة ناحية الشمال على الطريق الساحلى، وإحداث أكبر خساذر بالعدو وتنفيذ الإغارة على مطار أبورديس.
٢- تم الإقلاع ساعة ١٦٠٠ يوم ٦ أكتوبر ٧٣ والإبرار بالمنطقة على السهل الساحلى بالقرب من المنطقة الجبلية.
٣- بعد اكتشاف العدو لمكان الإبرار تم التجميع فورًا والسير تجاه المنطقة الجبلية، واختفاء الصاعقة داخل قاعدة دوريات.
٤- تم تنفيذ الكماذن ليلا على مدقات الوادى.
٥- يوم ٨ أكتوبر بدأت طاذرات العدو التعامل مع قوة الصاعقة بالرشاشات وإنزال قوات مظلات على القمة للسيطرة من أعلى على قوة الكوماندوز.. وعاودت الطائرات الهجوم وقاموا بالنداء للتسليم لكن قوات الكوماندوز رفضت الاستسلام وظلت تقاتل حتى آخر جندى.
أ – أما بالنسبة لأحداث السرية الثالثة لرجال الصاعقة فد تم تحميل وإقلاع للقوة على رحلتين:
١- الرحلة الأولى: أقلعت ساعة ١٥٤٠ يوم ٦ أكتوبر بقوة فصيلة صاعقة مدعمة بقيادة النقيب مجدى شحاتة والوصول لمنطقة الإبرار، شمال طريق فيران.
٢- المرحلة الثانية نهاية يوم ٦ أكتوبر ٧٣ لدعم السرية الثالثة.
ب -أحداث يوم ٦ أكتوبر:
– بعد الإبرار مباشرة قام النقيب مجدى شحاتة بالتمام على الأفراد وسط فرحة السرية الثالثة لرجال الصاعقة بوصولهم لأرض سيناء الحبيبة، وبعد تأمين المنطقة قابلت القوة الدليل المخصص لها بمنطقة الإبرار، لإرشاد الرجال لمكان الكمائن وتم احتلال منطقة الكمين بالقرب من الطريق.
ج – أحداث يوم ٧ أكتوبر:
– فى صباح يوم ٧ أكتوبر وصلت باقى القوة وانضمت إلى قوة سرية النقيب مجدى شحاتة لتكتمل السرية، وتم تعديل مكان الكمين مرتين خلال اليوم.
– أحداث يوم ٨ أكتوبر:
– انتظرت قوة الكوماندوز العدو الذيث لم يتحرك نتيجة إحساسه بوجود رجال الصاعقة، وكانت هناك ٤ مشاكل تحتاج إلى حلول:
١- البحث عن مكان آمن يصلح كقاعدة داوريات لتشوين المهمات الثقيلة لمنح الأفراد حرية فى العمل ضد العدو.
٢- تحقيق الاتصال بالقيادة للإبلاغ عن الموقف.
٣- تم اكتشاف عربتين للعدو ولم يتم تدميرهما لأن الهدف الأساسى اللواء المدرع للعدو.
٤- تم إحضار جهاز اتصال من أقرب سيارة صاعقة تجاه وادى سدرى.
هـ – أحداث يوم ٩ أكتوبر ٧٣:
١- وصلت باقى قوة السرية والرائد إبراهيم زيادة والنقيب رضوان ومعهم احتياجات إدارية من تعيينات وذخائر.
٤- تم تحديد مكان الكمين مرة أخرى.
٣- بدأت تحركات العدو برتل متحرك، وظل الرتل يقترب وظهرت سيارتان أتوبيس وهو صيد ثمين لو كان من بداخلهم من الطيارين وفنى الطائرات، وبسرعة تم رطلاق دفعة النيران الأولى من النقيب مجدى شحاتة وتم التعامل مع الأتوبيسين بالقواذف «ر.ب.ج» وتم تدميرها بالكامل واشتعال النيران بها والأذن باقى قوة العدو بالفرار.
٤- عادت القوة إلى قاعدة الدوريات دون أدنى إصابات وهى تهلل بالتكبير وروحهم المعنوية فى السماء.
و -أحداث يوم ١٠ أكتوبر ٧٣:
١- دفع العدو بطائرتين وبعد تحديدهما لقوات الصاعقة بدأوا فى ضرب قوات الكوماندوز المصرية، وشاركها مدرعات للعدو، وحوصرت القوات جوًا وأرضًا وتم استشهاد معظم القوة ولم يستسلم أى بطل وتراجع العدو أمام بسالة وإقدام الرجال.
٢- تفرقت قوة الصاعقة وظل النقيب مجدى شحاتة وحيدًا.
٣- وأخذ النقيب شحاتة يبحث عن رفاقه منذ يوم ١٠ أكتوبر حتى عثر بالصدفة على النقيب عبدالحميد خليفة ومعه بعض الرفاق فى وادى بعبع وبدأت رحلة رحلة العودة الشاقة بعد الحرب بتسعة أشهر.
نتائج معركة وادى الفيران.
١- تعطيل تقدم العدو على محور فيران طوال المعركة وحرمانه من التدخل فى معارك الجيش الثالث الميدانى من الجنوب.
٢- تم تدمير عدد ٢ أتوبيس وقتل أكثر من ٥٠ فردًا من المحتمل أن يكونوا طيارين وفنيين طائرات.
> من أبطال معركة فيران
١- النقيب مجدى شحاتة.. نشأ فى أسرة وطنية.. أب وطنى وشارك فى أعمال الفدائيين ضد الإنجليز فى السويس، وجد وطنى هو القائم مقام أحمد أفندى شعبان الذى حارب الإنجليز فى جيش عرابى، تخرج فى الكلية الحربية عام ١٩٦٩ وتولى قيادة.
٢-النقيب عبد الحميد خليفة تخرج فى الكلية الحربية ١٩٦٩٦ مشاه صاعقة، شارك فى حرب الاستنزاف وشارك فى عملية «لارناكا» قبرص فى مواجهة الإرهابيين خاطفى الطائرة المصرية.
٣- جندى عبد الرؤوف جمعة كريم.. أصيب بدفعة نيران فى المثانة وظل بدون علاج خلف الخطوط وشفاه الله، وشارك قبل حرب أكتوبر فى عملية السبت الحزين.
٤- جندى محمد عبدالرحمن.. استطاع أن يحمل الجندى المصاب طوال معركة الفيران.
٥- رقيب السيد محمد على: حافظ على جماعته فى الحرب والعمل خلف الخطوط، اشترك فى حمل الجندى المصاب وشارك فى حرب الاستنزاف.
٦- نقيب شهيد سمير البهى عرفان: أحد أبطال وادى بعبع ظل يقاتل العدو ببسالة فى قاعدة الداوريات أثناء حصار العدو ورفض الاستسلام وظل يشكل مركز مقاومة وإزعاج للعدو لفترة طويلة، وقام العدو باستخدام الطائرات والدابابت حتى نال الشهادة بعد أن تسبب فى خسائر جسيمة للعدو الإسرائيلى.
٧- الشهيد طبيب محمد الشعراوى.. ظل يقاتل مع البطل سمير البهى عرفان وأثبت أن جميع أفراد الصاعقة مقاتلون حتى الطبيب.
٨- النقيب محمد فتحى محمد حسين من أبطال معركة فيران وقائد سرية الصاعقة تخرج فى الكلية الحربية ١٩٦٧، والتحق بالصاعقة وشارك فى حرب الاستنزاف وعبر قناة السويس، وشارك فى كمائن ضد مدرعات العدو وحصل على نوط الشجاعة.
ثامنًا: معركة بالوظة:
تعريف العملية:
أ- صدرت تعليمات القيادة العليا بتنفيذ إغارة على المنطقة الإدارية للعدو ببالوظة.
ب- كلفت ك ٢٥٦ صاعقة بتنفيذ الإغارة ليلة ١٠، ١١ أكتوبر ٧٣.
ج – تم وضع خطة الداورية فى عجالة.
ء- تم تنظيم قوة الإغارة من السرتين ومجموعة «ر.ب.ج» وتم تقسيم الداورية إلى مجموعتين:
١- المجموعة الأولى بقيادة قائد الكتيبة للإغارة على المنطقة الإدارية.
٢- المجموعة الثانية بقيادة رئيس العمليات لتنظيم كمائن قطع الطريق.
ملخص سير العملية
١- بدأت الداورية بالخروج من القطاع فى مجموعات صغيرة.
٢- تم تجميعها بعد عبور ح. أ.د العدو على المحور الساحلى.
٣- تحركت الداورية ناحية الشرق فى اتجاه بالوظة ووصلت للهدف ساعة ٤٣٠ فجرا ١١/١٢/١٩٧٣.
٤- تم تقسيم المجموعات طبقا للتخطيط، وعثر على قافلة من عربات العدو مصطفة فى الطريق فأمر قائد الكتيبة بتدميرها فورا بالأربجيه، والإغارة بالبنادق والقنابل اليدوية على المعسكر الإدارى.
٥-تم التنفيذ بنجاح بعد ١٥ دقيقة ولم يصدر أى رد فعل من العدو من هول المفاجأة.
٦- بعد انسحاب السرية تم حصارها بالدبابات وطائرة هيل وعربات مدرعة فى الشمال الغربى وسقوط ٥ ضباط شهداء و٤٨ صف وجندى وأصيب قائد الكتيبة.
> شهداء معركة بالوظة
– نقيب بسيونى عبد الجواد.
– م. أ. محمد أحمد عيد
– م. أ. محمد أحمد عرفة
– م. أ. محمد رفعت ياسين
كما استشهد حملة الأربيجهات الذين قاموا بستر انسحاب الداورية واستشهدوا جميعا بقيادة م. أ. محمد أحمد عيد.
> من أبطال معركة بالوظة
– نقيب شهيد محمد أحمد عرفة تخرج فى الكلية الحربية فى ١٩٧٠ وكان شقيقه ضابطًا بوحدات الصاعقة وهو الملازم أول عبده أحمد عرفة اشترك فى حرب الاستنزاف وأسر جندى إسرائيلى من نقطة التبة المسحورة.. وأبلى الشهيد محمد أحمد عرفة بلاء حسنًا أثناء حصار الدبابات حتى تم استشهاده.
تاسعًا: عملية سقوط القنطرة وتأمين قطاع بورسعيد
أهمية الموقع
لموقع مدينة القنطرة عبر العصور أهمية خاصة لكل الجيوش، وقد سميت فى عصر الفراعنة قلعة «سيلة» وتشكل بوابة مصر الشرقية، واستخدمتها جيوش تحتمس الثالث ورمسيس الثانى فى العصور القديمة، وكان سقوطها فى أكتوبر ٧٣ عاملا كبيرا فى رفع الروح المعنوية لقنواتنا المسلحة.
> مهمة الكتيبة ٢٥٦ صاعقة.
– تم إسناد مهمة الاستيلاء على القنطرة إلى رجال الصاعقة فى الكتيبة كالتالى:
أ – معاونة كتيبة مشاه.
ب – دعم قطاع بورسعيد بقوة سرية صاعقة.
– وفى ٢٥ سبتمبر ٧٣ أعيد تمركز الكتيبة فى مناطق بداية الهجوم.
> إبراز أبطال معركة القنطرة
١- الرائد محمد إبراهيم على.. فى عملية ٧/٨/١٩٧٣ حدثت غارة للعدو على مواقع القوات، وكانت هناك عربة لورى محملة بصناديق «ر.ب.ج» وسط موقع سرية الصاعقة تركها الجندى ليحتمى بحفرة من الطلقات الغزيرة، واشتعلت النيران بكاوتش السيارة فأسرع الرائد محمد إبراهيم إلى الكابينة وسط الغارة وقاد العربة خارج الموقع وأطفأ النيران وعاد لموقعه.
٢- رائد حسين عبدالرازق: التحق بوحدات الصاعقة ١٩٦٦ ووصل إلى رئيس أركان الوحدة ٩٩٩ ثم قائد كتيبة المشاه، ثم اللواء مساعد ورئيس أركان فرقة مشاه ونائب مدير كلية القادة والأركان، والآن يشغل منصب مساعد مدير الشئون المعنوية للإعلام.
٣- م. أ. محمود عبدالرحمن منطش. كان له دور بارز فى الكمين وأصيب فى ذراعه وأصر على العلاج فى الموقع.
٤- م. أ. محمد أحمد عيد أول من عبر فى السرية وشارك فى عملية اقتحام أحد المبانى لأسر أفراد العدو.
عاشرًا: الإبرار البحرى لرجال كتيبة صاعقة:
مهمة خاصة جدًا
– الإبرار البحرى شرق بورفؤاد وعمل كمائن لاحتياطيات العدو ومنها من التدخل فى هجوم قوات قطاع بورسعيد، والانضمام لقوات لواء مشاه، وكانت قوة العدو سرية دبابات وثلاث عربات مدرعة.
> طبيعة الأرض.
– شريط ساحلى بين البحر والملاحات.
-أهمية مكان الإبرار.
١- يتحكم فى طريق التقدم للاحتياطيات.
٢- بالقرب من معاونة قطاع بورسعيد للسرية.
٣- يصعب العدو المناورة على الأجناب بسبب وجود البحر والملاحات.
> خطوات سير العمليات
١- أبحرت السرية ساعة ١٣٠٠من أحد الأرصفة فى بورفؤاد.
٢- تم إبرار السرية عند كم ٤٥ شرق بورفؤاد.
…