فاجنر تتبرأ من انقلاب النيجر لكنها لا تمانع في دعمه
أشاد يفجيني بريجوجن رئيس مجموعة فاجنر العسكرية الروسية الخاصة بالانقلاب العسكري في النيجر ووصفه بـ"النبأ السار"، وعرض خدمات مقاتليه لفرض النظام هناك.
ولا يزال بريجوجن يمارس أنشطته رغم تمرد لم يكتمل قاده ضد كبار الضباط في الجيش الروسي الشهر الماضي.
جاء ذلك في رسالة صوتية بثتها قنوات تابعة لفاجنر على تطبيق تيليجرام وقالت إنها لبريجوجن لكنه لم يشر إلى أي تورط للمجموعة في الانقلاب، الذي وصفه بأنه لحظة طال انتظارها للتحرر من المستعمرين الغربيين وقام بما بدا وكأنه دعوة لمقاتليه للمساعدة في حفظ النظام.
جاء في الرسالة التي نشرت الخميس “ما حدث في النيجر لم يكن سوى كفاح شعب النيجر ضد مستعمريه، ضد المستعمرين الذين يحاولون فرض قواعد حياتهم عليه وعلى ظروفه وإبقاءه في الحالة التي كانت عليها أفريقيا منذ مئات السنين”.
كان للمتحدث في الرسالة الصوتية نفس النبرة المميزة وطريقة تحويل الجمل للغة الروسية مثل قائد مجموعة فاجنر لكن رويترز لم تتمكن من تأكيد هويته.
جاء في الرسالة “إنهم ينالون استقلالهم اليوم. ستعتمد الخطوات الباقية بلا شك على مواطني النيجر ومدى فعالية الحكم، لكن الشيء الرئيسي هو أنهم تخلصوا من المستعمرين”.
كان قادة الانقلاب في النيجر قد أعلنوا الجنرال عبد الرحمن تياني رئيسا جديدا للدولة أمس الجمعة، قائلين إنهم أطاحوا بالرئيس محمد بازوم، في الانقلاب العسكري السابع في غرب ووسط أفريقيا في أقل من ثلاث سنوات.
أعلنت النيجر استقلالها التام عن فرنسا في 1960، وهي واحدة من أفقر دول العالم لكنها تضم بعضا من أكبر احتياطيات اليورانيوم.
شكلت الرسالة الصوتية أحدث علامة على أن بريجوجن ورجاله لا يزالون نشطين في أفريقيا التي لديهم فيها عقود أمنية في بعض البلدان مثل جمهورية أفريقيا الوسطى.
كان بريجوجن قد قال في مقابلة مع إحدى وسائل الإعلام الأفريقية نُشرت على الإنترنت منذ أيام إن فاجنر مستعدة لزيادة وجودها في أفريقيا وإن مجموعة جديدة من مقاتليها وصلت إلى جمهورية أفريقيا الوسطى قبل استفتاء دستوري.
عبرت بعض الدول، مثل فرنسا والولايات المتحدة، عن مخاوفها من أنشطة مجموعة فاجنر في أفريقيا. وتتهم واشنطن فاجنر بارتكاب جرائم وحشية وفرضت عليها عقوبات.
يقول بريجوجن إن مجموعته تعمل بشكل قانوني.
وبدا أن بريجوجن (62 عاما) لا يزال يتنقل بحرية رغم تصريحات الكرملين الشهر الماضي عن انتقاله إلى روسيا البيضاء المجاورة حيث بدأ بعض رجاله بالفعل في تدريب جيشها.
تفاخر بريجوجن في رسالته الصوتية بما وصفه بكفاءة فاجنر في مساعدة الدول الأفريقية على الاستقرار والتطور.
وفي ذات السياق أكّدت الولايات المتحدة لرئيس النيجر المخلوع محمد بازوم “دعمها الثابت” له، قبل انعقاد اجتماع في باريس السبت حول الوضع في النيجر حيث تنشر فرنسا قوات لمكافحة الجهاديين هي الأخيرة لها من هذا النوع في منطقة الساحل.
خلال مكالمة هاتفية الجمعة، أكّد وزير الخارجيّة الأميركي أنتوني بلينكن لبازوم “دعم” الولايات المتحدة “الثابت” له، حسبما صرّح الناطق باسمه ماثيو ساليفان.