كواليس محادثات الرئيس السيسي وبوتين خلال القمة الإفريقية الروسية
وضعت مجلة نيوزويك القمة الروسية المصرية التي استضافها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أمس الخميس، في سياق مساعي موسكو لتعزيز العلاقات مع مصر وأفريقيا والمزيد من الحلفاء.
وسلطت المجلة الضوء على مقطع فيديو تمت مشاركته عبر الإنترنت يظهر الرئيس الروسي بوتين يقف في اهتمام بالغ منتظرًا وصول الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال القمة السنوية الثانية بين روسيا وإفريقيا.
وتهدف القمة الروسية الأفريقية، التي تعقد في سان بطرسبرج يومي الخميس والجمعة، إلى التوصل إلى العديد من الاتفاقيات بين الدولة المضيفة والضيوف الأفارقة، في مجالات التجارة والاقتصاد والاستثمار والعلوم والتكنولوجيا.
وتتضمن القمة أيضًا محادثات ثنائية تتعلق بالحرب في أوكرانيا وسبل المضي قدمًا من خلال مبادرة السلام الأفريقية، التي تم إطلاقها في يونيو في سان بطرسبرج.
ونقلت المجلة عن "ميريت مبروك"، زميلة معهد الشرق الأوسط والمدير المؤسس لبرنامج دراسات مصر، قولها إن حضور السيسي وقادة أفارقة آخرين هو جزء من تسوية العلاقات بين روسيا وأفريقيا في مواجهة الغرب.
وقالت ميريت مبروك لنيوزويك عبر الهاتف إن القادة الوطنيين "يسيرون على حبل مشدود حتى لا تتأذى علاقاتهم بواشنطن".
وفي العام الماضي، ارتفعت الصادرات المصرية إلى روسيا بأكثر من 20 في المائة عن العام السابق في حين زادت الواردات الروسية إلى ما يتجاوز قليلًا إجمالي 4 مليارات، على الرغم من أن الكثير منها عبارة عن حبوب.
وينظر البعض إلى القمة على أنها إعادة ضبط للعلاقات وتموضع سياسي جديد من نوع ما لبوتين وروسيا وسط استمرار الحرب في أوكرانيا.
وذكر مسؤولون روس أنه تم تأكيد تمثيل 49 دولة أفريقية من بين 54 دولة، بما في ذلك بوروندي والكاميرون والكونغو ومصر وليبيا وجنوب إفريقيا ودول أخرى، في القمة.
وقال بوتين يوم الخميس خلال القمة إن روسيا سترسل في الأشهر المقبلة ما بين 25 إلى 50 ألف طن من الحبوب المجانية إلى ست دول أفريقية هي بوركينا فاسو وزيمبابوي ومالي والصومال وجمهورية إفريقيا الوسطى وإريتريا.
وذكرت صحيفة موسكو تايمز أن صفقة الحبوب التي أخلتها روسيا مؤقتًا سمحت لحوالي 33 مليون طن من الحبوب بمغادرة الموانئ الأوكرانية.
وتعد مصر أكبر مستورد للحبوب في العالم، مشيرًا إلى أن حوالي 80 بالمائة من الحبوب المستوردة تأتي تقليديًا من روسيا (50 بالمائة) وأوكرانيا (30 بالمائة).
وقالت ميريت مبروك: "تلك الحبوب ضرورية لمصر، فهي ليست على وشك فعل أي شيء يعرض إمدادات القمح للخطر" وناقش بوتين والسيسي تاريخ الدبلوماسية الممتد على مدى 80 عامًا وزيادة التجارة بنسبة 29 في المائة العام الماضي، وفقًا لقراءة الكرملين.
كما أشار بوتين إلى صفقات الطاقة، ولا سيما محطة الضبعة للطاقة النووية وقال السيسي “محطة الضبعة للطاقة النووية مشروع أساسي لتعاوننا وسنواصل تنفيذه، وثمة عنصر آخر هو إنشاء المنطقة الصناعية الروسية”.
يذكر أن مشروع المنطقة الصناعية الروسية تبلغ قيمته 30 مليار دولار ويتم تمويله إلى حد كبير من خلال قرض روسي بقيمة 25 مليار دولار.