آخر تطورات انقلاب النيجر.. ما علاقة فرنسا وواشنطن وروسيا بالأحداث؟
حذر الانقلابيون في النيجر، فرنسا من الدخل في الشأن الداخلي للنيجر، على ما وصفوه بأنه تجاوز لقرار إغلاق الحدود، بعدما هبطت طائرة عسكرية فرنسية في مطار نيامي الدولي.
وفي تسجيل منشور على منصة X (توتير سابقا)، حذر المجلس الوطني لحماية الوطن القوات الفرنسية من التدخل في الشأن الداخلي للنيجر، مشيرا إلى أنه لاحظ هبوط طائرة عسكرية فرنسية في مطار نيامي الدولي، رغم إغلاق الحدود البرية والجوية حتى إشعار آخر.
وأوضح المتحدث العسكري باسم المجلس الوطني أن طائرة عسكرية من نوع A400M حطت في مطار نيامي الدولي في وقت مبكر من صباح اليوم الخميس.
واندلعت في العاصمة النيجرية نيامي أمس الخميس، أعمال شغب وحرق واسعة على خلفية المحاولة الانقلابية الجارية منذ نهار الأربعاء واحتجاز الرئيس المنتخب محمد بازوم.
وأظهرت فيديوهات تم تداولها بشكل كبير على منصات التواصل الاجتماعي، مشاهد لسيارات تحترق في أحد شوارع العاصمة بسبب أعمال الشغب التي قام بها متظاهرون غاضبون من الانقلاب على السلطة الشرعية في البلاد.
كما أظهر مقطع فيديو آخر أعمدة الدخان قيل أنها تتصاعد من مقر الحزب الحاكم في عاصمة البلاد.
وجاءت هذه الاحتجاجات الغاضبة من قبل مناصري الرئيس بازوم، بالتزامن مع إعلان جيش النيجر ولاءه لقوات الدفاع والأمن التي أطاحت بالرئيس محمد بازوم، يوم الأربعاء،وذلك تفاديا للاقتتال داخل صفوف القوات المسلحة. وفق ما ذكر بيان وقعه رئيس أركان الجيش الخميس.
ولا يزال الوضع مبهمًا في نيامي حيث أعلن الانقلابيون بقيادة الكولونيل ميجور أمادو عبد الرحمن، تعليق عمل المؤسسات وإغلاق حدود البلاد.
ويرفض الرئيس محمد بازوم، الذي يحتجزه عسكريون انقلابيون في نيامي، ووزير خارجيته حسومي مسعودو، الانقلاب الذي شهدته النيجر، وأكدا في رسالتين منفصلتين أنهما لا يزالان يمثلان السلطات الشرعية في البلاد.
قال متحدث باسم بعثة الولايات المتحدة في الأمم المتحدة إن واشنطن تدعم قيام مجلس الأمن بإجراءات لخفض التصعيد في النيجر، وذلك بعد الانقلاب الذي أعلنه عسكريون في البلاد.
وذكر بيان أمريكي أن سفيرة واشنطن لدى الأمم المتحدة ليندا توماس جرينفيلد تحدثت إلى رئيس النيجر محمد بازوم يوم الخميس.
وقال متحدث إنها أوضحت أن "الولايات المتحدة راسخة في مساندتها للديمقراطية في النيجر وتدعم اتخاذ إجراءات في مجلس الأمن الدولي لخفض التصعيد ومنع إلحاق الأذى بالمدنيين وضمان النظام الدستوري".
شدّدت وزيرة الخارجيّة الفرنسيّة كاترين كولونا، اليوم الجمعة، على أنّ الانقلاب في النيجر ليس "نهائيًّا" بعد، وعبرت عن أملها في أن يستجيب الانقلابيّون الذين احتجزوا رئيس البلاد إلى الدعوات الدوليّة للعودة إلى الحكم الديموقراطي.
اعتبر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، اليوم الجمعة، الانقلاب الذي أطاح الرئيس النيجري محمد باوزم "خطيرا" على منطقة الساحل، في وقت تسعى دول غربية كبرى للمحافظة على حليف رئيسي في المنطقة التي تشهد أعمال تمرد.
وقال ماكرون من بابوا غينيا الجديدة، إنه يعمل مع قادة إقليميين في منطقة الساحل الإفريقي للدفاع عن الديمقراطية في النيجر، داعيًا إلى "إطلاق سراح الرئيس (محمد) بازوم".
كما لفت إلى أن فرنسا ستدعم المنظمات الإقليمية إذا قررت فرض عقوبات على قادة الانقلاب.
من جهتها، أوضحت وزيرة الخارجية الفرنسية في تصريحات للصحفيين خلال مرافقتها ماكرون إلى بابوا غينيا الجديدة، أن "الرئيس ماكرون تحدث مرات عدة مع نظيره محمد بازوم.. ونحن نناشد بإطلاق سراحه".
وأشارت إلى أن "الرئيس بازوم الذي انتُخب بشكل ديمقراطي، أكد أنه بصحة جيدة، ونحن نتمنى أن يتم الإفراج عنه وعن عائلته، والعودة إلى النظام الدستوري"، وفق ما أوردت صحيفة "لوباريزيان".
وأكدت كولونا أن فرنسا "تدين بأشد العبارات محاولة الانقلاب"، ولكنها لفتت إلى استخدامها وصف "محاولة انقلاب"، ما يعني "أننا لا نعتبر الأمور نهائية"، مشيرةً إلى "إمكانية الخروج من هذا المأزق إذا فهم مسؤولو هذه المحاولة رسالة المجتمع الدولي".
وطالب زعماء المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا "إيكواس" بـ"الإفراج الفوري عن الرئيس محمد بازوم، الذي يظل الرئيس الشرعي والقانوني للنيجر، ومعترف به لدى الإيقاد".
وأوضحت وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا، أن "إيكواس" أعربت عن موقفها "بشكل واضح"، مشيرة إلى اجتماع قمة مرتقب لهذه الهيئة الأحد.
وعلى هامش القمة الروسية الأفريقية، المنعقدة في سانت بطرسبرج بروسيا، كشف مصدر مسؤول في "إيكواس" لـ"الشرق"، الجمعة. أنها ستعقد قمة طارئة، الأحد، في أبوجا (نيجيريا) لبحث الأحداث في النيجر.
وسيحضر هذه القمة المرتقبة العديد من القادة الأفارقة، ورئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي موسى فقي محمد، الذي كان قد وصف ما حدث في النيجر بـ"محاولة انقلاب".
وكانت الخارجية الفرنسية دعت في بيان، الخميس، إلى استعادة المؤسسات الديمقراطية في النيجر على الفور، والإفراج عن رئيسها بعد ما وصفته "بالاستيلاء على السلطة" في البلاد.
وقالت إنها تدعم الجهود الإقليمية لإيجاد طريقة للخروج من الأزمة تحترم الإطار الديمقراطي للنيجر وتمكن من الاستعادة الفورية للسلطة المدنية.