عمالقة الوقود الأحفوري يجنون المليارات بينما يحترق العالم
علقت صحيفة "دايلي ريكورد" الإسكتلندية على معاناة ملايين البشر بسبب ارتفاع أسعار الوقود حول العالم، في حين تستمر الشركات العملاقة المنتجة للوقود الأحفوري التقليدي في تحقيق الأرباح التي تقدر قيمتها بمليارات الجنيهات على الرغم من مساهمة نشاطهم في رفع مستوى التلوث البيئي سواء بسبب تسرب النفط من الناقلات العملاقة إلى مياه البحار والمحيطات، أو بسبب الانبعاثات الكربونية الخطرة التي يتسبب فيها حرق الوقود وتساهم بالتالي في تفاقم مشكلة الاحتباس الحراري وتغير المناخ.
وقالت الصحيفة: “لقد قضت تلك الشركات الغربية المنتجة للنفط والتي تتسم بقدر لافت من الجشع عقودًا وهم يمتصون الموارد الطبيعية ويقذفونها في غلافنا الجوي كانبعاثات غازات دفيئة، مما يراكم ثروة هائلة في حين ترتفع حرارة الكوكب باطراد وعلى الرغم من كل الأدلة التي تبرهن حدوث الضرر، لم يتغير شيء على الإطلاق، ولعل أحدث دليل هو عودة الموجة الحارة عند مستوى 30 درجة مئوية إلى المملكة المتحدة مرة أخرى، وفقًا لخرائط توقعات الطقس”.
والآن، أصبح الأمر أكثر إثارة للقلق - حيث عادت عواقب تغير المناخ من صنع الإنسان إلى الظهور على السطح مما أدى إلى سحق العالم بالحرارة الشديدة وحرائق الغابات فضلا عن المحيطات التي ترتفع درجة حرارتها بسرعة وبالفعل تم تحطيم الأرقام القياسية العالمية بينما يتصارع العلماء مع تغير المناخ، تومض جميع المؤشرات التحذيرية على لوحات التحكم باللون الأحمر.
وانتقدت الصحيفة ما تقول إنه "الرد التافه لحكومة حزب المحافظين" وتقصد بالطبع فرض ضريبة غير متوقعة على شركات النفط وإعطاء الضوء الأخضر لمجموعة من مشاريع الوقود الأحفوري الجديدة على الجانب وفي الأثناء، يبدو أن بعض كبار المحافظين استنتجوا أنه ينبغي عليهم التخلي عن الأجندة الخضراء تمامًا.
وعبر الأطلسي، لم تكن الشكوى من الآثار المدمرة للوقود التقليدي أقل حدة، فقد سلطت صحيفة "ذي جارديان" الضوء على تسرب وقود الديزل الذي تسبب في تلوث شبكة إمدادات مياه الشرب في جيرمانتاون بولاية تينيسي الأمريكية، وبالتالي لا يتمكن السكان من شرب مياه الصنبور بمنازلهم في حين يكثف فريق البلدية والأشغال العامة جهودهم للتخلص من هذه المشكلة.
أبلغت المدينة السكان لأول مرة في 20 يوليو أن تسربًا في محطة معالجة المياه تسبب في عطل بشبكة المياه، وجاء ذلك بعد أن أبلغ السكان عن رائحة وقود في مياههم وقال مسؤولون إن مولدًا في المحطة انسكب منه وقود الديزل في خزان مياه في أعقاب العواصف الأخيرة وأشاروا إلى أن 100 جالون من الديزل تلوث حوالي 4.2 مليون جالون من المياه الموجودة في المنشأة.
وأمس الأربعاء، ظل 40 ألف شخص في ضاحية ممفيس في جيرمانتاون خاضعين لأمر تجنب استخدام المياه في كل شيء باستثناء تنظيف المراحيض ونصح المسؤولون باستخدام المياه المعبأة في زجاجات للاستخدام الشخصي وتقوم المدينة بتوزيع المياه المعبأة في زجاجات وسيستمر توزيع المياه المعبأة حتى يوم الجمعة.