الجمعة 20 سبتمبر 2024 الموافق 17 ربيع الأول 1446
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
عرب وعالم

مؤتمر إيطاليا حول الهجرة مع دول الشرق الأوسط يسفر عن نتائج جديرة بالملاحظة

الرئيس نيوز

ذكر موقع يورونيوز أن إيطاليا استضافت مؤتمرًا بالغ الأهمية فيما يتعلق بتدفق الهجرة غير الشرعية إلى أوروبا، وكان من بين الحضور رؤساء وزراء الجزائر واليونان والأردن ولبنان بالإضافة إلى القادة الأوروبيين شارل ميشال وأورسولا فون دير لايين.

ودعت رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني دول البحر الأبيض المتوسط إلى روما لحضور "مؤتمر دولي" يهدف إلى تمديد الاتفاق النموذجي الذي وقعه الاتحاد الأوروبي مع تونس بهدف الحد من وصول المهاجرين إلى القارة وأوضحت حكومة ميلوني بأن رئيسة الوزراء اليمينية المتطرفة تتوقع حضور قادة من المنطقة، والاتحاد الأوروبي والمؤسسات المالية الدولية إلى العاصمة وأكدت ميلوني مشاركة الرئيس التونسي قيس سعيد بينما أكد رئيسا الوزراء المالطي روبرت أبيلا ورئيس الوزراء مصطفى مدبولي حضورهما.

وخلال حملة الانتخابات التشريعية التي أوصلتها إلى السلطة في 2022، وعدت ميلوني "بوقف نزول" المهاجرين في إيطاليا. ومنذ ذلك الحين تعرقل حكومتها نشاط السفن الإنسانية من دون أن تنجح في وقف وصول اللاجئين وقد أكدت فيديريكا إنفانتينو الباحثة في مركز سياسة الهجرة التابع لمعهد الجامعة الأوروبية في فلورنسا إن الاتفاق مع تونس لن يغير الوضع.

وأضافت "لا يمكننا تخيل الهجرات على أنها مياه تخرج من الصنبور الذي نغلقه ونفتحه حسب رغبة بعض السياسيين"، مشيرة إلى أنه حتى إذا لم تتحقق الأهداف المعلنة، فإنها "قضية رمزية قوية" للسياسة الداخلية في نظر ميلوني.

"لا ديمقراطيات مثالية"
تقول روما إن حوالي ثمانين ألف شخص عبروا البحر المتوسط، ووصلوا إلى سواحل شبه الجزيرة منذ بداية العام، مقابل 33 ألفًا خلال الفترة نفسها من العام الماضي. وقد انطلق معظمهم من الساحل التونسي ولذلك كثفت ميلوني والمفوضية الأوروبية بدعم من دول أخرى أعضاء في الاتحاد الأوروبي، "حوارها" مع تونس ومساعدتها في مواجهة صندوق النقد الدولي الذي يطالب بإصلاحات كبيرة ووعد بالتمويل إذا التزمت الدولة مكافحة الهجرة من أراضيها.

ووقعت بروكسل وروما الأسبوع الماضي مذكرة تفاهم مع الرئيس التونسي تنص خصوصا على مساعدة أوروبية بقيمة 105 ملايين يورو تهدف إلى منع مغادرة قوارب المهاجرين ومحاربة المهربين. كما تنص الاتفاقية على عودة المزيد من التونسيين الذين هم في وضع غير نظامي بدول الاتحاد الأوروبي فضلًا عن عودة المهاجرين من إفريقيا جنوب الصحراء من تونس إلى بلدانهم الأصلية وقالت ميلوني في تونس حيث رافقتها رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين إن "هذه الشراكة مع تونس يجب أن تكون نموذجًا لبناء علاقات جديدة مع جيراننا في شمال إفريقيا".

وأكد مسؤول كبير بالاتحاد الأوروبي طالبا عدم كشف هويته أن الاتحاد الأوروبي حريص على التفاوض بشأن شراكات مماثلة مع مصر والمغرب كما أكد سفير في روما طلب عدم كشف هويته "يجب أن نتعاون مع دول شمال إفريقيا حتى لو كان علينا القبول بأنها ليست ديمقراطيات مثالية". وأضاف لفرانس برس أن "هناك وحدة في الاتحاد الاوروبي على هذا المبدأ".

"مسرح الجريمة"
لكن المنظمات غير الحكومية تعترض على ذلك، فقد عبرت منظمة "سي ووتش" عن أسفها لأن "الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي تواصل تشديد سياسات العزلة القاتلة" وقد عبرت عن استنكارها لأن "البحر المتوسط ليس مجرد مقبرة بل مسرح جريمة". 

أما منظمة "هيومن رايتس ووتش" فقد اعتبرت أن "أوروبا لم تتعلم شيئًا من تواطئها في الانتهاكات الفظيعة المرتكبة ضد المهاجرين في ليبيا" ويرد الأوروبيون أن المهاجرين سيواصلون عبور المتوسط لذلك يجب إيجاد حلول أخرى ويرى الباحث المستقل إيف باسكواو أن وجود "قناة نقاش" بين أوروبا ودول المغادرة أمر إيجابي. لكنه أضاف أن المقلق هو ما نلاحظه الآن من أن "دول الجنوب أيضا باتت تعتبر الهجرة مشكلة"، مشيرا إلى أنه طالما بقيت سياسات الهجرة من صلاحيات وزراء الداخلية الأوروبيين، لن يتم التعامل مع هذه القضية إلا من وجهة نظر أمنية. وتابع أن "ما ينقص العلاقة بين الاتحاد الأوروبي والدول الأخرى هو التفكير لأمد طويل".

وتقول الأمم المتحدة إن أكثر من مائة ألف مهاجر وصلوا إلى أوروبا في الأشهر الستة الأولى من 2023 عن طريق البحر من سواحل شمال إفريقيا وتركيا ولبنان وكان عددهم يزيد قليلًا عن 189 الفا طوال العام 2022.