قلق متزايد مع تهديد الإسلاميين بتوسيع رقعة الحرب شرق السودان
رجح تقرير لصحيفة "آراب ويكلي" اللندنية أن التطورات الخطيرة في الحرب الدائرة في السودان أثارت الكثير من مخاوف أصحاب المصلحة الإقليميين والدوليين، وخاصة الذين لديهم مصالح في موانئ السودان الواقعة على البحر الأحمر، وتحديدًا منذ هدد متشددون إسلاميون بزعزعة الهدوء النسبي الذي يسود شرق السودان منذ اندلاع الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع.
وتحدثت تقارير سودانية حديثة عن تصاعد نشاط قادة حزب المؤتمر الوطني المنحل ونشطاء إسلاميين يسعون لتجنيد مجندين جدد يقدمون الدعم للجيش الذي تكبد خسائر فادحة في الأسابيع الأخيرة.
وكشفت هذه التقارير أن عددا من ضباط الجيش عقدوا اجتماعات مع شخصيات من حزب المؤتمر الوطني أبرزهم أحمد هارون الرئيس السابق لحزب المؤتمر الوطني الذي فر من سجن كوبر بعد اندلاع الحرب.
وعقدت الاجتماعات في ولايتي القضارف وكسلا بشرق السودان وناقشت كيفية تكثيف حملة التجنيد وتعبئة الدوائر الموالية للرئيس السابق عمر البشير في المنطقة.
وأظهر زعماء القبائل والسياسيون في شرق السودان عداءً واضحًا لحكومة عبد الله حمدوك المدنية ولعبوا دورًا في عرقلة جهودها بالمساعدة في قطع الطريق بين بورتسودان على البحر الأحمر والعاصمة الخرطوم لعدة أشهر وسجلت السلطات المحلية في القضارف في جنوب شرق السودان، الخميس، أعدادا كبيرة من الشباب في إطار ما يسمى بحملة "الحشد الكبير" لدعم الجيش.
وأكد محافظ القضارف، محمد عبد الرحمن محجوب، أن الدولة “انتقلت الآن إلى مرحلة تعزيز صفوف الجيش بالمقاتلين، بعد أن قدمت الدعم المادي والعيني للقوات المسلحة في معركة الكرامة”.
وأضاف: "تم فتح معسكرات تدريب للقادرين على حمل السلاح وتشكيل لجان مجتمعية".
وقال المحلل السوداني أحمد خليل لصحيفة "أراب ويكلي" إن "هناك نشاطًا ملحوظًا من قبل الكيزان (اللقب الشائع للإخوان) في شرق السودان بهدف تعبئة القوات ودعم الجيش".
وأشار إلى "الجهود المتزايدة من قبل القادة المحليين في المنطقة الذين يسعون لتقديم الدعم للجيش وتوسيع نطاق التعبئة".
وأضاف خليل أن عمليات التجنيد تستهدف التجمع الحالي للدعم الشعبي، خاصة الآن بعد أن بدأ بعض الموالين للبشير من زعماء العشائر في دعم الجيش بشكل علني في حربه الحالية مع قوات الدعم السريع ويسعى هارون للحصول على مساعدة زعماء القبائل لتجنيد المزيد من المشاة للجيش.
وأعلن ضرار أحمد ضرار، المعروف أيضا باسم "الشيبة"، قائد قوات تحالف أحزاب وحركات شرق السودان، قبل أيام، استعداده لضمان انضمام آلاف المقاتلين إلى الجيش. ومن المعروف أن الشيبة كانت قريبة من محمد محمد طاهر أيالا، الحاكم السابق للبحر الأحمر وآخر رئيس وزراء في عهد البشير.
وبعد المحاولة والفشل، لم يعد أعضاء المعسكر الموالي للبشير، بمن فيهم قادة الحركة الإسلامية السودانية، يرون أي فرصة واقعية لهزيمة قوات الدعم السريع ويعتقد المحللون أن هدفهم الحقيقي هو منع التوصل إلى أي اتفاق بين قوات الدعم السريع والجيش وعرقلة أي تقدم في محادثات جدة أو في المبادرات التي أطلقتها مصر والهيئة الحكومية الدولية وهم مدفوعون بالخوف من أن أي تقدم من هذا القبيل قد يحرم حزب المؤتمر الوطني الحاكم السابق من فرصة استعادة زعامته السياسية في البلاد.
وهم قلقون من أن هذه المبادرات قد تعني استئناف العملية السياسية بين الحكام العسكريين والأطراف المدنية، الأمر الذي أدى إلى اتفاق الإطار واستبعاد أتباع البشير والقادة الإسلاميين من المشهد السياسي كما يعارضون تشكيل حكومة مدنية تهمش القوات الموالية للبشير في أي دور مدني أو عسكري.
في الوقت الحالي، يحث هارون المسلحين الإسلاميين، وعلى الأخص كتائب المجاهدين وجميع الشباب المتعاطفين مع الإسلاميين، على الانضمام إلى الحرب إلى جانب الجيش من أجل إطالة أمد الصراع واستنفاد جهود الوساطة ويقول خبراء في الشأن السوداني إن اندلاع القتال في شرق البلاد قد يعني حالة حرب عامة في البلاد.
يُعتقد أن أصحاب المصلحة الإقليميين والدوليين، وخاصة أولئك الذين لديهم مصالح في موانئ السودان على البحر الأحمر، يشاركون مخاوفهم بشأن مثل هذا التحول الخطير للأحداث.
وتابع التقرير: "إن محاولات حزب المؤتمر الوطني لنشر الصراع في المنطقة الشرقية ستنبه مصر بشكل واضح، التي تعتبر استقرار وأمن شرق السودان جزءًا أساسيًا من استقرارها وأمنها، لأن المنطقة جغرافيًا مهمة لحركة السفن المارة عبر البحر الأحمر من وإلى قناة السويس".