جنرال مؤيد لنتنياهو يتهم الجيش بالتخطيط لانقلاب
بدأ الانقسام السياسي الحاد الذي تعيشه إسرائيل ينزلق إلى الجيش، ويؤثر على تماسك الوحدات المختلفة، مما أثار كلامًا عن «زلزال في صفوف القوات العسكرية وأجهزة الأمن قد يؤدي إلى تفكك داخلي لن يكون سهلًا إصلاحه».
وفق “الشرق الأوسط” خرج الجنرال غرشون هكوهن، عضو مجلس الأمنيين اليميني المقرب من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، بتحذير شديد اللهجة من انقلاب عسكري يدبره سياسيو المعارضة مع بعض القيادات العسكرية.
قال هكوهن إن رئيس أركان الجيش، الجنرال هرتسي هليفي، الذي يحاول المناورة لإبقاء الجيش خارج صورة الصراع السياسي، يتعرض لضغوط من كثيرين، بينهم جنرالات سابقون وربما جنرالات حاليون، يمكن أن تدفعه للتوجه إلى رئيس الحكومة والطلب منه وقف خطته السياسية لإصلاح القضاء.
رأى هكوهن أن هذا سيكون بمثابة ضرب من ضروب الانقلابات العسكرية، التي لم تشهد إسرائيل مثيلًا لها... لا يعني ذلك أن نرى الدبابات تتقدم نحو مقرات الحكومة والكنيست، لكنه سيكون بمثابة ابتزاز خطير واستغلال بشع لقوة الجيش وتأثيره.
تصريحات هكوهن جاءت في أعقاب التحذير الذي وجهه هليفي في محادثات مغلقة، من أن الخطاب العام في المجتمع الإسرائيلي، يُشكّل خطرًا على الجيش.
وخلال وقت سابق، هدد أكثر من ألف من جنود الاحتياط في سلاح الجو الإسرائيلي بالامتناع عن أداء الخدمة العسكرية، اعتراضًا على ما يعتبره نتنياهو إصلاحًا في السلك الفضائي.
من جانبه، دعا وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت إلى تأجيل التصويت على التعديلات القضائية المثيرة للجدل.
ونقلت القناة الـ 12 الإسرائيلية عن وزير الدفاع قوله إنه يجب وقف التعديلات القضائية في البلاد.
ووصف يوآف غالانت الوضع في إسرائيل بالمقلق، بعد توقف المئات من الطيارين وجنود الاحتياط عن الخدمة، احتجاجا على التعديلات القضائية.
وأعلن 1142 طيارًا وموظفًا في القوات الجوية الإسرائيلية إنهاء خدمتهم الاحتياطية، وفق ما أفادت هيئة البث الإسرائيلية، أمس الجمعة.
ودعا جنود الاحتياط في الرسالة التي نشروها إلى وقف تشريع مشروع القانون، حيث كتبوا: "التوصل إلى اتفاقيات واسعة، وتعزيز ثقة جميع فئات الشعب في النظام القضائي والحفاظ على استقلاليته".
يذكر أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو كان أعلن، الخميس، أن جهودًا تجري للتوصل إلى توافق آراء حول مشروع قانون بتعديلات قضائية يتوقع أنه يقره البرلمان الإسرائيلي الأسبوع المقبل وأثار احتجاجات وغضبًا داخليًا وخارجيًا.
قال نتنياهو في كلمة للصحافيين: "حتى في هذه اللحظات تبذل جهود لتحقيق توافق آراء"، مضيفًا: "آمل حقًا أن تنجح هذه الجهود ولكن حتى لو لم تنجح، فإن باب الائتلاف (الحاكم) سيبقى مفتوحًا دائمًا" أمام المعارضة، حسب رويترز.
كان زعيم المعارضة بيني غانتس قد دعا الأربعاء إلى محادثات يشرف عليها الرئيس الإسرائيلي للوصول إلى حل وسط.
يشار إلى أنه من المتوقع أن يصوت نواب الكنيست الاثنين المقبل على الشق الأول من التعديلات والمعروف باسم مشروع "قانون حجة المعقولية".
إذا أقر البرلمان مشروع القانون، سيمنع المحكمة العليا من إبطال قرارات الحكومة أو تعييناتها التي تعتبرها "مفتقرة للمعقولية".
يقول مؤيدو مشروع القانون إنه سيعيد التوازن بين أفرع الحكومة بينما يقول المعارضون إنه يعصف بالمبدأ الحيوي للتوازن بالسلطات والرقابة فيما بينها.