لماذا تعد اكتشافات النفط والغاز في مصر حاسمة بالنسبة للمنطقة؟
منذ غزو روسيا لأوكرانيا، يسعى الغرب لإيجاد مصادر موثوقة لإمدادات النفط والغاز لتعويض كميات كان يتم الحصول عليها من روسيا وفي الوقت نفسه، وإدراكًا لهذه الحاجة الماسة، بذلت الصين وروسيا قصارى جهدهما لحرمان الغرب من أي فرص لتدبير بدائل لمصادر الطاقة وهناك عامل حاسم إضافي هو سعي الصين وروسيا للإسراع في إنشاء "شبكة طاقة موحدة" مع الدول العربية، وفقًا لتقرير نشره موقع "أويل برايس" المهتم بشؤون الطاقة.
وتعكس الفكرة الأساسية وجهة النظر حول كيفية الحفاظ على السيطرة على الأشخاص أو البلدان التي تبناها الرئيس الأمريكي السابق ثيودور روزفلت، وفي هذا السياق، فإن السيطرة على شبكة كهرباء شرق أوسطية موحدة تعني أن الصين وروسيا ستكونان قادرتين على ممارسة المزيد من النفوذ على البلدان التي تعتمد على تلك الشبكة لتوليد الكهرباء أكثر مما قد تكون عليهما خلاف ذلك وتقع مصر في قلب هذه الخطط لشبكة كهرباء موحدة، لذا فإن الإعلانين الأخيرين من قبل الشركات الغربية عن الاكتشافات الجديدة الكبرى في مصر مهمان للغاية.
جاء الإعلان الأول من إحدى الشركات الأساسية التي كانت في طليعة محاولات الغرب لتأمين إمدادات نفط وغاز جديدة منذ الغزو الروسي لأوكرانيا وهي شركة شيفرون. وفقًا لعملاق النفط والغاز الأمريكي، من المقرر أن تقوم بحفر أول بئر استكشافية للنفط والغاز الطبيعي في منطقة امتيازها في البحر الأحمر في مصر خلال النصف الأول من عام 2024 ويأتي ذلك بعد مسوحات زلزالية مكثفة ودراسات جيولوجية وجيوفيزيائية وجمع البيانات من قبل الشركة في وقت سابق من هذا العام.
وهذا، بدوره، جزء من دفعة استراتيجية كبيرة من قبل شركة شيفرون والحكومة الأمريكية لضمان مكانة مصر كحليف رئيسي في النظام العالمي الجديد لسوق النفط، والذي حصل على دفعة حيوية في عام 2019 عندما فازت شيفرون بأول جولة مناقصة دولية لمصر للنفط. والتنقيب عن الغاز في البحر الأحمر وتعد مصر مهمة للغاية في العالم العربي لعدة أسباب، وكلها تقدرها الولايات المتحدة تمامًا، وهذا هو السبب في أنها تقوم بشكل مجازي بسحب كل المحطات لتوطيد نفوذها هناك وإبقاء البلاد خارج دائرة نفوذ الصين وروسيا ولكن تتمتع القاهرة معهما بعلاقات ممتازة في نفس الوقت.