الإثنين 25 نوفمبر 2024 الموافق 23 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

عاجل| أنباء قد تنسف جهود التقارب الإيراني مع الأردن ومصر

الرئيس نيوز

على الرغم من حالة الانفتاح التي تبديها إيران على محيطها العربي؛ إذ عقدت اتفاقا بوساطة صينية؛ لإعادة العلاقات الدبلوماسية مع ألد خصومها في المنطقة المملكة السعودية، كما أبدى أعلى رأس في الجمهورية الإيرانية، المرشد الأعلى الإيراني، علي خامنئي استعداد بلاده الانفتاح الكامل على مصر، إلا أن تقرير صحفية نشرت في مواقع معروفة بقربها من أجهزة استخباراتية حذرت من مخطط إيراني لاستهداف الأردن. 

وكان العراق أصدر تصريحات رسمية خلال الفترة القليلة الماضية يتحدث فيها عن رعايته لمحادثات استكشافية بين مصر وإيران الأردن وإيران لتقريب وجهات النظر بينهم. وعلى الرغم من صمت القاهرة إزاء كل هذه التصريحات، إلا أن الأردن غير من لهجته العنيفة إزاء طهران، إلى الدرجة التي صدر فيها تصريحات من مجلس الوزراء الأردني يتحدث عن أن إيران لا تمثل تهديدا الأمن القومي الأردني. 

وعلى الرغم من أن إيران والأردن ليست بينهما أي حدود مشتركة، إلا أن الوجود الإيراني الكثيف في سوريا والعراق، يقلق عمان، التي دأبت على اتهام إيران بتهريب المخدرات إليها. 

ووفق إندبندنت عربية فقد حدد الوجود الإيراني في سوريا بمناطق درعا وريف حلب وغرب دمشق، كما تنتشر معسكراتهم في السويداء ودرعا القريبتين من الأردن، عبر ميليشيات عراقية وأفغانية وباكستانية، فضلًا عن ميليشيات "حزب الله" اللبناني وهو ما يثير قلق الأردن، مقدرًا عددهم بـ50 ألف مقاتل.

الباحثة في الشؤون العربية أميرة الشريف؛ تقول لـ"الرئيس نيوز" إن تخلي إيران عن أفكارها المتعلقة بالمد التوسعي في المنطقة غير معقولة حتى وإن أبدت ظاهريا رغبتها في الانفتاح على محيطها العربي، وتابعت: "إن مبدأ تصدير الثورة منصوص عليه في الدستور الإيراني".

لفتت الشريف إلى أن تصدير الثورة قد يكون باستغلال المذهب الشيعي الإثنى عشري، أو عبر الميليشيات المسلحة مثل حزب الله اللبناني والعراقي، وميليشيات أخرى. 

أوضحت أن ما نقلته صحيفة ذا هيل حول مخطط إيراني لاستهداف الأردن لا يمكن الجزم بصحته حتى يصدر الأردن تصريحا رسميا باكتشاف مخطط إيراني لاستهداف الأمن القومي، ولفتت إلى أن مصر تتمهل في التماهي مع التصريحات الإيرانية الداعية للانفتاح بحجة استكشاف ومراقبة الوضع الإيراني ومدى جديته في القيام بذلك. 

اختمت الشريف حديثها بالقول: "إذا ما ثبتت صحة تلك الأحاديث فستلقي بظلالها بلا شك مشهد التقارب الإيراني مع دول الجوار، وقد تنسف تلك المساعي".

وأعلن الأردن مبادرة الأردنية للحل في سوريا، ومن بين أبرز شروط تلك المبادرة إنهاء الوجود الإيراني هناك وطرد جميع الميليشيات المرتبطة بها.

وذكرت صحيفة "ذا هيل" الأميركية، من خلال مقالين متتابعين، تحت عنوان "الأردن سيكون القطعة التالية في الدومينو الإيراني" لكينيث بولاك، قالت الصحيفة الأميركية إن عمان قد تكون هدف طهران وما يعرف بـ"محور المقاومة" بعد سلسلة من النجاحات منذ عام 2011 في دول عربية عدة.

وأضافت الصحيفة "سقطت بيروت في يد حزب الله، وسقطت بغداد في يد الحشد الشعبي، وسقطت صنعاء في يد الحوثيين، كما سيطرت الميليشيات الشيعية الإيرانية على دمشق، بالتالي فإن الأردن هو ضحية إيران التالية المحتملة في جولة التخريب الإقليمية".


أرجعت "ذا هيل" تحذيرها إلى أسباب عدة من بينها طول الحدود الأردنية المشتركة مع سوريا والعراق، ووجود الميليشيات الإيرانية هناك بكثافة، مستغلة الأوضاع الاقتصادية الصعبة لعمان وحالة التململ التي يعيشها معظم الأردنيين بسبب تلك الأوضاع، فضلًا عن وجود ثلاثة ملايين لاجئ سوري وعراقي، قد يتم استغلال مزاجهم الغاضب من اللجوء وتجنيدهم لاحقًا.

ثم في مقال آخر حمل عنوان "هل سيكون الأردن هدف إيران التالي؟"، قالت الصحيفة نفسها إن سياسة إيران نجحت في التدخل في الدول العربية بشكل جيد لدرجة أنه من المنطقي أن يكون الأردن ضحية طهران التالية، وهي دولة تعاني مشكلات اجتماعية واقتصادية عميقة وسخطًا عامًا في الشارع.

ووفق إندبندنت فإنه خلافًا للتقارير الأميركية شهد الخطاب الرسمي الأردني تجاه إيران في الأشهر الأخيرة تهدئة، بعد سنوات من التصعيد والاتهامات لطهران بالوقوف خلف محاولات تهريب للمخدرات واستهداف البلاد بطائرات مسيرة.

كما رصدت تحولات جذرية في الموقف الأردني تجاه طهران منذ نحو عام، إذ انقلبت التصريحات الرسمية من تحذيرات حول الخطر الإيراني إلى الحديث عن دورها في المنطقة.

وفي مقابل تحذير العاهل الأردني من الفراغ الروسي الذي سيملأه الإيرانيون ووكلاؤهم في الجنوب السوري، خرج رئيس الوزراء الأردني بشر الخصاونة، في مقابلة مع شبكة "بي بي سي"، العام الماضي ليقول إن بلاده تسعى إلى علاقات جيدة مع إيران، ولم تتعامل معها يومًا واحدًا على أنها مصدر تهديد للأمن القومي.