الثلاثاء 15 أكتوبر 2024 الموافق 12 ربيع الثاني 1446
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
عرب وعالم

مرشح بايدن لمنصب عسكري كبير يعزز سياسة واشنطن تجاه الشرق الأوسط

الرئيس نيوز

سلط موقع المونيتور الأمريكي الضوء على مرشح الرئيس جو بايدن ليصبح أكبر جنرال في البنتاجون، الجنرال سي كيو براون، وبصفة خاصة لأن هذا الترشيح يعكس نية واشنطن تعزيز نهجها الحالي لبناء التعاون العسكري بين دول الشرق الأوسط من أجل ردع الهجمات التي يشنها أعداء إقليميون.

وقال الجنرال براون ردًا على سؤال من السيناتور الديمقراطي جاكي روزن خلال جلسة استماع هدفها تأكيد اعتماده كرئيس قادم لهيئة الأركان المشتركة أمس الثلاثاء: "إنه شيء علينا الاستمرار في تقديم الدعم له" وقال براون لأعضاء لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ: "جزء من هذا الجهد هو ضمان أننا أثناء قيامنا بعملنا، نوفر لشركائنا في الشرق الأوسط القدرات اللازمة ليستطيعوا دعم الجهود المبذولة لصد العدوان الإيراني بجميع أشكاله لأن التهديدات الراهنة أصبحت أكثر تعقيدًا، وبالتالي لا يمكننا أن نكتفي بما حققناه".

جاء رد براون على سؤال للسيناتور روزين حول كيفية مواجهة هجمات إيران والاستفادة من اتفاقات أبراهام لدعم التعاون الدفاعي الإقليمي، في حالة موافقة النواب على ترشيح الرئيس بايدن للجنرال، واستشهد بمحاولة البحرية الإيرانية للاستيلاء على ناقلتي وقود في خليج عمان الأسبوع الماضي، في خطوة وصفها بأنها "تصعيد مقلق"، ما دعا نواب آخرين من كلا الحزبين إلى حث إدارة بايدن على مصادرة شحنات النفط والغاز الإيرانية الخاضعة للعقوبات.

وسعت الإدارات الأمريكية منذ أكثر من عقدين إلى بناء القدرات الدفاعية لجيران إيران، ولكن الخلافات وانعدام الثقة المستمر بين الدول العربية بالإضافة إلى القيود المفروضة على مبيعات الأسلحة الأمريكية في الخارج أعاقت تحقيق تقدم في هذا المسار، وحققت القيادة المركزية الأمريكية مكاسب ملحوظة على مدار العامين الماضيين، حيث أدخلت القوات الإسرائيلية في مناورات مع الجيوش العربية لأول مرة وشجعت قادة القوات الجوية الإقليمية على تبادل بيانات الرادار في خطوات ناشئة نحو بنية دفاع جوي وصاروخي متكاملة.

ومع ذلك، قال براون في وقت لاحق خلال جلسة الاستماع في حوار مع السيناتور ريك سكوت: "أعتقد أنه يتعين علينا أن نظل مشاركين لحلفائنا وشركائنا في جهودهم" وأكد رئيس أركان القوات الجوية السابق في مقابلته مع النواب أن هدف الولايات المتحدة لردع إيران يجب ألا يقع على عاتق البنتاجون وحده.

وقال براون للجنة مجلس الشيوخ: "الشيء الذي أفكر فيه هو الدور الذي تلعبه جميع أفرع الحكومة في الردع العام لدينا ولا يتعلق الأمر بما يفعله الجيش فحسب، بل ما نقوم به في الفضاء الدبلوماسي، وما نفعله في مجال المعلومات، وما نقوم به اقتصاديًا، وأعتقد أن كل هذه الأشياء تعمل معًا بشكل جماعي".

وتابع براون: "إذا تم التأكيد على أنني رئيس هيئة الأركان المشتركة، أعتقد أنني أتحمل مسؤولية ليس فقط تقديم المشورة العسكرية، ولكن أحتاج إلى وضعها في السياق وفهم العوامل الأخرى التي تلعب دورًا أيضًا." ويشير رد براون إلى أنه يتماشى تمامًا مع توازن إدارة بايدن بين التواصل الدبلوماسي مع طهران أثناء بناء القدرات العسكرية العربية.

وودع مسؤولو البنتاجون تحت إدارة بايدن نهج إدارة ترامب بالاعتماد على البصمات العسكرية الكبيرة في الشرق الأوسط لردع الهجمات الإيرانية، وبدلًا من ذلك اعتمدوا على توسيع المراقبة الذاتية، ورفع السرية عن المعلومات الاستخباراتية، وممارسة الانتشار السريع للقوات الرئيسية للرد على التصعيد العسكري المحتمل. 

وأشار الموقع الأمريكي إلى أن هذا النهج الذي دافع عنه براون في دوره السابق كرئيس لأركان القوات الجوية بينما يسعى البنتاجون لردع روسيا والصين وفي غضون ذلك، سعى مسؤولو إدارة بايدن إلى إقناع القادة العرب بأن الانسحاب الأمريكي من الشرق الأوسط لا يعني أن واشنطن تتخلى عن التزاماتها الأمنية في المنطقة.

وأكد براون للجنة مجلس الشيوخ يوم الثلاثاء أن "اندماج جميع الدول الآن للحديث عن هذا يوفر لنا فرصة للعمل بشكل أوثق معًا في جهودنا الجماعية لردع الأنشطة التي تقوم بها إيران،  سواء كان ذلك في مضيق هرمز في الخليج أو أي مكان آخر في الشرق الأوسط" وتضاعف إدارة بايدن من اعتمادها على نهجها الجديد في الاستجابة للأزمات في الشرق الأوسط، على سبيل المثال، في الشهر الماضي،  سارعت ثلاثة جيوش عربية بمقاتلات لإسقاط طائرات مسيرة وهمية قادمة في مناورة دفاع جوي مشتركة أقيمت في المملكة العربية السعودية بعد حضور الدبلوماسي الأمريكي البارز أنتوني بلينكين القمة الوزارية لدول مجلس التعاون الخليجي في الرياض.

وأطلقت الولايات المتحدة وإسرائيل هذا الأسبوع الإصدار الثاني من مناورات جونيبر أوك وقد مكّنت السلسلة الجديدة من المناورات الحربية للقيادة المركزية الأمريكية سلاح الجو الإسرائيلي من المشاركة في ضربات بعيدة المدى شبيهة بما جادل المسؤولون الإسرائيليون منذ فترة طويلة بأنه سيكون ضروريًا لمنع إيران من إنتاج سلاح نووي.