"مودرن دبلوماسي" يرصد جهود مصر والصين لتصنيف الإخوان تنظيما إرهابيا دوليا
لم تخفِ بكين خشيتها فور إعلان وصول جماعة الإخوان المحظورة إلى السلطة في مصر في أعقاب أحداث الربيع العربي، وذكر تقرير لموقع مودرن دبلوماسي أن خشية الصين كانت تكمن في ميول تنظيم الإخوان المعلنة بشأن تحالفهم مع الأمريكيين في مواجهة الصينيين ومصالحهم في القاهرة والمنطقة، ولذلك كانت أول رسالة حقيقية منشورة بعد ثورة 25 يناير 2011 بعنوان: "الصين تسعى للتحالف مع الإسلام السياسي ضد أمريكا"، وهي جهود صينية استباقية عبرت عن وجهة نظر الصينيين وخوفهم من أي تحالف محتمل بين الإخوان بالدرجة الأولى والجانب الأمريكي، وفق المؤشرات والإشارات باستخدام واشنطن علاقتها الوثيقة بالإخوان كورقة ضغط في مواجهة الصينيين في ضوء التقارب الكبير بين الولايات المتحدة الأمريكية ودعمها اللامحدود للإخوان.
وكانت هناك مخاوف صينية كثيرة من مواقف الإخوان المناهضة للعديد من القيم الإنسانية والحضارة وحركة التمدن العالمية، فقد حظر الإخوان، إبان وجودهم في السلطة، عروض الباليه والأوبرا، ومارسوا علانية إقصاء المرأة وكافة الأنشطة المدنية الحديثة، ما أثار غضب وقلق قادة الصين، نظرًا لاحترامهم القوي للحضارة والحداثة، وبالتالي تبنى الحزب الشيوعي الصيني وزعيمه "شي جين بينج" "مبادرة الحضارة العالمية"، وأطلق شي رسميًا مبادرة الحضارة العالمية، من أجل ربط جميع دول ودول ومناطق العالم بالحضارات القديمة مثل الصين ومصر.
وأكد التقرير أن مصر قررت أن تحافظ على طابعها الحضاري الحديث الذي يشجع عروض الباليه والفنون الرفيعة والآداب والثقافة وهذا ما حاربه الإخوان بضراوة من خلال استبعاد جميع القادة المستنيرين من وزارات الدولة للثقافة والفنون والآداب والعلوم في ذلك الوقت.
ومع الأخذ في الاعتبار أنه في حالة اتخاذ قرار تصنيف تنظيم الإخوان كتنظيم إرهابي عالمي، يتعين على وزارة الخارجية والخزانة الأمريكية إعداد سجل للفرد أو المنظمة المعنية، وبالتالي تجميد أرصدة وأصول الكيان أو الفرد في الولايات المتحدة أو في المؤسسات الواقعة تحت تأثير الولايات المتحدة والمراقبة وإخطار المؤسسات المالية الأمريكية بقرار الحظر وطلب مصادرة أرصدة الأفراد الإرهابيين المعنيين ولذلك، يتساءل الصينيون وخبراء ومراكز الإسلام السياسي عن أسباب رفض واشنطن إدراج الإخوان كمنظمة إرهابية دولية، رغم أنها الحركة التنظيمية الأم التي انبثقت منها مئات التنظيمات الإرهابية المتطرفة المصنفة رسميًا على أنها إرهابية.
وتشير المناقشات الصينية إلى العديد من علامات الاستفهام حول علاقة الولايات المتحدة الأمريكية بالمنظمات الإرهابية مثل الإخوان، ومدى وطريقة استخدامهم سياسيًا وفكريًا في مواجهة من يختلفون مع الإدارة الأمريكية مثل الصين، ومصر وغيرهما للتدخل في شؤونهم وزعزعة استقرارهم من خلال أعضاء تنظيم الإخوان المحظور في مصر والمنطقة والصين.
وأضاف التقرير: "نجد الأمم المتحدة تلجأ إلى نفسها كمنصة دولية لتصنيف عدد من المنظمات الإرهابية الدولية المتطرفة على رأس قائمة الأهداف الإرهابية المحظورة دوليًا مثل: تنظيم القاعدة في أفغانستان، والذي ينبثق أساسًا من رحم الجماعة الإرهابية المحظورة التي ولد مؤسسها أسامة بن لادن ونشأ على يدي الإخوان وبحسب اعترافه الموثق دوليًا، وهو ما دعا الأمين العام للأمم المتحدة "أنطونيو جوتيريس"، تحديدًا في أغسطس 2021، إلى "استخدام جميع الوسائل المتاحة لقمع التهديد الإرهابي العالمي المتمثل في إرهابيي أفغانستان ودول أخرى حول العالم مرتبطون بهم علما بأن هناك علاقة وثيقة ومؤكدة بين القاعدة في أفغانستان وجماعة الإخوان المحظورة في مصر والمنطقة والخليج، وهناك سياسة "الكيل بمكيالين" فيما يتعلق بتصنيف الإخوان كتنظيم إرهابي دولي، وممانعة واشنطن لا تزال لا تخفى على أحد.
وفشل حكم الإخوان في مصر والمنطقة فشلا مدويًا، مقرونًا بإسقاطهم وإزاحتهم من السلطة، وهروب وانضمام عدد من كوادرهم إلى تنظيم القاعدة في أفغانستان وانتشارهم لاحقًا في مناطق النزاع مثل اليمن والعراق وسوريا وليبيا وغيرها لذا بات تنظيم الإخوان يمثل العديد من المخاطر على أمن واستقرار مصر والمنطقة والصين بشكل أساسي، نظرًا لتمدد تلك التنظيمات المتطرفة مع حركة تركستان الشرقية الانفصالية المحظورة في الصين في شينجيانج.