التفاصيل الكاملة للقاء السري بين بوتين وغريمه الجديد قائد فاجنر
استبعد الباحث في الشؤون الدولية على رجب، أن يكون اجتماع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع قائد مجموعة فاجنر، نهاية لصراع بين الأخير مؤسسات الدولة الروسية وعلى رأسها وزارة الدفاع.
وقال للرئيس نيوز إنه على الرغم من انتهاء التمرد باتفاق وساطة بلاروسية إلا أنه لا يمكن تجاهل تداعيات ما حدث، إذ أكد خطورة الاعتماد على مجموعات ميليشياوية مهما كانت الاتفاقات المبرمة بين الطرفين،.
وأكد أن بوتين ارتبك بلا شك مما حدث واستشعر مدى المأزق الذي هو فيه، ورجح أن يكون الاجتماع ناقش دمج فاجنر في المؤسسات الأمنية الروسية، وإذا ما حدث ذلك سيبدأ بوتين في التفرغ لغريمه الصديق القديم بريجوجين.
وشدد على أن العلاقة بين الرجلين لن تعود إلى ما كانت عليه، وأن بوتين رأى أن يكون بريجوجين تحت عينيه في روسيا بدلا من أن يكون في بيلاروسيا وبالتالي من الممكن أن تحدث بينه وبين المخابرات الأوروبية والأمربكية تحديدا أي تواصل.
وكان المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف قال، الإثنين، إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أجرى محادثات مع رئيس مجموعة "فاجنر" العسكرية الخاصة يفجيني بريوجين وقادة في المجموعة، لمناقشة التمرد المسلح الذي حاولوا القيام به ضد كبار قادة الجيش.
ووفق أنديبندنت عربية وردت الأنباء عن الاجتماع أولًا في صحيفة "ليبراسيون" الفرنسية، التي قالت إن بريجوجين التقى بوتين ورئيس الحرس الوطني فيكتور زولوتوف ورئيس الاستخبارات الخارجية سيرجي ناريشكين.
ووفقًا لما قاله بيسكوف، عقد الاجتماع في 29 يونيو الماضي، بعد خمسة أيام من التمرد الذي تم القضاء عليه في مهده والذي يعتقد على نطاق واسع أنه شكل التحدي الأخطر لبوتين منذ توليه السلطة في اليوم الأخير من عام 1999.
وقال بيسكوف للصحافيين إن بوتين دعا 35 شخصًا لحضور الاجتماع من بينهم بريجوجين وقادة وحدات "فاجنر"، وإن الاجتماع استمر ثلاث ساعات.
في السياق، ظهر رئيس الأركان العامة الروسي فاليري جيراسيموف في فيديو نشر الإثنين وهو يصدر أوامر لمرؤوسين بتدمير مواقع إطلاق صواريخ أوكرانية في أول ظهور علني له منذ التمرد الفاشل في 24 يونيو.
وظهر جيراسيموف، البالغ من العمر 67 سنة، في غرفة بمقر للقيادة العسكرية وهو يجلس على مقعد من الجلد الأبيض ويترأس اجتماعًا لكبار الجنرالات بينهم رئيس الاستخبارات العسكرية ويصدر أوامره. وشارك بعض الجنرالات في الاجتماع بالفيديو.
وجاء في التقارير المقدمة إلى جيراسيموف أن القوات الروسية أحبطت هجومًا صاروخيًا أوكرانيًا على شبه جزيرة القرم، التي ضمتها روسيا من أوكرانيا في 2014، وعلى منطقتي روستوف وكالوجا أمس الأحد، وناقش كيفية رد روسيا.
وقالت وزارة الدفاع الروسية إن الفيديو أظهر جيراسيموف بينما كان يترأس الاجتماع الأحد. وأشارت الوزارة إلى جيراسيموف بوصفه رئيس الأركان العامة للقوات المسلحة الروسية وقائد القوات الروسية في أوكرانيا، وهي المهام التي كانت مسندة إليه قبل التمرد.
ويظهر الفيديو أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أبقى على أهم مسؤولين عسكريين، وهما وزير الدفاع سيرجي شويحو وغيراسيموف، في منصبيهما على رغم مطالبة يفجيني بريجوجين رئيس مجموعة "فاجنر" العسكرية الخاصة بإقالتهما خلال التمرد.
وكان تمرد بريجوجين في 24 يونيو يهدف إلى تصفية حسابات مع شويجو وجيراسيموف اللذين اتهمهما بالخيانة وعدم الكفاءة وأنهما دفعا بوتين إلى حرب خاسرة كشفت عما قال إنه فساد وحماقة في الجيش الروسي.
من جهة أخرى، قتل سبعة أشخاص في قصف روسي استهدف مركزًا لتوزيع المساعدات الإنسانية في أوريكيف، وسط أوكرانيا، إذ وصف حاكم الضربة بأنها "جريمة حرب".
وقال حاكم أوريكيف، يوري مالاشكو، اليوم الإثنين، على وسائل التواصل الاجتماعي "لقد ضربوا مركزًا لتوزيع المساعدات الإنسانية في منطقة سكنية".
وبحسب وزارة الداخلية الأوكرانية، فقد وقعت الضربة "في وقت كان المدنيون يتلقون مساعدات إنسانية".
وأتت الضربة الروسية فيما تشن كييف هجومًا مضادًا يتقدم ببطء، مطالبة الغرب بمزيد من الأسلحة مع تعرض مدنها لقصف روسي متواصل.
بعد تكبدها خسائر فادحة، تواجه القوات الروسية الهجوم بمقاومة شديدة ودفاعات قوية، فيما تفتقر أوكرانيا إلى المقاتلات وقذائف المدفعية.
وكانت القوات الأوكرانية واصلت حملتها لاستعادة المناطق التي تسيطر عليها روسيا في جنوب شرقي البلاد، الأحد، وقال الرئيس فولوديمير زيلينسكي إن قوات بلاده "أخذت بزمام المبادرة" بعد تباطؤ في وقالقتالت سابق.
وقالت نائبة وزير الدفاع الأوكراني هانا ماليار على تطبيق "تيليغرام" إن القتال العنيف اندلع في منطقتين في الجنوب الشرقي، وكتبت "نحن نعزز مكاسبنا في تلك المناطق"، وقالت إن القوات الروسية تدافع عن باخموت، بينما سجلت القوات الأوكرانية "تقدمًا" على الجانب الجنوبي من المدينة.
وأجرت محطة تلفزيون "أي بي سي" الأميركية مقابلة مع زيلينسكي قبل قمة حلف شمال الأطلسي، هذا الأسبوع في ليتوانيا، وأقر زيلينسكي بأن التقدم كان أبطأ مما أراده هو وجنرالات الجيش، لكنه قال إن القوات الأوكرانية هي التي أخذت بزمام المبادرة، وقال "كلنا نريد أن نفعل ذلك بشكل أسرع لأن كل يوم يعني خسائر جديدة للأوكرانيين. نحن نتقدم. لسنا عالقين"، مشيرًا إلى أن الجيش تغلب على "بعض الركود" في الأشهر السابقة.
وقالت وزارة الدفاع الروسية إن قواتها صدت التقدم الأوكراني بالقرب من باخموت، إذ أصبح القتال صعبًا "ليس فقط بسبب كثافة النيران والمعارك اليومية، ولكن أيضًا بسبب التضاريس".