الخميس 21 نوفمبر 2024 الموافق 19 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
عرب وعالم

الحرب التجارية.. هل عادت وزيرة الخزانة الأمريكية من بكين خالية الوفاض؟ ‏

الرئيس نيوز

ذكرت صحيفة "ذي هيل" السياسية التي تصدر من واشنطن العاصمة أن وزيرة الخزانة ‏الأمريكية، جانيت يلين، دعت مجددًا إلى عدم ترك "الخلافات" تتسبب في "تدهور غير مجدٍ" ‏للعلاقات بين واشنطن وبكين، مشددة، خلال مباحثاتها الأخيرة مع رئيس الوزراء الصيني لي ‏تشيانج، على أن فك الارتباط بين الاقتصادين "مستحيل عمليًا".‏

وخلال أول زيارة لها إلى الصين منذ تولي مهام منصبها عام 2021، قالت وزيرة الخزانة ‏الأمريكية: "نسعى إلى منافسة اقتصادية سليمة، لا يحصد الأقوى فيها كل الغنائم، مع مجموعة من ‏القواعد المنصفة يمكن أن يستفيد منها البلدان مع الوقت">

وكذلك، دعت إلى عدم ترك "الخلافات" ‏تتسبب "بتدهور غير مجد" للعلاقات بين البلدين وتأتي تصريحات جانيت يلين بينما يدعو ‏سياسيون أمريكيون منذ أشهر إلى "فك الارتباط" بين الاقتصاد الأمريكي والصيني بهدف خفض ‏اعتماد واشنطن على الدولة الآسيوية العملاقة، وسط تصاعد الخلافات الجيوسياسية. ‏

وشددت يلين على وجوب توخي الحذر، مؤكدة، أمام عدد من مسؤولي شركات أمريكية، أن "فك ‏الارتباط بين أكبر اقتصادين في العالم سيؤدي إلى زعزعة الاقتصاد العالمي".

ومن جانبه، يري ‏‏"لي تشيانج" تحسنا محتملًا في العلاقات بعد فترة صعبة".

وقال مخاطبًا يلين "أمس حين وصلتِ ‏إلى مطارنا وخرجت من الطائرة، رأينا قوس قزح.. أعتقد أن هذا يمكن أن ينطبق أيضا على ‏العلاقات بين الصين والولايات المتحدة"، مضيفا "بعدما شهدنا فترة من الرياح والمطر، يمكننا ‏بالتأكيد أن نرى قوس قزح".‏

وكانت وزيرة الخزانة استهلت زيارتها التي تستغرق أربعة أيام لبكين الجمعة بالدعوة إلى إجراء ‏إصلاحات للسوق في ثاني أكبر اقتصاد في العالم.

ونوهت إلى أن الولايات المتحدة وحلفاءها ‏سيقاومون ما وصفتها "بممارسات اقتصادية غير عادلة" للصين.

وأدلت يلين بهذه التصريحات في ‏اجتماع مع شركات أمريكية لها أنشطة في الصين، بعد اجتماع أجرته في الصباح مع كبير ‏مسئولي الاقتصاد في الصين سابقا ليو خه المقرب من الرئيس شي جين بينج. ‏

وتأتي زيارة يلين في إطار سلسلة من الزيارات هدفها تهدئة التوتر بين واشنطن وبكين بعد أن ‏أسقط الجيش الأمريكي منطادا تابعا للحكومة الصينية فوق الولايات المتحدة.

وزار وزير الخارجية ‏الأمريكي، أنتوني بلينكن، الصين الشهر الماضي، واتفق مع رئيسها على أن المنافسة بين الجانبين ‏ينبغي ألا تتحول إلى صراع.

ومن المتوقع أن يزور جون كيري مبعوث الرئيس الأمريكي جو ‏بايدن للمناخ الصين في وقت لاحق من الشهر الجاري.‏

وتأتي الدفعة الدبلوماسية الأمريكية قبل اجتماع محتمل بين بايدن وشي في قمة مجموعة العشرين ‏بنيودلهي في سبتمبر المقبل، أو في اجتماع منظمة التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادي ‏المقرر عقده في نوفمبر تشرين الثاني بسان فرانسيسكو.

وقالت يلين إنها تزور الصين لتعزيز ‏التواصل والعمل من أجل "علاقة مستقرة وبناءة" بين البلدين، فيما أوضحت أن واشنطن ستعمل ‏على حماية مصالح أمنها القومي وحقوق الإنسان.‏

وأضافت في كلمة مكتوبة “نعتقد أن من مصلحة البلدين التأكد من أن لدينا خطوط اتصال مباشرة ‏وواضحة على مستويات عليا”.

وذكرت أن تبادل الزيارات المنتظم يمكن أن يساعد كلا البلدين ‏على مراقبة المخاطر الاقتصادية والمالية في وقت يواجه فيه الاقتصاد العالمي "معوقات مثل ‏حرب روسيا غير الشرعية في أوكرانيا والآثار المستمرة للجائحة".‏

وأضافت جانيت يلين أنها ستوضح للمسؤولين الصينيين أن واشنطن لا تسعى إلى "فصل كامل ‏لاقتصاداتنا"، لكنها ستثير المخاوف بشأن استخدامهم للدعم الموسع للشركات المملوكة للدولة ‏والشركات المحلية، والعقبات التي تحول دون دخول شركات أجنبية إلى الأسواق، و"الإجراءات ‏العقابية" الأخيرة ضد الشركات الأمريكية.

كما عبرت يلين عن قلقها بشأن ضوابط التصدير ‏الجديدة التي تفرضها الصين على الجاليوم والجرمانيوم، وهما معدنان مهمان يستخدمان في ‏تقنيات مثل أشباه الموصلات.

وقالت إن واشنطن لا تزال تقيم تأثير هذه الخطوة، لكنها أكدت على ‏الحاجة إلى "سلاسل إمداد مرنة ومتنوعة".‏

إصلاحات طال انتظارها ‏

تناولت يلين أيضا الاقتصاد الصيني المخطط مركزيًا، ودعت بكين إلى العودة إلى الممارسات ‏القائمة على السوق التي عززت نموها السريع في السنوات الماضية.

وقالت كبيرة مسؤولي البنك ‏المركزي الأمريكي السابقة لرجال الأعمال الأمريكيين "التحول نحو إصلاحات السوق سيكون في ‏مصلحة الصين".

وأضافت "النهج القائم على السوق ساعد في تحفيز النمو السريع في الصين ‏وساعد على انتشال مئات الملايين من الناس من براثن الفقر. إنها قصة نجاح اقتصادي رائعة".‏

وأشارت يلين إلى أن الطبقة المتوسطة الهائلة والمتنامية في الصين توفر سوقا كبيرة للسلع ‏والخدمات الأمريكية.

وأكدت أن الإجراءات التي تستهدف واشنطن بها الصين تستند إلى مخاوف ‏تتعلق بالأمن القومي.‏

وقالت: "نسعى للتنوع وليس الفصل.. فصل أكبر اقتصادين في العالم من شأنه أن يزعزع استقرار ‏الاقتصاد العالمي، وسيكون من المستحيل عمليا التعامل معه".

وعبر مسؤولون أمريكيون عن ‏توقعاتهم أيضا بأن تتحدث يلين عن مخاوف بشأن تأثير قانون مكافحة التجسس الصيني الجديد ‏على الشركات الأمريكية، وأن تحذر بكين من عواقب إمداد روسيا بمساعدات قاتلة.‏

ومن المتوقع أن يعبر مسؤولون صينيون عن مخاوفهم بشأن خطط إدارة بايدن للحد من ‏استثمارات الشركات الأمريكية في الصين في وقت يتعافى فيه الاقتصاد الصيني من الإغلاق ‏بسبب فيروس كورونا ببطء أكثر مما كان متوقعا، كما أن سوق العمل تتعرض لضغوط.‏