"سينما العيلة".. محتوى اجتماعي لايت يواجه أفلام البلطجة
بدأت السينما المصرية مؤخرا تسير في اتجاه جديد يميل لتقديم أعمال تتناسب مع كافة أفراد الأسرة، أو كما يطلق عليها مؤخرا "سينما العيلة" التي تميل لتقديم محتوى اجتماعي لايت أو لايت كوميدي، وتجنبت السينما المصرية خلال الفترة الأخيرة تقديم محتوى دموي به جرائم أو بلطجة.
وخلال موسم سينما عيد الأضحى المستمر حتى الآن، شهدت المنافسة وجود 4 أفلام تضم فيلمين بتصنيف عائلي مفتوح هما "بيت الروبي" و"تاج"، وفيلمين تصنيف +12 عام هما "البعبع" و"مستر إكس"، بالإضافة لفيلم مصري يعرض في الخليج حاليا بعد رفعه من دور العرض المصرية قبل موسم عيد الأضحى وهو فيلم "شوجر دادي" الذي يحمل تصنيف عام.
قصة وأبطال فيلم بيت الروبي
فيلم "بيت الروبي" بطولة كريم عبد العزيز، نور اللبنانية، كريم محمود عبد العزيز، تارا عماد، سمر جابر والطفلين معاذ جاد ولوسيندا، وضيوف الشرف محمد عبد الرحمن توتا، سارة عبد الرحمن، شريف دسوقى، حاتم صلاح، محمود السيسى، مصطفى أبو سريع، وقصة وسيناريو وحوار محمد الدباح وريم القماش وإخراج بيتر ميمى.
ويعالج فيلم بيت الروبى في إطار كوميدي قضية تحكم مواقع التواصل الاجتماعي في العديد من الأمور الحياتية، وانتشار مسمى مهنة الأنفولنسر بقوة خلال السنوات الأخيرة، وذلك من خلال زوجين تسببت السوشيال ميديا في أزمة كبيرة في حياتهما جعلهما يبتعدان عن القاهرة والعيش في طابا، وبعد عودتهما إلى القاهرة للانتهاء من بعض الأوراق يقرران مواجهة المجتمع وتخطى أزمتها ولكن تعود السوشيال ميديا للوقوف أمامهما.
فيلم تاج
ويقدم تامر حسني شخصية بطل خارق يحمل رسالة إيجابية للأسرة، ينقل الجمهور لعالم من الخيال والتشويق، حيث يتبع قصة بطل خارق يدافع عن العدالة والخير في مواجهة قوى الشر، بطريقة كوميدية، يستهدف "تاج" جميع شرائح المشاهدين من العائلات والأطفال، معززًا قيم المحبة والتكاتف، وقد حاز على نصيب الأسد من إيرادات موسم عيد الأضحى.
خالد عبدالجليل: الرقابة دائما تراعى الأسرة والأطفال
يقول الدكتور خالد عبدالجليل رئيس الرقابة على المصنفات الفنية، أن الرقابة دائما تراعى الأسرة والأطفال، مضيفا أن إلى أن أفلام موسم عيد الأضحى، حصل اثنان منها على تصنيف عام لكل الأسرة وللكبار والصغار، وفيلمين آخرين حصلا على تصنيف 12+.
أضاف عبدالجليل أن الرقابة على المصنفات لا تهتم بتقييم المحتوى مثل النقاد، ولكن دورها رقابي على المحتوى المقدم للجمهور، وهناك محاذير للحفاظ على القيم والعادات والاصرة المصرية بكل أعمارها.
أردف عبدالجليل، أن عصر السوشيال ميديا والتكنولوجيا الذي نعيشه، أصبح الطفل صاحب الـ10 أعوام مراهقا، لأنه أصبح من خلال الأدوات الحديثة يعلم كل شىء، لذلك لا نعتبر صاحب الـ12 عاما طفلا بمفهوم الطفولة، لأنه أصبح يفهم ويعى جيدًا ما يقدم على الشاشة ويشاهد ويتعلم كل شىء، ولذلك يتم وضع التصنيف العمري +12 ليتناسب مع هذا السن.
طارق الشناوي: سينما الأسرة حققت نجاح وإيرادات كبيرة في دول الخليج
يقول الناقد الفني طارق الشناوي، تدور قصة فيلم "بيت الروبي" حول موضوع في غاية الأهمية، وهو تأثير السوشيال ميديا على الأسرة المصرية، مشيرا أن الفيلم يجمع بين القيمة الفنية والتجارية ويحقق المعادلة الصعبة، ويضيف: كريم عبدالعزيز ممثل من طراز خاص وقادر على تقديم كافة الأدوار، واختياره لفيلم "بيت الروبي" اختيار موفق جدا لأنه عمل يختلف عن كل أعماله القادمة.
ويضيف الشناوي أن السينما المصرية مؤخرا بدأت تقديم أعمال تتناسب مع كافة فئات الأسرة المصرية والعربية ايضا، مشيرا أن هناك أعمال عرضت مؤخرا برغم عدم تحقيقها نجاح في مصر، إلا أنها حققت نجاح وإيرادات كبيرة في دول الخليج، لأنها أعمال لايت كوميدي تتناسب مع كافة أفراد الأسرة.
أردف الشناوي أنه كان يرفض ما يسمى بالسينما النظيفة، مؤكدا أن هذا المصطلح انتشر في مرحلة معينة في الوسط الفني، ولكنه مصطلح غير دقيق ولا يصح أن نطلقه على السينما، لأنه يهين الأعمال الأخرى التي لا تحمل نفس المصطلح.
وأضاف أن ما يسمى بسينما العائلة أو سينما الأسرة هو المصطلح الأنسب والأفضل، لأن هذا التصنيف يتناسب مع الأعمال التي لا تحمل محتوى به ألفاظ خارجة أو جرائم، ولكن هذا لا يعني أن تكون هذه النوعية فقط هي المقدمة للجمهور، لأن السينما يجب أن تنوع موضوعاتها المقدمة.
أنهى الشناوي حديثة، مؤكدا أن الأفلام التي تحمل تصنيف، عمري هي أيضا تناسب أفراد الأسرة، ولكن يتم وضع التصنيف طبقا لدور الرقابة التي ترى أحيانا أن هذا العمل لا يتناسب مع سن معين لما به من ألفاظ أو إيحاءات معينة، ولذلك يتم وضع تصنيف عمري عليها.
محمد نبيل: مواسم الأعياد هي أنسب مواسم سينمائية يمكن أن تقدم بها أفلام عائلية
الناقد السينمائي محمد نبيل تحدث عن سينما العيلة قائلا: الأفلام المطروحة حاليا أغلبها يأخذ طابع السينما العائلية، مشيرا أن أفلام "بيت الروبي" و "البعبع" و "تاج" طرحت للجمهور العام بدوم ملاحظات رقابية، وأضاف أن الرقابة بدأت مؤخرا تشدد في دخول الجمهور للسينما طبقا للتصنيف العمري.
وأضاف أن أفلام "بيت الروبي" و "البعبع" يتواجد ضمن فريق العمل أطفال كانوا محرك كبير للعائلات لدخول هذه الأفلام وتحمس الأطفال لمشاهدة هذه الأفلام.
أردف أن مواسم الأعياد هي أنسب مواسم سينمائية يمكن أن تقدم بها أفلام عائلية، وقال: موضوع الدراما العائلية أصبح موجودا منذ فترة في الدراما وحاليا دخل إلى السينما عن طريق الشركة المتحدة وسينرجي، وهو موسم مناسب جدا للجميع لتقديم هذه النوعية من الأعمال التي تناسب كافة الأجيال وترضي كل الأسرة، وقال أن في الخارج تتواجد هذه النوعية سواء في الدراما أو السينما، وترتبط بالأعياد والمناسبات، ومنها على سبيل المثال خلال عيد الهالوين يتم تقديم أعمال الرعب، وقال أن السينما العالمية تقدم نوعية الأفلام العائلية بشكل مكثف ولكن في مواسم معينة وبعيدة تماما عن الشكل التجاري، وتحمل عمق فني وقضايا تمس الأجيال المختلفة.
إيرادات أفلام موسم عيد الأضحى
وحصدت السينما المصرية مجمعة خلال موسم عيد الأضحى وحتى اليوم 116 مليون جنيه في منافسة شباك التذاكر، وجاء ترتيب الإيرادات على النحو التالي:
- بيت الروبى 73 مليونًا و900 ألف جنيه فى أسبوعين عرض
- تاج يحقق 27 مليونًا و900 ألف جنيه فى أسبوع عرض
- البعبع يحصد 21 مليونًا و375 ألف جنيه فى أسبوع عرض
- مستر إكس يحقق 13 مليونًا و600 ألف جنيه فى أسبوع عرض.