الخميس 21 نوفمبر 2024 الموافق 19 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

عاجل| الاحتلال الإسرائيلي يواصل العدوان على جنين.. والمقاومة تكشف استراتيجيتها

الرئيس نيوز

لا يزال جيش الاحتلال الإسرائيلي يشن هجمات على الشعب الفلسطيني الأعزل في مدينة جنين، فيما تعهد رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو بالاستمرار في العملية الأمنية إلى حين تنفيذ أهدافها، بينما تواصل مصر جهودها لعدم تفاقم الأمور.

وأسفر العدوان حتى اللحظة عن ارتقاء 11 شهيدا إضافة لما يقارب الـ100 إصابة بينهم 17 بحالة خطرة، وتدمير جزء كبير من المخيم وتهجير مئات العائلات الفلسطينية.

ورغم حملات الإدانة العربية والدولية الكبيرة لما أسموه بـ”الجريمة” الإسرائيلية البشعة التي ترتكب بحق المخيم وسكانه، إلا أن الاحتلال وحكومته المتطرفة برئاسة بنيامين نتنياهو، لا تزال لم تجد الضغط الكافي لوقف العمل.

مصر بدأت التحرك رسميًا بهذا الجانب، وقالت مصادر فلسطينية رفيعة، إن القاهرة تجري اتصالات مكثفة مع إسرائيل لوقف هجومها الواسع النطاق في جنين شمالي الضفة الغربية.

وكانت الخارجية المصرية أصدرت بيانا في وقت سابق أكدت فيها إدانتها بأشد العبارات “الاعتداء الذي قامت به القوات الإسرائيلية على مدينة جنين بالضفة الغربية المحتلة”، وأكد البيان “رفض مصر الكامل للاعتداءات والاقتحامات الإسرائيلية المتكررة ضد المدن الفلسطينية، وما تسفر عنه من وقوع ضحايا أبرياء من المدنيين في استخدام مفرط وعشوائي للقوة، وانتهاك سافر لأحكام القانون الدولي والشرعية الدولية، لاسيما القانون الإنساني الدولي الذي يفرض التزامات واضحة ومحددة على إسرائيل باعتبارها القوة القائمة بالاحتلال”.


 وحذرت مصر من المخاطر الجسيمة للتصعيد الإسرائيلي المستمر ضد الفلسطينيين، وما يؤدي إليه من تأجيج لحالة الاحتقان ومفاقمة معاناة الشعب الفلسطيني، وتقويض للمساعي المبذولة من جانب مصر والشركاء الإقليميين والدوليين لخفض التوتر في الأراضي المحتلة.

ووفق موقع الرأي، كان الجيش الإسرائيلي أعلن فجر الاثنين إطلاق عملية عسكرية واسعة النطاق في مخيم جنين، تعد الأكبر منذ 20 عاما، واستعان الجيش بآلاف الجنود ومئات المركبات والطائرات المسيّرة.

وتصدت المقاومة في جنين للعدوان بالرصاص والعبوات الناسفة، وأسقطت طائرتين مُسيرتين لجيش الاحتلال، وأكدت وقوع إصابات بين الجنود.

السلطة الفلسطينية كذلك كان لها موقفًا “حاسمًا” بهذا الأمر فقررت القيادة الفلسطينية وقف جميع الاتصالات واللقاءات مع الجانب الإسرائيلي، والاستمرار في وقف التنسيق الأمني.

جاء ذلك في بيان صدر عن الاجتماع الطارئ الذي عقدته القيادة الفلسطينية برئاسة محمود عباس في مقر الرئاسة بمدينة رام الله، الإثنين، لبحث العدوان الإسرائيلي المتواصل على مدينة جنين ومخيمها.

وقررت القيادة، دعوة الأمناء العامين لاجتماع طارئ، للاتفاق على رؤية وطنية شاملة وتوحيد الصف لمواجهة العدوان الإسرائيلي والتصدي له، مؤكدةً على حق شعبنا في الدفاع عن نفسه، وأن مهمة السلطة بمؤسساتها المختلفة هي حماية الشعب الفلسطيني، ووضع جميع إمكاناتها لهذا الغرض، وعلى الجميع تحمل مسؤولياته في هذا المجال، مع التأكيد على الالتزام بالشرعية الدولية والقانون الدولي.

في المقابل، دعت حركة “حماس” إلى توسيع ساحات الاشتباك والمواجهة مع إسرائيل، ردًا على ما قالت إنه مجزرة إسرائيلية في جنين، مؤكدة في ذات الوقت على ربط جبهات “المقاومة في المنطقة” استعدادًا للرد.

كما دعا القيادي الأخر في “حماس” صالح العاروري، المقاومين في مدينة ومخيم جنين إلى محاولة أسر جنود الاحتلال المقتحمين للمخيم، مشددًا على أن الاحتلال سيخرج مهزومًاـ قائلًا: ”الهجوم على جنين حلقة جديدة من عدوان الاحتلال على شعبنا وكانت واضحة معالمه منذ فترة"، مشيرًا إلى أن جيش الاحتلال سيقع بالكمائن، التي أعدها المقاومون.

وأضاف: ”نحن نضرب الاحتلال في أي وقت ومكان نختاره، وقبل أيام أطلق صاروخ قسام من جنين”، مؤكدًا أنه سيخرج من جنين جارًا أذيال الهزيمة، معربًا عن ثقته بالمقاومة من كل الفصائل بصد العدوان.

وشدد العاروري على أن المعركة في الضفة الغربية هي معركة مصير، لأن الاحتلال يستهدف القدس والأقصى، وتهجير شعبنا في الضفة، وسحق حلم الفلسطينيين في الحرية. 

وفي ذات السياق أكد مصدر قيادي في حركة الجهاد الإسلامي، أن المواجهة مع الجيش الإسرائيلي ستنتقل إلى ساحات أخرى وعلى العدو أن يتوقع في كل لحظة مزيدًا من عمليات المقاومة التي ستكشف عجز الاحتلال وتعري صورته من جديد.

وبنظرة تحليلية لما يجري في جنين ومخيمها، يقول المحلل السياسي عدنان الصباح، حسبما ذكر الموقع إن ما يجري على الأرض هو استعراض قوة ولاسيما أن الاحتلال دفع بكم كبير من القوات والطاقات والآليات والطائرات لمخيم لا تزيد مساحته عن نصف كيلومتر ويستخدم أدوات مقاومة بدائية.

ويضيف: ”حكومة الاحتلال المتطرفة تهدف من العدوان لإيقاع أكبر قدر من الشهداء والدمار لأخذ صورة لجمهورها وناخبيها بأنها استعادت مكانتها؛ وتوقف الأصوات الناقدة لها على حساب الدم الفلسطيني، مؤكدًا أن المقاومة قادرة على الإمساك بزمام الأمور وحشر الاحتلال في الزاوية، معتبرًا أن “القضاء على المقاومة محاولة يائسة لا يمكن أن تنجح”.