بعد 13 سنة من القطيعة.. تسلسل زمني للتطبيع الكامل بين مصر وتركيا
تطبيع كامل، توج بإعلان تبادل السفراء، بين مصر وتركيا، في خطوة تم التوصل إليها بعد شهور من المفاوضات، مرت بمحطات مفصلية، وأنهت 13 عاما من القطيعة الدبلوماسية.
وفيما أعلنت فيه وزارة الخارجية التركية، اليوم، تعيين صالح موتلو شين، سفيرا لدى القاهرة، صدر عن الأخيرة قرار مماثل عينت بموجبه عمرو الحمامي سفيرا لها في أنقرة.
خطوة على مسار استعادة العلاقات بين مصر وتركيا، اعتبرتها القاهرة أنها تعكس عزم البلدين المُشترك على العمل نحو تعزيز علاقاتهما الثنائية لمصلحة الشعبين.
وبحسب بيان وزارة الخارجية التركية اليوم، فإن البلدين رفعا مستوى العلاقات بينهما تماشيًا مع اتفاق بين الرئيسين رجب طيب أردوغان وعبد الفتاح السيسي.
تقارب البلدين
مرت العلاقات بين مصر وتركيا بسنوات من القطيعة بدأت في 2013، تراجع خلالها التمثيل الدبلوماسي لكل منهما إثر اتهام القاهرة أنقرة بدعم جماعة الإخوان الإرهابية.
لكن العام الماضي بدأت عملية التقارب بين مصر وتركيا بمحادثات استكشافية بين وزارتي الخارجية، وتصريحات إيجابية من المسؤولين الأتراك.
وفي 11 يونيو الماضي، أكد وزيرا خارجية البلدين خلال اتصال هاتفي أهمية استمرار مساعي تطوير العلاقات، بحسب بيان صادر عن وزارة الخارجية المصرية.
وذكرت الخارجية المصرية أن الوزير سامح شكري أجرى اتصالًا لتهنئة نظيره التركي هاكان فيدان على توليه المنصب، مشيرة إلى أنه عبَّر عن تطلعه للعمل بشكل مشترك من أجل استمرار مسار تطوير العلاقات الثنائية بين البلدين، وعودتها إلى طبيعتها.
وبحسب الخارجية، تناول الاتصال ملفات التعاون الثنائي، وتبادل الزيارات على مختلف المستويات، فضلًا عن عدد من القضايا محل الاهتمام المشترك.
وذكرت أن الوزير التركي أكد لشكري أهمية المضي قدمًا في الدفع بمسيرة استعادة كامل العلاقات بين البلدين، مؤكدة أن فيدان رحب ببداية التواصل مع نظيره للعمل نحو تعزيز التفاهم والمصالح المشتركة تحقيقًا لمصالح الشعبين المصري والتركي.
اتفاق رئاسي
وفي 29 مايو الماضي، اتفق الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال اتصال هاتفي مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان، على البدء الفوري في ترقية العلاقات الدبلوماسية بين الدولتين وتبادل السفراء.
وبحسب بيان وزارة الخارجية التركية، فإن السيسي وأردوغان اتفقا على تعيين سفراء بين مصر وتركيا، لافتةً إلى بحث الجانبين الخطوات التي من شأنها تعميق العلاقات التركية المصرية على كافة الأصعدة وفي مقدمتها الاقتصاد.
واتفقت تركيا ومصر، أبريل الماضي، على إطار زمني محدد للارتقاء بالعلاقات الدبلوماسية بين البلدين، وسط استعداد لعقد قمة بين الرئيسين التركي والمصري، بحسب وزير الخارجية المصري.
وبدأت المباحثات بين كبار مسؤولي وزارتي خارجية مصر وتركيا في عام 2021، وتسارعت وتيرة تطبيع العلاقات بين مصر وتركيا بعد مصافحة بين السيسي وأردوغان، في الدوحة، على هامش افتتاح كأس العالم لكرة القدم في نوفمبر الماضي.
زيارات متبادلة
كما تحدث الزعيمان هاتفيا بعد يوم من الزلزال المدمر الذي ضرب تركيا في 6 فبراير الماضي، وأودى بحياة نحو 48 ألف و500 شخص في هذا البلد، فيما زار شكري في الشهر ذاته تركيا والتقى نظيره (السابق) جاويش أوغلو، في رسالة تضامن كانت بمثابة خطوة جديدة على طريق استعادة العلاقات الطبيعية بين أنقرة والقاهرة.
حينذاك، اعتبر وزير الخارجية التركي السابق مولود جاويش أوغلو أن تطور العلاقات بين تركيا ومصر يصب في مصلحة الطرفين، مؤكدا أن مصر دولة مهمة بالنسبة للعالم العربي والشرق الأوسط وفلسطين.
وفي 18 مارس، أجرى أوغلو زيارة رسمية إلى مصر تلبية لدعوة شكري، ليكون بذلك أول وزير خارجية تركي يزور القاهرة منذ 11 عامًا.