بوريل: يتعين على أوروبا إعادة التفكير في معالجتها للصراعات الجديدة
أكد الممثل السامي للشئون الخارجية والسياسة الأمنية بالاتحاد الأوروبي جوزيف بوريل، اليوم الاثنين، أنه يتعين على الاتحاد الأوروبي إعادة التفكير في رؤيته ومعالجته للصراعات الناشئة على المسرح الدولي، والتهديدات التي تحدق بأمن أوروبا والعالم.
وقال بوريل في مقال نشرته دائرة العمل الخارجي التابعة للاتحاد الأوروبي، عبر موقعها الرسمي، اليوم إن قضايا الأمن تتغير باستمرار وتأخذ أبعادًا جديدة.. يرتبط الأمن بالتهديدات والصراعات.. واليوم لدينا أنواع قديمة وجديدة من الصراعات والحروب المرئية وغير المرئية.. وبصفتنا الاتحاد الأوروبي، نحتاج إلى رؤية المشهد بأكمله وربط النقاط والعمل كوحدة واحدة.
وأضاف أن الأمن ظل مرتبطًا في الغالب في أذهان الناس بالتهديدات العسكرية والقدرات الدفاعية، ولكن مع احتدام الأزمة الروسية الأوكرانية، من الواضح أن هذا النوع من الصراع، للأسف، لم ينته بعد، كما أننا أصبحنا نرى أيضًا "الحرب بوسائل أخرى"، كما قال عنوان كتاب روبرت بلاكويل وجينيفر هاريس، تستخدم فيها المزيد من الدول جميع أنواع الأدوات، باستثناء القوة العسكرية، للتأثير أو الإكراه أو محاولة المضي قدمًا.
وتابع بوريل أن مفهوم الأمن في الوقت الحاضر يتغير ويتوسع، وفي هذه الأيام يتم وضع العديد من الصفات قبل اسم الأمن: نسمع عن أمن الطاقة والمناخ والأمن السيبراني والأمن الغذائي والأمن الاقتصادي، إلخ، وفي الأسبوع الماضي عقدنا المؤتمر السنوي لمعهد الاتحاد الأوروبي للدراسات الأمنية، هذا المؤتمر هو المكان والوقت الذي يجتمع فيه المجتمع الاستراتيجي في أوروبا ويناقش التهديدات التي نواجهها، وما يمكننا فعله حيالها.
وأردف: "بالنسبة لي، كانت هذه فرصة جيدة لتحديد ما يعنيه الأمن وإقامة بعض الروابط مع الاتصال المشترك بشأن الأمن الاقتصادي الذي تم تقديمه في الأسبوع السابق، وكانت أيضًا مناسبة جيدة لشكر مدير المعهد المنتهية ولايته جوستاف ليندستروم، على عمله الجيد خلال السنوات الخمس الماضية والإعلان عن تعيين ستيفن إيفيرتس مديرًا جديدًا للمعهد".
وأوضح بوريل أنه يتعين على أوروبا أن تنظر إلى العوامل التي تشكل المشهد العالمي الجديد من حيث الاتجاه نحو المنافسة الاستراتيجية ثنائية القطب بين الولايات المتحدة والصين التي تنتشر في جميع المجالات، إلى جانب الفوضى متعددة الأقطاب وتزايد الإصرار وسلوك التحوط من قبل البلدان الناشئة.
وقال: "من الناحية الأمنية، نرى حروبًا قديمة وجديدة على حد سواء: حرب وحشية شديدة الشدة على أعتاب بيوتنا وسباق تسلح في جميع أنحاء العالم، وفي أوروبا ارتفع الإنفاق الدفاعي بنسبة 30% منذ عام 2013، لكنه ارتفع في آسيا بنسبة 45% وإذا كان الناس ينفقون المزيد على الدفاع، فذلك لأنهم يشعرون بعدم الأمان، في الوقت نفسه نرى تزايد الحروب المختلطة وتسليح كل شيء".
ومن وجهة النظر الاقتصادية، أضاف كبير الدبلوماسيين الغربيين أن العالم أصبح يرى الآن تحولًا في النموذج من أولوية الأسواق المفتوحة إلى أولوية الأمن؛ ومن نهج "في الوقت المناسب" إلى "فقط في حالة"، وقال: "وسط كل هذه التطورات، أصبح لدى أوروبا منافسة متزايدة على المواد الخام المهمة، خاصة تلك اللازمة للتحول الأخضر، وأخيرًا، فيما يتعلق بالتكنولوجيا، نرى منافسة استراتيجية على التفوق التكنولوجي، التكنولوجيا هي أداة للقتال وساحة للقتال فيها، هذا عالم تنافسي قوي وسياسي، وفي عالم من العمالقة، أنت بحاجة إلى الحجم والقوة للبقاء على قيد الحياة: يجب أن يكون لدى أوروبا الطموح لتكون قطبًا وأن تعمل كوحدة واحدة".