الكرملين يبدأ تفكيك إمبراطورية قائد فاجنر
كشفت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، أن الرئاسة الروسية (الكرملين) بدأت في تفكيك "إمبراطورية" يفجيني بريجوجين، قائد مجموعة فاجنر شبه العسكرية الروسية الخاصة، والتي تتضمن ليس فقط قوات مأجورة ولكن أيضا جناحا إعلاميا دعائيا وشركة على الإنترنت سيئة السمعة للتدخل في الانتخابات بالولايات المتحدة.
وغاب بريجوجين عن الأنظار منذ موافقته السبت الماضي على وقف تمرده والذهاب إلى بيلاروسيا. وعلى الرغم من أن الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو أكد وصول بريجوجين إلى مينسك، إلا أنه لم يره أحد.
ورأت الصحيفة أن مسألة انهاء عمليات فاجنر أو إعادة هيكلتها أو الاستيلاء عليها تشكل تحديا للحكومة الروسية.
ففي أفريقيا، على سبيل المثال، سعت روسيا إلى طمأنة القادة الذين اعتمدوا على فاجنر بأن الشركة ستستمر في العمل، لكن ليس من الواضح ما إذا كان ذلك ممكنا مع قطع تدفق الأموال العامة عن بريجوجين.
بالإضافة إلى ذلك، يعتمد الجيش الروسي على بريجوجين في الإمداد والتموين للجنود الذين يقاتلون في أوكرانيا ولا يمكن للجيش تحمل تعطيل ذلك.
على صعيد آخر، اعتقلت السلطات الروسية الجنرال سيرجي سوروفيكين، نائب قائد الحرب في أوكرانيا، وفقا لمسئولين في المخابرات الأمريكية، لكنهم قالوا إنه من غير الواضح ما إذا كان اعتقاله مؤقتا أم أنه سيواجه عقوبة كشريك في تمرد فاجنر.
وأدار بريجوجين مجموعة إعلامية، تضم شبكة من المواقع والمدونات التي عززت رسائله عبر المنصات عبر الإنترنت وازدهرت على منصة "تليجرام"، ما سمح له وللمجموعة بتعزيز صورتهما العامة.
وبعد تمرده، أعلنت السلطات الروسية إغلاق جميع مواقع بريجوجين عبر الإنترنت.
وأشارت الصحيفة إلى أن الإغلاق استغرق بضعة أيام فقط، لكن الشركات الأخرى، مثل شبكة تجنيده الواسعة للمقاتلين في جميع أنحاء روسيا، وعملياته في جميع أنحاء إفريقيا والشرق الأوسط، وشركته للتموين -وهي العمود الفقري للإمبراطورية بأكملها- سيكون حلها أصعب بكثير، إن لم يكن مستحيلا.
وباعتراف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، حصل بريجوجين على ما لا يقل عن مليار دولار في العام الماضي من خلال عقود منحتها الحكومة لتوريد مواد غذائية لعشرات الآلاف من الجنود على خط المواجهة في أوكرانيا.
وكانت هذه العقود الأداة الرئيسية لروسيا لتمويل بريجوجين وأنشطته.
ولفتت الصحيفة إلى أنه سيكون من الصعب استبدال مورد بهذا الحجم، خاصة وأن المقاتلين الروس يحاولون صد هجوم مضاد أوكراني.
وعلى الرغم من أن بوتين قال إنه سيسمح لمقاتلي فاجنر بالانضمام إلى بريجوجين في بيلاروسيا، إلا أن المؤشرات الأولية تشير إلى أنه من المحتمل أن يتم تقليص المجموعة بطريقة جذرية، حيث عرض بوتين على مقاتلي فاجنر ثلاثة خيارات: إما الرحيل مع بريجوجين، أو الانضمام إلى القوات النظامية الروسية، أو العودة إلى أوطانهم.