ما هي قوات فاجنر التي تمردت على بوتين؟
بعد التطورات الأخيرة في روسيا، حيث سيطرت قوات “فاجنر” غير الرسمية، على مدينة روستوف الاستراتيجية، التي يستخدمها الجيش الروسي في الدعم اللوجستي، لقواته في حربه على أوكرانيا، تجلت تساؤلات حول هوية تلك القوات، ومدى سندها القانوني.
يقول تقرير نشره موقع “بي بي سي” إن بدايات تشكيل مجموعة فاجنر، كان عبر ضابط سابق بالجيش الروسي يدعى دميتري أوتكين، البالغ من العمر 51 عاما، ويُعتقد أنه هو من أسس شركة "فاجنر" وأعطاها اسمها - تيمنا بلقبه أو اسمه الحركي السابق حين كان ضابطا.
أوتكين من قدامى المحاربين في حروب الشيشان، وضابط سابق في القوات الخاصة وكذلك في المخابرات العسكرية الروسية.
بدأت مجموعة فاجنر العمل لأول مرة أثناء ضم روسيا لشبه جزيرة القرم في عام 2014، كما تقول تريسي جيرمان، أستاذة الصراعات والأمن في جامعة كينجز كوليدج بلندن.
تضيف: "يُعتقد أن مرتزقتها هم من الرجال (بالزي الأخضر) الذين احتلوا المنطقة..ثم دعم حوالي ألف منهم الميليشيات الموالية لروسيا التي تقاتل من أجل السيطرة على منطقتي لوغانسك ودونيتسك".
أما صموئيل راماني، الزميل المشارك في معهد رويال يونايتد سيرفيسز، يقول: "تُجند فاجنر بشكل أساسي قدامى المحاربين الذين يحتاجون إلى سداد الديون وتغطية تكاليف الحياة..إنهم يأتون من مناطق ريفية حيث توجد فرص أخرى قليلة أمامهم لكسب المال".
بينما تقول تريسي جيرمان: "إن إدارة جيش من المرتزقة يتعارض مع الدستور الروسي.. لكن رغم ذلك فإن فاجنر توفر للحكومة قوة تستطيع إنكارها والتنصل منها.. إذ يمكن أن تتدخل فاجنر في الخارج ويمكن للكرملين أن يقول ببساطة: لا علاقة لنا بالأمر".
ووفق تقرير الموقع: “يعتقد البعض أن وكالة الاستخبارات العسكرية الروسية (GRU)، تمول وتشرف سرا على مجموعة فاجنر”. وتتخذ من مولكينو بجنوب روسيا، قاعدتها التدريبية. ونفت روسيا باستمرار أن يكون لفاجنر أي صلة بالدولة.
كشف التقرير عن رابط أخر بين المجموعة وأحد الأوليغارش الروس، ألا وهو يفجيني بريجوزين، المعروف باسم "طباخ بوتين"، ذاك اللقب الذي أطلق عليه لأن بداياته كانت كصاحب مطعم ومتعهد طعام للكرملين، كما أنه هو من يقود التمرد الحالي في روسيا.
وتعمل شركة ايفرو بوليس التي يملكها بريحوزين في مجال خدمات الإطعام ومن بين زبائنها الجيش الروسي.
وتخضع العديد من شركات بريجوزين حاليا لعقوبات أمريكية بسبب ما تصفه واشنطن بـ "نفوذه السياسي والاقتصادي الخبيث في جميع أنحاء العالم".
بدأت مجموعة فاجنر العمل في سوريا عام 2015، حيث قاتلت إلى جانب القوات الموالية للحكومة، وعملت أيضا على حراسة حقول النفط.
وتنشط المجموعة في ليبيا منذ 2016. ويُعتقد أن ما يصل إلى ألف مرتزق من فاجنر شاركوا في الاقتتال الذي داء على تخوم العاصمة الليبية طرابلس في العام 2019.
ودعيت مجموعة فاجنر إلى جمهورية أفريقيا الوسطى عام 2017 لحراسة مناجم الماس، كما وردت تقارير إعلامية تفيد بأن المجموعة تنشط كذلك في السودان، حيث تعمل على حراسة مناجم الذهب.
قالت وزارة الخزانة الأمريكية في عام 2020 إن مجموعة فاجنر كانت "بمثابة غطاء" في هذه البلدان لشركات التعدين المملوكة لبريجوزين، مثل إم إنفست ولوبي إنفست، وجراء ذلك فرضت عليها العقوبات.
وفي الآونة الأخيرة دُعيت مجموعة فاجنر من قبل حكومة مالي في غرب أفريقيا لتوفير الأمن ضد الجماعات الإسلامية المتشددة. وقد كان لوصول المجموعة إلى مالي أثر على قرار فرنسا بسحب قواتها من البلاد عام 2021.
ويقول صموئيل راماني، الزميل المشارك في معهد رويال يونايتد سيرفيسز، إن مجموعة فاغنر لديها حوالي 5 آلاف مرتزق يعملون في جميع أنحاء العالم.
ما هي الجرائم التي يُزعم أن فاجنر قد ارتكبتها؟
اتهمت الأمم المتحدة والحكومة الفرنسية مرتزقة فاجنر بارتكاب عمليات اغتصاب وسطو ضد المدنيين في جمهورية أفريقيا الوسطى، وجراء ذلك فرض الاتحاد الأوروبي عقوبات عليهم.
وقالت الأدميرال هايدي بيرج، مديرة الاستخبارات في الجيش الأمريكي، فرع قيادة أفريقيا: "إن استخدام مجموعة فاجنر المتهور للألغام الأرضية والفخاخ المتفجرة يضر بالمدنيين الأبرياء".