ما هي أهمية مدينة روستوف الروسية التي سيطرت عليها قوات فاجنر؟
قال قائد قوات “فاجنر” الروسية شبه العسكرية، يفجيني بريحوجين، السبت إن جميع المواقع العسكرية الروسية قي مدينة روستوف، باتت تخضع لسيطرة مجموعته، لكن برز تساؤل أخر عن أهمية المدينة.
ما أهمية روستوف؟
وفق موقع “بي بي سي”، يعتقد معهد دراسات الحرب الأمريكي، أن بريجوجين يهدف إلى تغيير القيادة داخل وزارة دفاع الكرملين، لكنه يشير إلى أنه من غير المرجح أن ينجح لأن الكرملين يبدو معارضا لعمله.
رغم ذلك، فإن أي محاولة من فاجنر للسيطرة على روستوف يمكن أن يكون لها تأثير على الحرب في أوكرانيا، لأن روستوف هي موطن قيادة المنطقة العسكرية الجنوبية الروسية، والتي كانت أساسية لجهود الحرب الروسية.
ومجموعة فاجنر هي منظمة شبه عسكرية تقاتل إلى جانب القوات الروسية في أوكرانيا. إلا أن بريجوجين أصبح في الأشهر الأخيرة صريحًا بشكل متزايد في انتقاداته للقيادة العسكرية الروسية.
قال بريجوجين في رسالة صوتية نُشرت على منصة التواصل الاجتماعي "تليجرام"، إن "الشر الذي تحمله القيادة العسكرية الروسية يجب أن يتوقف".
قال: "أولئك الذين قتلوا أبناءنا وعشرات الآلاف من أرواح الجنود الروس [في الحرب في أوكرانيا] سيعاقبون".
أضاف: "أطلب منكم عدم المقاومة. أي شخص يفعل ذلك سيعتبر تهديدًا لنا وسيتم تدميره. ينطبق ذلك على أي نقاط تفتيش وطيران على طريقنا".
تابع قائلًا: "السلطة الرئاسية والحكومة والشرطة والحرس الروسي سيعملون كالمعتاد".
وقال: "هذا ليس انقلابًا عسكريًا بل مسيرة نحو العدالة. أفعالنا لا تؤثر على القوات (الروسية) بأي شكل من الأشكال".
ذكرت وسائل إعلام رسمية روسية، أن جهاز الأمن الفيدرالي الروسي، فتح قضية جنائية ضد بريجوجين، متهمًا إياه بـ "الدعوة إلى عصيان مسلح". وذكرت وكالة أنباء انترفاكس الروسية أن الكرملين قال أيضًا إنه يجري اتخاذ "الإجراءات الضرورية".
أوضح أن هذا لا يعيق القيادة الروسية للعمليات العسكرية الخاصة في أوكرانيا.
كانت السلطات الروسية عززت الإجراءات الأمنية في العاصمة موسكو ومناطق أخرى بعد أن وجهت إلى زعيم مرتزقة فاجنر تهمة الدعوة إلى "عصيان مسلح".
كما قال حاكم ليبيتسك إن الطريق السريع "إم 4" أغلق على الحدود بين منطقتي ليبيتسك وفورونيج.
قال في وقت سابق إن قافلة عسكرية روسية كانت على الطريق السريع.
ووجه يفجيني بريجوجين انتقادات حادة إلى قادة الجيش الروسي بالأمس متهما إياهم بشن هجوم صاروخي مميت على قواته في أوكرانيا.
وعقب إعلان السلطات الروسية فتح تحقيق مع بريجوجين، تعهد الأخير بأن "يذهب حتى النهاية" وأن "يدمّر كل ما يعترض طريقه"، مؤكدا أن قواته دخلت الأراضي الروسية.
وحث حاكم إقليم روستوف المحاذي للحدود الأوكرانية السكان على البقاء في منازلهم.
كذلك زعم قائد فاجنر أن قواته أسقطت مروحية روسية.
وكان يفجيني بريجوجين قد قال، إن "الشر" في القيادة العسكرية الروسية يجب أن يتوقف، وتعهد بـ"السير نحو تحقيق العدالة".
ومن جهتها، نفت السلطات الروسية الضربة الصاروخية وطالبته بوقف "الأعمال غير القانونية".
وقال المتحدث باسم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، إنه كان على علم بالوضع وأنه تم اتخاذ جميع الإجراءات اللازمة.
ويمثل ذلك تصعيدًا مذهلًا للتوتر الداخلي داخل روسيا.
تعزيزات أمنية في موسكو
وقالت وزارة الدفاع الروسية في بيان إن "جميع التقارير التي نشرها بريجوجين على مواقع التواصل الاجتماعي" عن الضربات الروسية على معسكرات لفاغنر "غير صحيحة وهي استفزاز إعلامي".
يأتي ذلك بعد رسالة بالفيديو في مايو، وقف خلالها بريجوجين محاطًا بجثث قواته ووبخ وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو - وكذلك رئيس الأركان العامة فاليري غيراسيموف - لعدم تزويد جماعته بالذخيرة الكافية.
قال بريغوجين في وقت سابق الجمعة، إنه تم شن الحرب في أوكرانيا "حتى يتولى شويغو رتبة المارشالً".
أضاف: "وزارة الدفاع تحاول خداع الجمهور وخداع الرئيس وإخبار قصة عن وقوع عدوان مجنون من قبل أوكرانيا وأن أوكرانيا - مع كتلة الناتو بأكملها - كانت تخطط لمهاجمتنا".