الجمعة 20 سبتمبر 2024 الموافق 17 ربيع الأول 1446
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
عرب وعالم

ملف الغواصات الفرنسية.. رئيس وزراء أستراليا: لم أكذب على ماكرون.. فقط لم أبلغه الحقيقة

الرئيس نيوز

قال رئيس الوزراء الأسترالي السابق سكوت موريسون إن انسحابه من صفقة الغواصات مع فرنسا بقيمة 90 مليار دولار كان سببه الرئيسي عدم ثقته في الرئيس الأمريكي جو بايدن، وليس الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.

وكشف موريسون في كتاب سيصدر قريبًا، أنه لم يتخلى عن الفرنسيين، وأنه اضطر للتخلي عن صفقة الغواصات الفرنسية من طراز أوكوس بعد أن علم أن الرئيس الأمريكي لا يرغب في أن تتم تلك الصفقة لاعتبارات دفاعية وحسابات خاصة بواشنطن، ووفقًا لخدمة "إم إس إن" الإخبارية، قال موريسون: "حينها كانت معارضة واشنطن هي الكلمة الأخيرة التي تحدد مصير الصفقة، وتجبرنا على ضغط المكابح وعدم المضي فيها".

مشكلة عميقة
وأوضح سكوت موريسون أنه لم يندم ولو لثانية واحدة بعد أن فسخ عقد شراء غواصات ضخم مع فرنسا في عام 2021 لصالح توقيع اتفاق مع واشنطن ولندن، قائلًا إنه لم يبلغ الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون حتى اللحظة الأخيرة وفي نسخة منقحة من كتاب الصحفي "ريتشارد كيرباج" تحمل عنوان "التاريخ السري للعيون الخمس" وهو تحالف استخباراتي يشمل كلّ من الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وكندا وأستراليا ونيوزيلندا.

وأضاف رئيس الوزراء الأسترالي السابق "كنت أعلم أنه إذا أتممت الصفقة، فمن الواضح أنه سيكون لها تأثير على العلاقة مع فرنسا وذكر أنه فعل كل شيء ليخفي عن فرنسا أنه كان يتفاوض على عقد آخر سرًا بينما أكد أنه لم يكذب على الرئيس الفرنسي، إلا عن طريق الإغفال.

وألغت حكومة المحافظين الأسترالية السابقة فجأة في سبتمبر 2021 عقدًا بقيمة 90 مليار دولار أسترالي (56 مليار يورو) لغواصات من المجموعة البحرية الفرنسية، مفضلة شراء الغواصات البريطانية أو الأمريكية التي تعمل بالطاقة النووية، في إطار تحالف استراتيجي يسمى أوكوس وأثارت هذه الواقعة غضب فرنسا وخلقت أزمة ثقة خطيرة لدى باريس مع كل من كانبرا ولندن وواشنطن.

واعتبارًا من عام 2020، كانت المناقشات على المستوى الفني جارية بين أستراليا وواشنطن، كما كشف سكوت موريسون، معربًا عن قلقه من التأخيرات المحتملة في إنتاج الغواصات الفرنسية والتهديد المتزايد من الصين في بحر الصين الجنوبي وقال حسب مقتطفات من الكتاب: "إذا كان هناك وقت لاتخاذ قرار بشأن الحصول على غواصات تعمل بالطاقة النووية، فقد كان الآن أو لن يحدث أبدًا.

كما ذكر موريسون أنه تم الاتصال به على هامش اجتماع مجموعة السبع في يونيو 2021 من قبل إيمانويل ماكرون الذي أراد مناقشة عقد مجموعة نافال الصناعية أثناء خروج موريسون من اجتماع سري بشأن أوكوس مع الرئيس الأمريكي جو بايدن ثم رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون وخلال مأدبة عشاء بعد بضعة أيام في الإليزيه، أخبر سكوت موريسون الرئيس الفرنسي "بوضوح" بمخاوفه بشأن التأخير في العقد الفرنسي واعترف المسئول الأسترالي السابق "الآن هل أخبرته أننا سنقوم بتوقيع اتفاق أوكوس؟ لا" معتبرا أن" عدم إخباره ليس كالكذب عليه".

وكان سكوت موريسون يخشى قبل كل شيء أن تنهار الصفقة مع واشنطن ولندن، على الرغم من التأكيدات الشفوية التي قدمها البلدان. وهو على وجه الخصوص لم يرغب في منح الفرنسيين الوقت لـ "إنهاء صفقة" أوكوس. قال سكوت موريسون إن اليوم السابق للإعلان عن شراكة أوكوس "كان أطول ليلة في ولايتي بأكملها" التي شهدت بدء وباء كوفيد وحرائق الغابات الكارثية التي اجتاحت أستراليا في عامي 2019 و2020. واعتقد موريسون أن التداعيات السياسية للفشل كانت ستكون "كارثية".