احتجاجا على صورة سليماني.. وزير الخارجية السعودي يغادر مكتب نظيره الإيراني في طهران
اضطرت وسائل الإعلام الإيرانية الرسمية للتعتيم على كافة أنباء زيارة وزير الخارجية السعودي بعد حادث دبلوماسي ترك النظام الإيراني في موقف لا يحسد عليه.
وكان الأمير فيصل بن فرحان قد وصل إلى طهران مطلع الأسبوع الجاري وعقد على الفور اجتماعا مع نظيره الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، تلاه مؤتمر صحفي مشترك.
وبحسب صحيفة "إيران إنترناشيونال"، أدرك الوزير السعودي أنه يقف أمام صورة لواء الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني، وهو كبير مهندسي الحروب الإيرانية بالوكالة في الشرق الأوسط، بما في ذلك دوره البارز في تسليح الحوثيين في اليمن ضد المملكة العربية السعودية.
وطلب الأمير فيصل على الفور تغيير مكان المؤتمر الصحفي وقام مسرعًا بمغادرة الغرفة وامتثل الجانب الإيراني في محاولة لعدم تشويه العلاقات السعودية الإيرانية التي أعيد إحياؤها حديثًا برعاية صينية بين البلدين بعد سنوات من التوتر الذي عزل النظام الإيراني في المنطقة.
وقُتل سليماني في غارة جوية في يناير 2020 بأمر من الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب - انتصار للكثيرين في المنطقة الذين رأوا أنفسهم ضحية لعهده الإرهابي.
والتقى الأمير فرحان لاحقًا بالرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، على الرغم من عدم وجود أي شيء تقريبًا حول الاجتماع على المواقع الإخبارية الحكومية صباح الاثنين باستثناء عدد قليل من المواقع المستقلة نسبيًا التي نقلت أخبار الحادث في المؤتمر الصحفي، بما في ذلك التعليقات الانتقادية.
وحتى في السعودية، تجنب الإعلام الواقعة المحرجة، ولم تحمل وكالة الأنباء السعودية سوى رسالة قصيرة ورسمية من كلا الاجتماعين، ولم تقل شيئًا سوى البيانات الدبلوماسية الرسمية ولم تشر إلى صورة سليماني من قريب أو بعيد.
وانتقد السياسي الإصلاحي عباس عبدي الواقعة ساخرًا، فقال: "إذا وافق وزير الخارجية السابق محمد جواد ظريف على الطلب السعودي لنقل المؤتمر الصحفي إلى غرفة أخرى، لقامت القيامة ضده ولكان المتشددون قد أثاروا الجحيم، لكن لأنهم الآن في السلطة، فقد مرت الواقعة بهدوء".
وفي لقائه بالأمير فيصل، كرر الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي خطاب الجمهورية الإسلامية المناهض لإسرائيل قائلًا: “النظام الصهيوني ليس عدو الفلسطينيين فحسب، بل هو أيضًا تهديد لجميع المسلمين”.
وتابع: أن “تطبيع العلاقات بين بعض الدول مع هذا النظام لا يساهم في زعزعة الأمن فحسب، بل يتعارض أيضًا مع الرأي العام الإسلامي”.
يذكر أن المملكة العربية السعودية امتنعت حتى الآن عن الانضمام إلى اتفاقات إبراهيم وإقامة علاقات دبلوماسية مع إسرائيل، على عكس بعض حلفائها المقربين مثل البحرين والإمارات العربية المتحدة وعندما أعلنت الرياض وطهران في مارس عن موافقتهما على إعادة العلاقات، اعتقد البعض أن المملكة العربية السعودية تريد خلق توازن إقليمي في سياستها الخارجية قبل الانضمام إلى اتفاقات إبراهيم.
وتحاول الولايات المتحدة أيضًا تشجيع الرياض، لكن لا توجد مؤشرات على اتخاذ قرار حتى الآن لأن إيران شجعت الفلسطينيين على الانخراط في مواجهات عسكرية مع إسرائيل منذ مارس.
ونقل موقع "إيلنا" الإخباري شبه الرسمي في طهران، وهو أحد المواقع القليلة التي تغطّي هذا الموضوع، عن الأمير فرحان قوله لرئيسي إن "بعض دول العالم لا تريد السلام والتقدم في المنطقة ومع ظهور حسن النية بين إيران والمملكة العربية السعودية وفي العالم الإسلامي، تصبح الإنجازات غير المحدودة ممكنة، كما يضمن عدم تدخل أي دولة أجنبية في المنطقة".
ومع ذلك، في المؤتمر الصحفي المشترك، بعث وزير الخارجية السعودي برسالة واضحة إلى إيران فيما يتعلق بتوقعات بلاده من الانفراجة ورفضه التصوير في غرفة بها صورة سليماني.
وقال وزير الخارجية السعودي: "أود أن أشير إلى أهمية التعاون بين البلدين في مجال الأمن الإقليمي، وخاصة أمن الملاحة البحرية.. وأهمية التعاون بين جميع دول المنطقة لضمان خلوها من أسلحة الدمار الشامل".