الخميس 21 نوفمبر 2024 الموافق 19 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

جماعة الإخوان الإرهابية بين مطرقة أزمة التنظيم وسندان تراجع القدرات

الرئيس نيوز

نشر معهد واشنطن، وهو من المؤسسات البحثية المرموقة في الولايات المتحدة، تحليلًا بعنوان: "جماعة الإخوان.. بين مطرقة أزمة التنظيم وسندان تراجع القدرات"، مشيرا إلى أن العديد من الأزمات الداخلية المستمرة داخل تنظيم الإخوان تسببت تصدعات وانشقاقات وانحساره عن دائرة الضوء.

وتابع التحليل: "في السنوات الأخيرة، تعامل الإخوان في مصر مع أزمات عديدة كجماعة سياسية، لا سيما في مواجهة ضغوط كبيرة بسبب رفض الشارع المصري ومع ذلك، فقد واجه التنظيم كذلك تحديات داخلية متزايدة أيضًا، مما أدى إلى تقويض أي فرصة لاستمراره في تقديم نفسه كجماعة سياسية معارضة ويجدر النظر في القرارات الداخلية التي دفعت بالإخوان خارج الحياة السياسية المصرية وطوال تاريخهم، برزت الإخفاقات التنظيمية الداخلية في جميع أزمات التنظيم السياسية وقد ازداد الأمر سوءًا مع سعي المجموعة للحصول على مكانة دولية، وواجهت الحركة صعوبات في التعامل مع الحكومات الوطنية بعد أن ثبت بأكثر من دليل أنهم يشكلون تهديدًا للدولة وكان تنظيمهم مصدرًا للتطرف والوعي الاجتماعي المشوه لأكثر من 90 عامًا.

ومع ذلك، فقد تعثر الإخوان أيضًا بسبب الانقسامات الداخلية منذ عام 2013، فأخذوا يغرقون في أزمة تلو الأزمة ووصلت الانقسامات اللاحقة في القيادة التنظيمية إلى ذروتها في عام 2021، عندما انقسمت المجموعة إلى تيارين رئيسيين ومجموعات مختلفة أصغر ومع انتقال قيادة التنظيم إلى الخارج، أصبحت مشاكل الهيكل الداخلي أكثر وضوحًا واجهت المجموعة عقبتين رئيسيتين في هذا الصدد. 

أولًا، كان هناك صراع بين الفصائل المختلفة حول الاختصاصات الخاصة بهيئتين إداريتين، هما مجلس الشورى المصري ومجلس الشورى العام. 

ثانيًا، واجهت المجموعة تنسيقًا أمنيًا إقليميًا يهدف إلى تقويض تماسكها التنظيمي وفي ظل هذه الظروف، تظل الخلافات حول ملء الفراغ القيادي مشكلة مستمرة.

كما شهدت الحركة تراجعًا في قيمها، وعلى الرغم من التأكيد الأيديولوجي للجماعة على مبادئ الطاعة داخل التنظيم والجهود المبذولة لإلقاء التحديات على الهيكل الهرمي على أنها مثيرة للفتنة وفاسدة أخلاقيًا، إلا أن الاستقرار الداخلي داخل الإخوان لم يتحسن وفيما يتعلق بالإيديولوجيا، لطالما استخدمت الجماعة حجج مفكريها المركزيين، حسن البنا وسيد قطب، لإلقاء اللوم في أي مكان إلا على الإخوان أنفسهم وخلال التطور الأولي لجماعة الإخوان، اتبعت الجماعة بشكل أساسي كتابات البنا فيما يتعلق بالسلطة والحكم والدولة، ومع ذلك ثبت أن هذا الإطار غير مناسب للتعامل مع التغييرات المستمرة في النظام العالمي وداخل الدولة القومية وبدلًا من معالجة أوجه القصور الأيديولوجية هذه، ودون وجود خطة واضحة، اعتقد بعض أعضاء المجموعة أنه من المهم للجماعة أن تنأى بنفسها عن العمل السياسي وتتجه بدلًا من ذلك إلى الوعظ والتوجيه الاجتماعي.

وباستخدام رواية قطب، أصبح الإخوان أكثر اقتناعًا بأن العالم الخارجي مخطئ وتروج مؤلفات قطب لفكرة أن الإسلام عانى من الجاهلية المجتمعية وكذلك من العداء على المستوى العالمي، ونتيجة لذلك يجب أن يُمنح زمام السلطة للقادة الفاضلين فقط وبهذه الأيديولوجية الموروثة عن البنا وقطب، فسّر التنظيم إخفاقاته السياسية على مر السنين على أنها نابعة من بيئة غير مناسبة والعديد من العلل المجتمعية وهذا يحد بشكل فعال من أي جهود لتقييم التنظيم من الداخل، بما في ذلك مبادرة إنشاء لجنة "الأهداف والوسائل".

ما تبقى هو خطاب راكد مع مرور الوقت، وهو خطاب تهيمن عليه الآن موضوعات المشقة والتضحية والعناية الإلهية وهناك قدر أقل من الالتزام المفروض على الذات للبقاء في التنظيم وانخفاض الولاء لمركز واحد للقيادة ولم تتمكن الأساطير التنظيمية من ترسيخ تماسك المجموعة، مما يشير إلى تحول أوسع في القيم التنظيمية، حيث استنزفت المجموعات الأصغر داخل مجلس الشورى قدراتها الجماعية.

وتعكس الأزمات الداخلية لجماعة الإخوان رأسمالها الاجتماعي المتضائل مع تآكل دوائر النخبة القيادية واستمرار مغادرة الأعضاء ونفض أيديهم من تراب الإخوان وأصبح إيجاد مسارات للخروج من الأزمة شبه مستحيل.