ما بعد أبومازن.. تمهيد الطريق لدور أكثر بروزًا لمحمد دحلان في المرحلة الانتقالية الفلسطينية
ذكرت صحيفة “آراب ويكلي” اللندنية أن غالبية المباحثات والمناقشات الأخيرة في القاهرة بين الفصائل الفلسطينية قد أسفرت عن شبه إجماع على تجاوز الجمود القيادي الحالي الناجم عن رفض الرئيس محمود عباس (أبو مازن) إجراء انتخابات أو تقديم آفاق جديدة لحل القضية الفلسطينية.
ويُنظر إلى هذا الإجماع على أنه يمهد الطريق لمحمد دحلان، زعيم الحركة الإصلاحية داخل فتح، للعب دور بارز في أي مرحلة انتقالية بعد محمود عباس.
وينظر معظم الخبراء إلى أبو مازن على أنه فقد من رصيد المصداقية بين الفلسطينيين خاصة بعد تأجيل الانتخابات دون مبررات مقنعة وقد أدى السخط على قيادة عباس المتعثرة إلى انقسام فتح وإلى بحث عاجل بين كوادر الحركة عن بدائل.
وفي هذا السياق، أصبح استبدال عباس الهدف الأساسي للفلسطينيين داخل فتح والفصائل الأخرى وأدت المناقشات العديدة التي أجرتها الجماعات الفلسطينية إلى إبراز اسم دحلان ويُنظر إلى زعيم الحركة الإصلاحية على أنه يتمتع بقدر كبير من النفوذ داخل فتح ويحافظ على علاقات جيدة مع حماس والجهاد وباقي الفصائل المسلحة كما أنه يتمتع بصلات وعلاقات جيدة في العالم العربي.
لكن الخبراء يعتقدون أن أهم ما لديه هو على الأرجح قدرته على دفع عملية السلام مع إسرائيل، خاصة إذا دخل في أي مفاوضات تسوية نهائية بدعم فلسطيني وإقليمي وفي الوقت الحالي، يكرس دحلان جهوده لتسوية الخلافات الداخلية داخل فتح، بالإضافة إلى المساعدة في تخفيف معاناة المحاصرين في غزة.
وقالت مصادر فلسطينية إن الفصائل الفلسطينية التي اجتمعت مؤخرا في القاهرة ناقشت تثبيت الهدنة في غزة لمدة عشر سنوات وحل الخلافات بين حماس والجهاد الإسلامي.
وأكدت المصادر أن المرحلة المقبلة ستشهد دورًا فعالًا يلعبه دحلان، الذي قيل إنه منع حماس من الانجرار إلى الجولة الأخيرة من القتال بين إسرائيل وحركة الجهاد الإسلامي ومن المرجح أن يركز دحلان في المستقبل القريب على سد الفجوة بين الفصائل الفلسطينية وحشد الأموال الخارجية لغزة في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة في القطاع. في غضون ذلك، سيكون المراقبون متيقظين لتحركاته التالية وهو يفكر في لعب دور قيادي على الساحة الفلسطينية.