التعليم تطلق مسابقتي «المبرمج الصغير» للمرحلة الابتدائية.. و«المبتكر الصغير» لجميع المراحل
التعليم هو الشأن الأهم في بناء الإنسان والمستقبل، هذا ما أكده رئيس مجموعة طلال أبو غزالة الدولية، الدكتور طلال أبو غزالة أن مصر تمثل أهمية كبيرة بالنسبة للأمة العربية.
جاء ذلك خلال المحاضرة التي ألقاها طلال أبو غزالة اليوم عبر تقنية الفيديو كونفرانس بعنوان "التحول الرقمي في التعليم" من مقر وزارة التربية والتعليم، بحضور الدكتور رضا حجازي وزير التربية والتعليم والتعليم الفني واللواء مختار عبداللطيف رئيس الهيئة العربية للتصنيع.
وتم الاتفاق خلال اللقاء على إطلاق مسابقة "المبرمج الصغير" لطلاب المرحلة الابتدائية باسم الدكتور طلال أبو غزالة، كما تم الإعلان عن إطلاق مسابقة "المبتكر الصغير" لجميع المراحل التعليمية، حيث تمنح مؤسسة أبو غزالة العالمية، بالتعاون مع الهيئة العربية للتصنيع جوائز المسابقتين، على أن يتم تشكيل لجنة ممثلة من الوزارة ومن مؤسسة أبو غزالة العالمية، لوضع معايير وآليات المسابقتين، وسيتم الإعلان عنها بداية سبتمبر المقبل.
كما تم الاتفاق على إطلاق مسابقة "المعلم التقني" للوصول بأداء الطلاب للحد الأقصى، على أن يتم وضع معايير، ووصف للمعلم في هذه المسابقة.
وأعرب أبو غزالة عن سعادته لإتاحة الفرصة لإلقاء هذه المحاضرة ومخاطبة قادة التعليم في مصر، كما أعرب عن فخره بالمؤسسة التعليمية المصرية وعلى رأسها الدكتور رضا حجازي وزير التربية والتعليم، والجهود المبذولة من أجل تطوير العملية التعليمية.
واستعرض الدكتور طلال أبو غزالة، خلال المحاضرة، مراحل تطوير تصنيع الكمبيوتر، وصولًا إلى إنتاج برمجيات المعلومات والذكاء الاصطناعي، موضحًا أن الذكاء الاصطناعي ما هو إلا برنامج متطور في نظام برمجة الكمبيوتر، وهو من أهم الموضوعات العلمية المثارة حاليًا في العالم بأسره، مؤكدًا ضرورة تعلم الطفل البرمجة بدءًا من المرحلة الابتدائية، وليس استخدام الكمبيوتر والإنترنت فقط.
وأشار الدكتور طلال أبو غزالة إلى أن هناك ضرورة حتمية بإتاحة البيئة المناسبة، وتغيير دور المعلم، ليصبح الموجه والمرشد الفني والتقني، وتغيير نظام التلقين، مؤكدًا أنه حان الوقت لهذه الثورة التي تفرض التغيير.
كما أشار إلى أن شات (GPT) يعد اختراعا عظيمًا ومفيدًا، ولكن يجب وضع الضوابط له، فضلًا عن وجود رقابة على الإنترنت، مشيرًا إلى أن هناك شركات كبرى تعمل على تقديم اقتراحات خاصة بمعالجة هذا الأمر.
كما تحدث عن أن هناك دراسات حول منع سيطرة (الروبوت) في الفترة القادمة على العالم، ودراسات أخرى حول كيفية التعايش معه والتحكم فيه، وهذا يتطلب المزيد من الوعي لأنه قادم ويحتاج إلى معالجة.
كما أشار إلى أن التحول الرقمي في التعليم سيجعل التعليم في المستقبل ينتقل من الحفظ إلى الابتكار، ومن التعليم إلى التعلم، مشيرًا إلى أن دور المعلم هام في إدارة الحوار مع الطلاب، ومناقشتهم، ومساعدة الطلاب على الإبداع، بالإضافة إلى ضرورة أن يستخدم المعلم التقنيات التكنولوجية الحديثة.
من جانبه، رحب الدكتور رضا حجازي، باللواء مختار عبد اللطيف رئيس الهيئة العربية للتصنيع، والدكتور طلال أبو غزالة، مثنيًا على مجالات التعاون المشتركة في مجال تطوير التعليم قبل الجامعي.
وأوضح الوزير أن اللقاء اليوم يستهدف مناقشة الرؤية الدولية المستقبلية للتحول الرقمي في التعليم والذكاء الاصطناعي في العالم، وليس في مصر فقط، مشيرًا إلى أهمية حضور قيادات التعليم بمصر، والمعنيين بشئون التعليم للاستماع إلى هذه المحاضرة الهامة، للمضي قدمًا في المسار الصحيح لتطوير العملية التعليمية في مصر.
وأكد الدكتور رضا حجازي أنه في ظل التحول الرقمي والذكاء الاصطناعي تغير شكل التعليم في العالم، وتغيرت شكل ومواصفات وظائف المستقبل، وعليه فإن وزارة التربية والتعليم المصرية تبذل جهودا كبيرة لتطوير المناهج التعليمية وفقًا لنظام التعليم الجديد ودمج التحول الرقمي في التعليم بالشكل الذي يحقق نواتج التعلم المرجوة.
وأضاف وزير التربية والتعليم، أن التقنيات الرقمية الحديثة بوتيرتها المتسارعة قد أصبحت واقعا في الحياة اليومية، وبات لها أثر واضح وملموس في جميع المجالات، مما يجعل التحول الرقمي في التعليم ضرورة حتمية ووجودية في مختلف مراحل التعليم، مشيرًا إلى أن الوزارة تعمل على دمج المواد التعليمية الرقمية، وتعدد المصادر، وتطوير دور المعلم وأدائه ومهاراته المختلفة؛ من أجل أن يصبح دوره مواكبًا لمصادر التعليم المختلفة، وكذلك مواصفات المبنى المدرسي ومواكبته لهذا التغيير، بجانب تغيير طرق التقييم والاختبارات، حيث أن حصول الطالب على شهادة ليس هو الهدف الأساسي ولكن لابد من امتلاك الجدارة التي تؤهل للعمل، وتتوافق مع المواصفات المطلوبة لخريجي المستقبل.
وأشار الوزير إلى أن الهدف الأسمى هو إنتاج المعرفة والوصول بأداء الطلاب للحدود القصوى واستثمارها من خلال ممارسة الطلاب للأنشطة، ومن ثم تظهر مواهب وإبداعات الطلاب، وبذلك يتحقق التعلم المنتج للإبداع.
كما أشار الوزير إلى أنه من خلال التحول الرقمي والتقدم التكنولوجي تستطيع الوزارة معالجة التحديات التي تواجه التعليم، باستخدام آليات تقنية حديثة فى تقديم الخدمات.
ومن جانبه، أكد اللواء مختار عبد اللطيف رئيس الهيئة العربية للتصنيع، أن هناك العديد من الشراكات والتعاون مع وزارة التربية والتعليم، من أجل خدمة العملية التعليمية.
كما أعرب عن سعادته بهذا التعاون، مشيرًا إلى استعداد الهيئة لتقديم كافة أوجه الدعم وتسخير الإمكانات، من أجل المشاركة في تطوير العملية التعليمية، مؤكدا تطلع الهيئة إلى المزيد من التعاون المشترك خلال الفترة المقبلة.
وفي ختام اللقاء، قدم الدكتور رضا حجازي درع الوزارة للدكتور طلال أبو غزالة، تكريمًا وتقديرًا له، كما قدم درع الوزارة للواء مختار عبد اللطيف رئيس مجلس إدارة الهيئة العربية للتصنيع، تقديرًا للتعاون الوثيق بين الهيئة والوزارة.
وحضر اللقاء من مؤسسة أبو غزالة، سمر اللباد نائب الرئيس والمدير التنفيذي، وصلاح أبو عصبة رئيس مجلس المديرين، والمهندس أحمد فتحي المدير التنفيذي لتكنولوجيا المعلومات، وطارق الخطيب المدير التنفيذى بالمؤسسة.
وحضر من الهيئة العربية للتصنيع، اللواء مهندس أحمد عبد العزيز رئيس مجلس إدارة مصنع الإلكترونيات، والعميد محمود عبد الهادي مدير مكتب رئيس الهيئة العربية للتصنيع.
وعبر الفيديو كونفرانس حضر مديرو المديريات التعليمية بجميع المحافظات، ومديري الادارات التعليمية، وموجهي عموم المواد.