ما أهمية سد نوفا كاخوفكا ومخاطر انهياره على العالم؟
انهار سد مدينة نوفا كاخوفكا الضخم في جنوب خيرسون جزئيًا بعد تعرضه لتفجير، ما أدى إلى غمر الفيضانات عدة قرى كليًا أو جزئيًا، فيما بدأت السلطات الأوكرانية عمليات إجلاء ضخمة لسكان المناطق المتأثرة، والتي قدرت أعدادهم بنحو 17 ألفًا.
وعلى وقع تدميّر السد، تقاذفت روسيا وأوكرانيا الاتهامات، بالتسبب في انهيار سد نوفا كاخوفكا الاستراتيجي، وسط مخاوف من "كارثة بيئية" محتملة، وتأثير انهيار السد على تبريد محطة زابوروجيا النووية التي يمدها بالمياه.
ماذا نعرف عن سد نوفا كاخوفكا؟
يقع سد نوفا كاخوفكا على نهر دنيبرو على بعد حوالي 20 ميلًا شرق مدينة خيرسون جنوب أوكرانيا، وينتظر أن يكون لتدميره عدد من التداعيات المهمة على المنطقة المحيطة به، وعلى الجهد الحربي الأوسع في نطاق الغزو الروسي لأوكرانيا.
أهمية سد نوفا كاخوفكا
يجتاز السد، الذي تم بناؤه في عام 1956 كجزء من محطة كاخوفكا للطاقة الكهرومائية، نهر دنيبرو الضخم في أوكرانيا، ويبلغ ارتفاعه 30 مترًا وعرضه 3.273 مترًا.
ويحتوي السد على خزان مياه بسعة 18 كيلومترًا مكعبًا، وهو نفس حجم بحيرة سولت ليك الكبرى في ولاية يوتا الأمريكية.
وأدى تفجير السد إلى غمر مئات المناطق المحيطة به، بما في ذلك خيرسون، التي استعادت القوات الأوكرانية السيطرة عليها جزئيًا في أواخر عام 2022.
وتزود مياه الخزان شبه جزيرة القرم، التي ضمتها روسيا في عام 2014، بالإضافة إلى محطة زابوروجيا النووية، الأكبر في أوروبا، بمياه التبريد.
وقد يتسبب تدمير السد بمشكلات في الطاقة بأوكرانيا، التي أعلنت سلطاتها تدمير محطة الطاقة الكهرومائية بالسد، بعد انفجار في غرفة المحرك، بما لا يدع مجالًا لإصلاحها.
وقد يدمر انهيار السد أيضًا نظام القناة الذي يروي معظم مدن جنوب أوكرانيا.
ولم يتضح بعد سبب تفجير السد، لكن الجيش الأوكراني اتهم روسيا بتفجيره "عمدًا"، فيما اتهمت موسكو القوات الأوكرانية بتدمير السد في عمليات قصف على المنطقة.
أهمية السد للقرم
وبعد أن ضمت روسيا شبه جزيرة القرم، أغلقت أوكرانيا قناة تحمل المياه من نوفا كاخوفكا، ما تسبب في أزمة مياه في شبه الجزيرة.
وأعادت القوات الروسية فتح القناة بعد وقت قصير من الغزو العام الماضي، ولكن بدون السد، يمكن أن يؤدي انخفاض منسوب المياه مرة أخرى إلى تعريض تدفق المياه على طول القناة للخطر.
وشنت روسيا في السابق عدة هجمات على سدود في أنحاء أوكرانيا تسببت في فيضانات واسعة النطاق وتعطل إمدادات الكهرباء.
هدف محتمل
ومنذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا، كان سد نوفا كاخوفكا هدفا محتملا للضربات بسبب أهميته الاستراتيجية والضرر الكبير الذي سيحدثه تدميره.
واستولت روسيا على السد في بداية الحرب، في فبراير 2022، وظلت تحتله منذ ذلك الحين.
وفي أكتوبر الماضي، بينما كانت أوكرانيا في خضم استعادة أجزاء كبيرة من خيرسون المحتلة، حث الرئيس فولوديمير زيلينسكي الغرب على تحذير روسيا من تفجير السد، مشددًا على أن تفجيره سيغرق منطقة كبيرة في جنوب أوكرانيا، وزعم حينها أن القوات الروسية زرعت متفجرات داخل السد.
وقال زيلينسكي إن تدمير السد سيعني "كارثة" واسعة النطاق وقارن مثل هذا العمل باستخدام أسلحة الدمار الشامل.
بدورها، قالت المخابرات العسكرية الأوكرانية إن حجم الكارثة البيئية الناتجة عن تفجير السد سوف يتجاوز حدود أوكرانيا ويؤثر على منطقة البحر الأسود بأكملها.
في الوقت نفسه، بعد أن استعادت أوكرانيا السيطرة على خيرسون في نوفمبر الماضي، ظهرت صور لبعض الأضرار الكبيرة التي لحقت بالسد.
واتهمت روسيا أوكرانيا بقصف السد في حملتها لاستعادة السيطرة على خيرسون.
تأثير السد على النشاط الزراعي
وأكد منسق الأمم المتحدة للإغاثة الطارئة مارتن جريفيث، أن تدمير سد (كاخوفكا) ضربة مدمرة للنشاط الزراعي ويزيد مخاطر الألغام، مشيرًا إلى أن الأمم المتحدة وشركاءها وسعوا نطاق عملياتهم لمعالجة آثار تدمير السد الأوكراني، وأن الاستجابة الطارئة جارية الآن لتوفير المساعدات العاجلة لأكثر من 16 ألف شخص.
جاء ذلك في إحاطة قدمها جريفيث لأعضاء مجلس الأمن الدولي في جلسة عُقدت مساء ليلة أمس بتوقيت الأمم المتحدة، استجابة لتدمير السد.
وبحسب مركز إعلام الأمم المتحدة، قال جريفيث إن ما لحق بسد كاخوفكا قد يكون أكبر حادثة تدمير لبنية أساسية مدنية منذ بدء الغزو الروسي لأوكراني في فبراير 2022، مؤكد أن حجم الكارثة سيتضح بشكل كامل في الأيام المقبلة، وإن كان من الواضح أنها ستخلف عواقب جسيمة وواسعة على الناس في جنوب أوكرانيا على جانبي الخطوط الأمامية بما في ذلك عبر فقدان المنازل والغذاء والمياه الآمنة وسبل كسب الرزق.
وأكد أن السد مصدر رئيسي للري الزراعي في جنوب خيرسون وشبه جزيرة القرم، مشيرا إلى أن الفيضانات المستمرة ستعطل أنشطة الفلاحة وتدمر الماشية ومصايد الأسماك وتخلف عواقب طويلة الأمد، واصفًا الحادثة بأنها ضربة هائلة لقطاع إنتاج الغذاء المتضرر بالفعل.
مخاطر الألغام
وأعرب المسؤول الأممي عن قلقه بشأن مخاطر التلوث بالألغام والعبوات المتفجرة فيما تنقل المياه الجارفة القذائفَ إلى مناطق كانت تُعد آمنة بما يعرض الناس فيها لخطر لا يمكن التنبؤ به.
وتتواصل عمليات الإجلاء المكثفة للسكان في جنوب أوكرانيا اليوم الأربعاء، بعد ارتفاع منسوب المياه في كاخوفكا إلى 12 مترًا، إذ غمرت المياه بالفعل عدة جزر في اتجاه مجرى النهر بالكامل، كما تأثر 17 ألف شخص و14 منطقة بالفيضانات المحتملة في منطقة خيرسون.