الأحد 24 نوفمبر 2024 الموافق 22 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
اقتصاد مصر

خلاف سعودي روسي يلقي بظلال ثقيلة على اجتماع "أوبك +"

الرئيس نيوز

يُتوقع أن تلقي بوادر الخلاف بين كبار منتجي النفط الخام السعودية وروسيا ‏بظلال ثقيلة على اجتماع سياسة إنتاج “أوبك+” اليوم الأحد، الذي سيعتبر بمثابة اختبار ‏حقيقي لمدى قوة تحالفهما.

ووفقًا لتقرير نشرته صحيفة "آراب ويكلي" اللندنية ‏سيكون الاجتماع الوزاري الشخصي لأعضاء أوبك الـ13 بقيادة الرياض وحلفائها ‏العشرة برئاسة موسكو هو الثاني في مقر أوبك بالعاصمة النمساوية منذ مارس ‏‏2020.‏

وإضافة إلى التوترات الظاهرة، لم ترسل أوبك دعوات حضور إلى صحفيين من ‏ثلاث وكالات إخبارية مالية كبرى، هي "بلومبرج" و"رويترز"، و"وول ستريت ‏جورنال"، لتغطية المحادثات.

ويصارع منتجو النفط انخفاض أسعار الخام وتقلبات السوق العالية وسط الغزو ‏الروسي لأوكرانيا، الذي أدى إلى قلب الأوضاع الاقتصادية في جميع أنحاء العالم ‏رأسًا على عقب، وفي أبريل، تفاجأت الدول عندما اتفق العديد من أعضاء تحالف ‏أوبك+ على خفض الإنتاج طواعية بأكثر من مليون برميل يوميًا، مما أدى إلى دعم ‏الأسعار لفترة وجيزة لكنه فشل في تحقيق انتعاش دائم.‏

ينقسم المحللون الآن حول ما إذا كانت المملكة العربية السعودية وروسيا ستبقيان ‏المجموعة على المسار الصحيح لسياستها الإنتاجية الحالية، أو ستعمل على تقليص ‏الإنتاج في محاولة لدعم الأسعار.

ونقلت آراب ويكلي عن المحلل تاماس فارجا من ‏شركة بي في إم إنرجي، قوله: "الخطاب غير المتسق الأخير من العملاقين الأكثر ‏ثقلا، الرياض وموسكو، يجعل من الصعب التنبؤ بنتيجة اجتماع أوبك في يونيو".‏

نهاية شهر العسل

تراجعت أسعار النفط بنحو عشرة في المائة منذ الإعلان عن خفض إنتاج النفط ‏الخام في أبريل، مع انخفاض خام برنت بما يقارب 70 دولارًا للبرميل، وهو ‏مستوى لم يتم تداوله دونه منذ ديسمبر 2021.‏

ويشعر التجار بالقلق من أن الطلب سينخفض، مع مخاوف بشأن صحة الاقتصاد ‏العالمي حيث تكافح الولايات المتحدة التضخم مع ارتفاع أسعار الفائدة وتعثر ‏انتعاش الصين بعد جائحة كوفيد-19.

وأثار وزير الطاقة السعودي الأمير عبد العزيز بن سلمان الأسبوع الماضي ‏التكهنات بشأن تخفيضات جديدة بتحذير المضاربين من المراهنة على هبوط أسعار ‏النفط.

وقال: "أواصل نصحهم بأنهم سوف يتأذون، لقد فعلوا ذلك في أبريل وسأقول ‏لهم فقط: احترسوا".‏

ومع ذلك، بدا أن نائب رئيس الوزراء الروسي ألكسندر نوفاك يختلف مع هذا ‏التقييم، مستبعدًا تعديلات إضافية في الإنتاج في مقابلة مع صحيفة إزفستيا الروسية.

‏وقال نوفاك "لا أعتقد أنه ستكون هناك أي خطوات جديدة، لأنه قبل شهر واحد فقط ‏ثمة قرارات معينة اتخذت من قبل بعض البلدان بسبب حقيقة أننا شهدنا بطء وتيرة ‏التعافي الاقتصادي العالمي".‏

ويعتقد ستيفن إينيس، المحلل المالي أن "الرسائل المختلطة هي أولى علامات ‏الخلاف داخل المجموعة" بالإضافة إلى الإشارات المتناقضة، لم تلتزم موسكو ‏بتعهدها في فبراير بخفض الإنتاج بمقدار 500 ألف برميل يوميًا ومع استمرار ‏الحرب في أوكرانيا والعقوبات الغربية التي تضر باقتصادها، كانت روسيا تشحن ‏نفطها إلى الهند والصين في الوقت الذي تمتص فيه الشركات الآسيوية العملاقة ‏النفط الخام الرخيص.‏

ويعتقد إدوارد مويا، المحلل بمنصة أواندا للتداول، أن اجتماع يوم الأحد قد لا يكون ‏بالسرعة التي كانت عليها الاجتماعات السابقة.

وقال لـ فرانس برس "من المحتمل أن ‏يطالب السعوديون بالمزيد من تخفيضات الإنتاج، في حين أن روسيا أصبحت في ‏أمس الحاجة إلى عائدات النفط".

وأشار مويا إلى أن "العلاقة الودية بين الرئيس ‏الروسي فلاديمير بوتين وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان قد انتهت على ‏الأرجح".‏

التوترات الماضية

ليس هذا هو الخلاف الأول بين عمالقة النفط؛ ودُفع التحالف إلى حافة الانهيار في ‏مارس 2020 عندما رفضت موسكو خفض إنتاجها النفطي حتى في الوقت الذي ‏أدى فيه الجائحة إلى انخفاض الأسعار التي عانت من السقوط الحر، وبعد انهيار ‏المفاوضات، أغرقت الرياض السوق من خلال زيادة صادراتها النفطية إلى ‏مستويات قياسية، مما دفع أسعار النفط الخام إلى ما دون 50 دولارًا للبرميل.‏

وأدى التراجع، الذي سيستغرق ثمانية أشهر للتعافي، في النهاية إلى إجبار كل من ‏روسيا والمملكة العربية السعودية على التوصل إلى اتفاق لتثبيت أسعار النفط.

‏وقالت إيبيك أوزكاردسكايا المحلل في بنك سويسكوت في مذكرة بحثية هذه المرة ‏‏"أي فيتو روسي يمكن أن يقلل بشكل ملموس من قوة أوبك+ في التأثير على أسعار ‏النفط".

وأضافت: "هناك فرصة ضئيلة لأن نرى هذا النوع من الخلاف ‏كما حدث في عام 2020" حيث عززت الحرب في أوكرانيا العلاقات بين الرياض ‏وموسكو.‏