الإثنين 29 أبريل 2024 الموافق 20 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

مصر تتطلع إلى دور دبلوماسي أكبر في الشرق الأوسط

الرئيس عبد الفتاح
الرئيس عبد الفتاح السيسي

ذكر تحليل نشرته صحيفة “جيروزاليم بوست” أن مصر تسعى لدور دبلوماسي أكبر في الشرق الأوسط.

وتأتي العلاقات بين إيران وتركيا والفلسطينيين على رأس قائمة العلاقات الدبلوماسية ذات الأولوية في القاهرة.

وفي أعقاب الانتخابات التركية الأخيرة، كانت مصر واحدة من الدول التي سرعان ما تواصلت مع أنقرة لمناقشة رفع مستوى العلاقات الدبلوماسية بين العاصمتين المهمتين في الشرق الأوسط.

وبينما كانت هناك توترات في مصر وتركيا في الماضي، فإن مصر اليوم لا تتواصل مع أنقرة فحسب، بل تستضيف أيضًا وفدًا كبيرًا من السلطة الفلسطينية بقيادة رئيس الوزراء الفلسطيني وتتواصل أيضًا مع إيران.

ويسلط هذا السياق الضوء على دور القاهرة الجديد في المنطقة حيث تقوم بتوجيه المشاركة الدبلوماسية الأكبر التي تحدث في جميع أنحاء الشرق الأوسط إضافة إلى ذلك، فإن هذا جزء من عودة مصر إلى دورها التاريخي كدولة قوية في المنطقة ومركز للحوار.

وسلطت الصحيفة الضوء على ما نشره المتحدث باسم الرئاسة المصرية عبر الإنترنت بشأن عمل مصر وتركيا للبناء على العلاقات الدبلوماسية الحالية بينهما.

وأشار موقع “صوت أمريكا” أمس الثلاثاء إلى أن "وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو زار القاهرة يوم السبت للسعي لاستعادة العلاقات الدبلوماسية الكاملة بين البلدين على الرغم من دعم أنقرة المستمر لجماعة الإخوان المسلمين.

وأضاف التقرير أنه خلال مؤتمر صحفي مشترك مع وزير الخارجية المصري سامح شكري، قال جاويش أوغلو إن تركيا تستخدم تقاربها مع روسيا من أجل مد صفقة حبوب في البحر الأسود تسمح بتصدير الحبوب من أوكرانيا في دورها كوسيط بين موسكو وكييف.

كما استقبل رئيس الوزراء مصطفى مدبولي نظيره الفلسطيني محمد اشتية في مطار القاهرة الدولي يوم الاثنين ويرافقه وفد كبير، وهذا يوضح الدور الطموح للقاهرة في زيادة العلاقات التجارية وغيرها مع السلطة الفلسطينية، مما قد يؤدي إلى استقرار رام الله ويساعد في تخفيف التوترات الحالية بين الفلسطينيين وإسرائيل ويأتي ذلك وسط عدة هجمات واشتباكات في الضفة الغربية هذا الأسبوع وفي أعقاب الصراع بين إسرائيل وحركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية في غزة.

إيران تدلي بدلوها

أشارت الصحيفة إلى تصريحات المرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي في وقت سابق هذا الأسبوع حول مباركته ورغبته أيضا استعادة العلاقات الدبلوماسية مع مصر في الوقت الذي تعمل فيه إيران على تحسين العلاقات مع المملكة العربية السعودية في صفقة توسطت فيها الصين.

كما استضاف العراق المحادثات الإيرانية السعودية ولا يغيب عن عين المراقبين أن مصر شريك رئيسي للمملكة العربية السعودية وتعمل أيضًا بشكل وثيق مع دول الخليج الأخرى والعراق وكانت مصر أيضًا من أوائل المدافعين بهدوء عن استئناف العلاقات مع دمشق بشكل ما في المنطقة، والآن عادت سوريا بالفعل إلى جامعة الدول العربية  وأدلت إيران بهذه التصريحات بشأن مصر خلال لقاء مع السلطان هيثم بن طارق سلطان عمان، وعُمان بلد غالبًا ما كان مكانًا محايدًا للعديد من البلدان للالتقاء في المنطقة وعلى هذا النحو يمكن أن تلعب دورًا رئيسيًا في العمل مع مصر لإعادة العلاقات مع إيران.

وفي غضون ذلك، يضم الوفد الفلسطيني في القاهرة هذا الأسبوع عددًا من وزراء السلطة الفلسطينية ومسؤولين من مكاتب الداخلية والاقتصاد والشؤون الدينية والصحة والزراعة.

وأشارت وسائل إعلام مصرية إلى أن "الوفد الفلسطيني رفيع المستوى يضم وزراء الخارجية والمغتربين والداخلية والاقتصاد الوطني والأوقاف والشؤون الدينية والصحة والزراعة والأشغال العامة والإسكان والتعليم العالي والبحث العلمي والنقل والاتصالات وكذلك رئيس سلطة الطاقة والموارد الطبيعية الفلسطينية" وكان هناك استقبال رسمي للوزراء الفلسطينيين وكذلك لقاءات مع نظرائهم المصريين وستستمر هذه الزيارة لمدة ثلاثة أيام.

وأضافت الصحيفة: "تاريخيًا تعد مصر قوة إقليمية كبرى وكان هذا هو الحال ليس فقط خلال عهد عبد الناصر من الخمسينيات إلى الستينيات ولكن بعد اتفاق السلام بين مصر وإسرائيل عندما أصبحت مصر متلقية للمساعدات الدفاعية الأمريكية ولعبت مصر دورًا في الماضي في اليمن، وكذلك في العلاقات مع سوريا وكذلك في شمال إفريقيا ولديها ذراع مصالح طويلة تمتد على امتداد حوض نهر النيل وإلى ليبيا، وتضم أيضًا إيران وتركيا تاريخيًا".

كما أن مصر تقع على مفترق طرق للاتجاهات الإقليمية وهذا يعني أن صعود وسقوط تنظيم الإخوان قد ارتبط بتاريخ مصر السياسي والديني وترتبط مجموعات مثل الحزب الحاكم في تركيا والمعارضة في تونس بصلات مع الإخوان، وبالمثل مجموعات أخرى في الأردن والكويت وإقليم كردستان العراق، وبصفة خاصة تحدثت الصحيفة عن تواصل القاهرة الحالي مع تركيا والسلطة الفلسطينية، فضلًا عن العلاقات الجديدة المحتملة مع إيران، وتأتي جميعها في سياق ثورة دبلوماسية إقليمية تسعى فيها الدول إلى إقامة علاقات دبلوماسية، بدلًا من الصراع وهذا له تداعيات مهمة على إسرائيل وساعدت مصر في كثير من الأحيان في وقف إطلاق النار في غزة وسيكون لها دور مهم تلعبه في مستقبل القضايا المتعلقة بالسلطة الفلسطينية.

ويشمل ذلك أيضًا دورًا في شرق المتوسط، ومنتدى النقب، وعلاقات مع القيادة المركزية الأمريكية وما قد يحدث في العلاقات مع سوريا والأردن لتحقيق الاستقرار.