ما مستقبل اللاجئين السوريين بعد فوز أردوغان؟
تمكن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان من الفوز بولاية رئاسية جديدة لمدة 5 سنوات بعد منافسة محتدمة مع مرشح المعارضة كمال كيليجدار أوغلو في واحدة من أعنف المعارك الانتخابية في تاريخ البلاد، ليصبح أول رئيس ينال 3 ولايات منذ تأسيس الجمهورية التركية الجديدة في 1923.
ويفتتح أردوغان الموجود في السلطة منذ 20 عاماً فترته الجديدة وسط ترقب لكيفية تعامله مع الملفات التي سيطرت على المشهد الانتخابي وشكلت عاملاً محورياً في توجهات الناخبين، أبرزها قضية اللاجئين.
وبرزت خلال الانتخابات الأخيرة قضية اللاجئين في تركيا بشكل واضح في انتخابات الرئاسة، إذ تستقبل تركيا 3.4 مليون لاجئ سوري على الأقل، ومئات الآلاف من الأفغان والإيرانيين والعراقيين.
وبالنسبة للسوريين، أدت الانتخابات والتحول المناهض للمهاجرين في السياسة التركية إلى إثارة حالة جديدة من الضبابية بشأن مستقبلهم، مما دفع الكثيرين إلى التساؤل عما إذا كان سيتعين عليهم معاودة الكرة وبدء حياة جديدة مرة أخرى بعد فرارهم من حرب دامية في وطنهم.
عودة مليون لاجئ سوري
وتعهد أردوغان مؤخراً بأن بلاده "لن تعيد" اللاجئين السوريين إلى بلادهم عبر "الطرد أو الإجبار"، مشيراً إلى أن الإعادة ستكون "ضمن المعايير الإنسانية إلى مساكن ستبنيها تركيا في الشمال السوري لذلك الغرض".
كشف أردوغان، في خطاب النصر من القصر الرئاسي بأنقرة، عن سياسته المقبلة تجاه اللاجئين السوريين، مؤكدا العودة الآمنة للاجئين السوريين لبلادهم جزء من مسؤوليته، وأنه سيعمل على عودة مليون لاجئ سوري إضافي إلى بلادهم.
وأكد الرئيس التركي أنه سيعمل على تأمين عودة طوعية للاجئين السوريين، مشيرا إلى أنه قد عاد 450 ألف لاجئ سوري إلى موطنهم في شمالي سوريا حتى شهر أبريل الماضي، ولدينا خطة لإعادة مليون لاجئ آخرين إلى هناك.
وأفادت وكالة الهجرة التركية، في يناير الماضي، أن 3.5 مليون لاجئ سوري يعيشون في تركيا، وفي عام 2022 عاد ما يقرب من 59 ألف شخص إلى المناطق الآمنة في سوريا.
إعادة اللاجئين القسرية
وفي المقابل، تحذر المنظمات غير الحكومية بانتظام من عملية "إعادة اللاجئين القسرية" أو الإجبارية إلى سوريا.
ودعت منظمة العفو الدولية إلى وقف عمليات ترحيل اللاجئين غير القانونية خوفا من تعرضهم للتعذيب والاضطهاد من قبل الحكومة السورية عند عودتهم، خاصة أن الشروط الضرورية للعودة الآمنة والسلمية لم تتوفر بعد، بحسب الأمم المتحدة.
وكان الرئيس التركي المنتهية ولايته رجب طيب أردوغان أعلن أمس الأحد فوزه بفترة رئاسية جديدة تمتد لخمس سنوات بعد نجاحه في جولة الإعادة التي جرت بينه هو والمعارض كمال كيليجدار أوغلو.
بذلك الفوز يصبح أردوغان أول رئيس ينال 3 ولايات منذ تأسيس الجمهورية التركية في 1923، وبذلك، يكون قد أمضى في السلطة داخل مناصب مختلفة، عقدين من المئوية الأولى للجمهورية.
تاريخ أردوغان السياسي
أردوغان الذي شغل منصب رئيس بلدية إسطنبول عام 1994، وفُصل في 1997 بعد سجنه على خلفية قصيدة ألقاها أمام الجماهير في مدينة سيرت، قرر مع أصدقائه تأسيس حزب "العدالة والتنمية" في أغسطس 2001 عقب حظر "حزب الرفاه" ذي التوجهات الإسلامية، ليبدأ أولى خطواته نحو حكم البلاد.
وفي 2002 فاز حزب أردوغان الجديد بنحو 35% من الأصوات بالانتخابات العامة، ليصبح صاحب أكبر كتلة في البرلمان، ومن ثم يتأهل لتشكيل حكومة.
وفي 2003، أصبح أردوغان رئيساً للوزراء، ليبدأ عقدٌ من الازدهار الاقتصادي، وارتفاع مستويات المعيشة نتيجة طفرة في البنية التحتية، والتصنيع بأنواعه، والاستثمار الأجنبي، كما ارتفع حجم الاقتصاد التركي بصورة لافتة.
واستمر أردوغان في منصبه رئيساً للوزراء حتى عام 2011، وفي عامي 2014 و2018، انتُخب رئيساً للبلاد لفترتين، وفي أكتوبر 2017 وافق الأتراك في استفتاء على تعديلات دستورية تقضي بتحويل نظام الحكم من برلماني إلى رئاسي، وطال هذا التغيير انتقادات كبيرة، اعتبرت أن أردوغان يقود البلاد إلى "نهج ديكتاتوري"، بعدها تمكن من الفوز بالانتخابات الرئاسية وتولى منصبه الجديد بصلاحيات كبيرة.
لم يحقق أردوغان الفوز خلال الجولة الأولى من الانتخابات التي أجريت يوم 14 مايو الجاري، إذ حصل على 49.5% من الأصوات، لتتجه تركيا إلى جولة إعادة في الانتخابات الرئاسية للمرة الأولى في تاريخها.
وبحسب اللجنة العليا للانتخابات في تركيا، حصل أردوغان في جولة الإعادة على 52.14% من الأصوات مقابل 47.86% لمنافسه كيليجدار أوغلو بعد إحصاء جميع الأصوات.