الخميس 21 نوفمبر 2024 الموافق 19 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

"خطر على التراث الموسيقي".. خبراء يعلقون على إعلان عمرو مصطفى طرح أغنية بصوت أم كلثوم

الرئيس نيوز

لا تزال حالة الجدل التي أثارها الملحن عمرو مصطفى مؤخرًا بشأن إعلانه تقديم أغنية جديدة من ألحانه بصوت كوكب الشرق أم كلثوم، مستغلا الذكاء الاصطناعي، تُلقي بظلالها على مواقع التواصل الاجتماعي، وتشغل بال الكثيرين في صناعة الموسيقى.

وأعلن الملحن عمرو مصطفى، عن انتهاء من تسجيل أغنية "أفتكرلك إيه" التي طرحها بصوت أم كلثوم.

ونشر صورة له من داخل الاستديو، عبر حسابه على انستجرام، وعلق: "الحمد لله تم اليوم تسجيل اغنيه (افتكرلك إيه) بصوت ملكه الشرق يا تري تتوقعوا مين؟".

وكان عمرو مصطفى أعلن في وقت سابق بعد حالة جدل واسعة، استمرار المشروع في حال موافقة ورثة أم كلثوم.

وفتح ذلك باب التساؤلات حول مدى قانونية استخدام أصوات أخرى لنجوم راحلين في أعمال جديدة لم يشاركوا فيها من الأساس، ولم يختاروها بأنفسهم. 

وأجمع خبراء قانونيين على أنه لا بد من وجود قوانين منظمة لهذا الشأن بدلا من حدوث حالة فوضى في هذا الملف.

وضع قوانين منظمة لمواجهة الفوضى

أكد د. حسام لطفي الخبير القانوني المتخصص في حقوق الملكية الفكرية، أن كافة حقوق أغاني السيدة أم كلثوم، ملك شركة صوت القاهرة للصوتيات والمرئيات، موضحا أن هناك حكم أول درجة وحكم ثاني درجة، وشهادة بعدم وجود طعن بالنقض، يفيدوا بأن شركة صوت القاهرة تملك كافة التسجيلات السمعية لأغاني أم كلثوم كاملة، وليس للمنتج محسن جابر إلا حق واحد فقط، وهو تقاضي نسبته المئوية على بعض الأعمال.

وقال لطفي لـ “الرئيس نيوز”، إنه إذا تم استخدام صوت أم كلثوم عن طريق الذكاء الاصطناعي، فإنه يتم عن طريق تخزين صوتها من التسجيلات الصوتية الأصلية، ثم يتم محاكاته عن طريق برامج الذكاء الاصطناعي والأجهزة والمعدات، ويتم عمل تجارب حتى يتم ضبط الصوت في شكله النهائي مع الكلمات والألحان الجديدة، كاشفا أنه من أجل ذلك يجب الحصول على موافقة السيدة أم كلثوم نفسها موافقة رسمية، أو عن طريق ورثتها الشرعيين، حتى يتم تخزين الصوت واستخدامه.

أضاف أنه يجب أن يكون هناك موافقة من ورثة أم كلثوم نفسها، على توظيف نغمات صوتها وصورتها واسمها على لحن جديد لم تغنيه من قبل، وهذا في القانون يسمى الحق الشخصي "يجب أن يوافق الورثة شخصيا على هذا الأمر"، ولا ينوب عنهم محسن جابر أو غيره، إلا بوكالة خاصة موثقة، في استخدام صوت مورثتهم واسمها على تطبيقات الذكاء الاصطناعي.

د. حسام لطفي

أردف لطفي، أن التقنيات الحديثة تلعب دور كبير جدا في العالم مؤخرا، وهناك تقنية "الهولوجرام" جسدت السيدة أم كلثوم ومحمد عبدالوهاب وعبدالحليم حافظ وغيرهم دون أي مشكلات، أما التطبيق الجديد للذكاء الاصطناعي فالقانون يتيح للورثة حق أدبي في الاعتراض والرفض، ومن حق الشركات التي تمتلك التسجيلات الصوتية أن تمنع وترفض هذا الأمر، لحين موافقة الورثة أولا، وكشف أن الناس في العالم بأكمله لم يتعاطفوا أو يقبلوا استخدام الذكاء الاصطناعي في مثل هذه الأمور، والتجارب التي فعلت ذلك من قبل لم تحقق أي نجاح أو تأثير سوى اثارة الجدل فقط.

وقال المستشار القانوني تامر جمعة، إن حقوق الملكية الفكرية تشتمل على، حقوق التأليف والتي تضمن الأعمال الأدبية والأفلام والموسيقى والرسوم الفنية والتصميمات المعمارية، أما الجزء الآخر فيشمل حقوق التصنيع والتي تنقسم إلى براءات الاختراع والعلامات التجارية والمنتجات المرتبطة بالمناطق الجغرافية.

وأضاف جمعة لـ"الرئيس نيوز"، أنه لا يوجد في القانون حتى الأن ما يواجه الذكاء الاصطناعي، أو يصنف استخدام أصوات نجوم راحلين في أعمال حديثة، موضحا أنه لا يوجد ما يمنع ذلك وفقا للقانون، ولكن يمكن التعامل مع هذا الصوت كـ"علامة تجارية" ملك لصاحبها وتنتقل ملكيتها إلى الورثة بعد وفاته، ومن هنا يمكن التفاوض على حقوق استغلال الصوت وإعادة تقديم أعمال جديدة بصوت الفنان أو الفنانة الراحلة "أيا كان" من خلال الورثة.

المستشار القانوني تامر جمعة

أشار إلى أن المرحلة القادمة يجب أن تشهد تعديل بعض المواد والقوانين الخاصة بحقوق الملكية، حتى يتثنى للمجتمع مواجهة التطور السريع للذكاء الاصطناعي، موضحا أنه في حال عدم تنظيم الأمر بالقانون، سيحدث حالة من الفوضى في هذا المجال، ويجب التصدي لها قبل انتشارها.