«الطرق الصوفية»: الصلاة على النبي أمر من الله تعالى
أكد الدكتور عبد الهادي القصبي رئيس لجنة التضامن الاجتماعي والأسرة بمجلس النواب ورئيس المجلس الأعلى لـ الطرق الصوفية أن الصلاة على النبي (صلى الله عليه وسلم) هي أمر من الله "عز وجل"، حيث يقول الله "عز وجل" في كتابه الكريم: "إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا".
وأوضح القصبي -في بيان أصدره اليوم- الفرق بين صلاة رب العزة سبحانه على النبي (صلى الله عليه وسلم) وصلاة العبد على نبينا (صلى الله عليه وسلم) لأن الصلاتين مختلفتان فصلاة الله على رسوله (صلى الله عليه وسلم) ثناء وتشريفا، أما الصلاة على النبي من جانبنا فهي دعاء وسؤال إلى الله تعالى أن يعلي قدر نبينا محمد (صلى الله عليه وسلم) ويعظم من شأنه.
وقال القصبي إن هناك العديد من الفضائل في الصلاة على النبي (صلى الله عليه وسلم) في مقدمتها التخلق بخلق الملائكة الكرام الذين يصلون على رسول الله (صلى الله عليه وسلم) واتباع الأمر الإلهي الوارد في القرآن بالصلاة والسلام على إمام المتقين (صلى الله عليه وسلم).
ويحصل من صلى على رسول الله (صلى الله عليه وسلم) مرة واحدة على فضل عظيم وهو أن الله تعالى ينعم على هذا العبد بأن يعطيه عشرة أضعاف ما فعل، مع اختلاف عظيم ألا وهو أن ذكر الله لعبده أعظم وأجل من ذكر العبد للنبي (صلى الله عليه وسلم) والدليل على ذلك قول رسول الله (صلى الله عليه وسلم): "من صلي علي واحدة صلى الله عليه عشرا"، بل ورد عن عبد الله بن عمرو بن العاص (رضي الله عنهما) قوله: "من صلى على النبي (صلى الله عليه وسلم) واحدة صلى الله عليه وملائكته سبعين مرة".
وقال إن المصلي على رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يرفع له بها عشر درجات، وبـ الصلاة على النبي يحط عن الشخص عشر خطيئات للحديث: "من صلى علي صلاة واحدة صلى الله عليه عشر صلوات، وحط عنه عشر خطيئات، ورفعت له عشر درجات".
فما أسعد المصلي المسلم على رسول الله (صلى الله عليه وسلم) حين يمن الله عليه بكل هذا الخير بهذا الفعل العظيم المحبب لقلوب كل المحبين لرسول الله (صلى الله عليه وسلم) كما أن الصلاة على النبي (صلى الله عليه وسلم) تعدل عتق عشر رقاب ويؤكد ذلك الأمر ما ورد ثابتًا عن سيدنا أبي بكر (رضي الله عنه) أنه قال: "الصلاة على النبي (صلى الله عليه وسلم) أفضل من عتق الرقاب".
وأكد أن فضل الصلاة على النبي (صلى الله عليه وسلم) عظيم، فبه تحل البركة وتنفرج الهموم وتنتهي الأزمات، معربا عن أمله في الاستمرارية على ذلك وندعو الله (عز وجل) أن تمتلئ مساجدنا بذكر الله (عز وجل) والصلاة على سيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم) بل ندعو الله أن يتعطر الكون كله بالصلاة والسلام على سيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم).
وكانت وزارة الأوقاف قد حددت موضوع خطبة الجمعة القادمة: فضائل الصلاة على النبي (صلى الله عليه وسلم)، ومساجد مصر تصدح بالصلاة والسلام على النبي (صلى الله عليه وسلم) حبًا وكرامة لسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وقال الدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية إن الصلاة على النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بعد صلاة الجمعة جهرًا واجتماعُ الناس على ذلك هو أمرٌ مشروعٌ على سبيل الاستحباب يَجمَعُ الناسَ على قربة من أجلِّ القربات، فإذا ما اجتمع في ذلك مقاصد شرعية؛ من تنبيه الغافلين ورفع الحرج عنهم، وتعليم الشباب وتوجيههم كان آكدَ مشروعية وأولى استحبابًا، ولا إثم فيه ولا بدعة، وإنما البدعة في التضييق على المسلمين فيما فَسَحَ اللهُ تعالى لهم ورسولُه (صلى الله عليه وآله وسلم) وجَرَتْ عليه أعرافُهم وعاداتُهم وعلماؤهم وعوامُّهم مِن أمر الذِّكر وقراءة القرآن والصلاة على النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) في كلِّ وقتٍ وحينٍ.
جاء ذلك ردًّا على سؤال أحد السائلين بخصوص قرار وزارة الأوقاف المصرية المتضمن الصلاة على النبي في جميع المساجد عقب صلاة الجمعة القادمة لمدة ثلاث أو خمس دقائق بالصيغة الإبراهيمية، ويقول بأن هذا الأمر بدعة، وهو يحرضني على الخروج من المسجد بعد سلام الإمام مباشرة لأنني سأكون مشاركًا في هذا الفعل، وأرجو الإفادة بالرأي الصحيح في ذلك.
وكانت أصدرت وزارة الأوقاف توضيح بشأن الدعوة إلى الصلاة على النبي (صلى الله عليه وسلم) غدًا عقب صلاة الجمعة، مؤكدة أن إطلاق الدعوة إلى الصلاة والسلام على سيدنا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) عقب صلاة الجمعة غدًا له أكثر من وجه، منها: حصول بركة الصلاة على النبي (صلى الله عليه وسلم)، ومنها التعبير عن مدى حبنا لسيدنا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) واعتزازنا به وتوقيرنا له، ومنها تعليم النشء الصلاة والسلام على نبينا (صلى الله عليه وسلم) وتعويدهم عليها.
ومن أهمها ربط القول بالعمل كون موضوع الخطبة في هذا اليوم عن فضائل الصلاة على النبي (صلى الله عليه وسلم)، ومن أهمها أيضا - وهو ما أكدت عليه بالدليل الساطع دار الإفتاء المصرية - بيان مشروعية الصلاة والسلام عليه دون تقييد: فرادى أو جماعات سرًّا أو جهرًا في ضوء سعة أفق ديننا العظيم، وبيان مدى رحابته وسماحته، ولا سيما أن الصلاة والسلام على الحبيب (صلى الله عليه وسلم) في قلب ووجدان وروح كل مسلم محب لدينه ورسوله (صلى الله عليه وسلم).