الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

عاجل.. التفاصيل الكاملة لخرق هدنة السودان بعد يومين من اتفاق وقف إطلاق النار

الرئيس نيوز

بعد أيام من تفاؤل دولي باتفاق وقف إطلاق النار برعاية سعودية أمريكية، بين طرفي الصراع السوداني قائد الجيش الفريق الركن عبدالفتاح البرهان وقائد ميليشيا الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي)، شهدت العاصمة السودانية الخرطوم اشتباكات عنيفة بالأسلحة الثقيلة بين الجيش السوداني وقوات "الدعم السريع"، منذ ليل أمس الأربعاء. 

أم درمان، كانت مسرحا للعمليات في ثاني أيام هدنة لمدة أسبوع بهدف السماح بإيصال المساعدات وتمهيد الطريق لهدنة أطول. 

الباحثة في الشؤون العربية أميرة الشريف، تقول إن اختراق الهدنة أمر متوقع في ظل تحفز أطراف الصراع ببعضهم، إلى جانب انفلات ميليشيا الدعم السريع في ظل التقارير التي تتحدث عن انتهاكات ارتكبتها الميليشيات. 

رجحت الشريف أن تتدخل الدول التي رعت الوساطة للتهدئة بين طرفي الصراع، لكن ستبقى الأمور على وضعها قابلة للاشتعال في أي توقيت؛ في ظل عدم التوصل إلى تفاهمات وتصور لحل الخلاف. 

أضافت الباحثة: "للأسف الأمور تتجه نحو مزيد من التعقيد في ظل استمرار حالة الاستقطاب الدولي والإقليمي لطرفي الصراع". 

ويواجه السودان ضغوطًا إنسانية شديدة قبل اندلاع الصراع في 15 أبريل الماضي، والذي أجبر أكثر من مليون شخص على الفرار من ديارهم وهدد بزعزعة استقرار المنطقة.

واتهم الجيش السوداني، مساء الأربعاء، قوات الدعم السريع بمواصلة انتهاك الهدنة.

وقال الجيش في بيانه "تدخلت القوات المسلحة من منطلق مسؤوليتها الوطنية والدستورية للتصدي لهذه الانتهاكات المتواصلة، وطردت العدو من مطبعة النقود وسك العملة، كما قامت بصد وتدمير هجمات العدو في الجنينة وزالنجي، الأربعاء، وكبدته خسائر كبيرة في الأفراد والأسلحة والمعدات".

وأضاف البيان: "سقطت نهار اليوم (الأربعاء) طائرة إثر عطل فني في المحرك، وتمكن الطياران من مغادرتها بسلام".

وأكد الجيش التزامه بتعهداته في المحافظة على الهدنة الإنسانية، "دون التفريط في حق الدفاع عن النفس والدولة".

وعلى الجانب الآخر، اتهمت قوات الدعم السريع مساء الأربعاء، الجيش بمهاجمة قواتها وخرق الهدنة الإنسانية.

قالت قوات الدعم السريع في بيان لها: "في تجاوز سافر للقوانين والأعراف الدولية ونكوص عن اتفاق وقف إطلاق النار قصير الأمد الموقع بمدينة جدة يوم 20 مايو 2023، اخترقت قوات الانقلابيين وفلول النظام البائد المتطرفة اليوم (الأربعاء)، الهدنة الإنسانية المعلنة وقامت بالهجوم على قواتنا في عدد من المحاور عبر الطيران الحربي والقصف المدفعي والهجوم البري".

أضاف البيان: "وإزاء هذا التصرف الغادر استخدمت قواتنا حق الدفاع عن النفس وعن مواقع تمركزها واستطاعت صد هجوم الانقلابيين في منطقة شارع الغابة والاستيلاء على عدد 3 دبابات وتدمير أخرى، فيما لا تزال عمليات الحصر مستمرة لخسائر القوات المعتدية".

تابع البيان قائلا: "في أم درمان هاجم طيران الانقلابيين مواقع قواتنا بالخرطوم وتم إسقاط طائرة (ميج) يتواجد حطامها في منطقة امبدة الحارة 14".

وفق البيان ذاته "تؤكد قوات الدعم السريع التزامها الكامل بالهدنة الإنسانية المعلنة تقديرًا للظرف الإنساني لشعبنا، وتدعو الانقلابيين إلى الالتزام بالهدنة الإنسانية المعلنة واحترام اتفاق وقف إطلاق النار. وتود قوات الدعم السريع أن تجدد التأكيد وبشكل قاطع أنه لا وجود لأي مظاهر عسكرية في جميع المستشفيات التي تقع تحت سيطرتها وأن قواتنا على أهبة الاستعداد لتسهيل وصول المساعدات والفرق الطبية للمستشفيات بما يساعد في توفير الخدمة للمدنيين".

آلاف النازحبن 

وفق وكالات أنباء فإن مفوض الأمم المتحدة السامي لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي قال إن ما يربو على 300 ألف فروا حتى الآن من السودان إلى دول مجاورة، إذ عبر كثيرون منهم إلى تشاد ومصر في الأيام القليلة الماضية. وأضاف في تغريدة على "تويتر"، "مساهمات المانحين في خطة التعامل مع اللاجئين لا تزال شحيحة. نحن بحاجة إلى مزيد من الموارد بشكل عاجل لدعم البلدان المضيفة للاجئين".

وتقول الأمم المتحدة إن عدد من يحتاجون المساعدة داخل السودان قفز إلى 25 مليونًا، أي أكثر من نصف سكان البلاد.

ونقل موقع إندبندنت عربية تصريحات مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر ترك، إذ قال ما يحدث في السودان "مفجع" ودعا مباشرة طرفي القتال إلى وقف العنف الجنسي وحماية المدنيين.

قال ترك في إفادة صحفية في جنيف "الجنرال (عبدالفتاح) البرهان، الجنرال (محمد حمدان) دقلو عليكما أن تصدرا تعليمات واضحة لا لبس فيها لكل من يأتمرون بأمركما تفيد بعدم التسامح على الإطلاق مع العنف الجنسي... يجب حماية أرواح المدنيين ويتعين عليكما وقف هذا العنف عديم المعنى على الفور".

فيما جددت السعودية والولايات المتحدة، التأكيد على أهمية اتفاقية وقف إطلاق النار والترتيبات الإنسانية في السودان، التي وقع عليها الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في جدة، السبت الماضي، بعد مضي خمسة أسابيع على الصراع المستمر.

أكدت وزارة الخارجية السعودية في بيان أن كلا الطرفين لم يلتزم عدم السعي وراء مكاسب عسكرية قبل وقف النار، مضيفة أن الرياض وواشنطن تطالبان بالتزام الطرفين في السودان وقف النار.

أشار البيان "تجدد المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأميركية تأكيد أهمية اتفاقية وقف إطلاق النار (قصير الأمد) والترتيبات الإنسانية في السودان، التي وقعت عليها القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع في المملكة العربية السعودية، في مدينة جدة، بتاريخ 20 مايو 2023، بعد مضي خمسة أسابيع على الصراع المستمر، فالشعب السوداني بحاجة ماسة إلى المساعدات الإنسانية وإلى عودة الخدمات الأساسية، وهو ما سيكون ممكنًا في ظل وقف إطلاق النار المؤقت".

أضاف "لاحظ المسهلون (المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة) خلال هذه المحادثات أن كلا الطرفين لم يلتزما بعدم السعي وراء مكاسب عسكرية خلال فترة الـ48 ساعة، وقبل بدء وقف إطلاق النار، وعلى الرغم من أن القتال في الخرطوم أخف شدة عن ذي قبل، إلا أن المسهلين أبلغوا طرفي الصراع بوجود انتهاكات لوقف إطلاق النار، تضمنت عمليات هجوم في الخرطوم والأبيض وهجمات جوية واستغلال للأسلحة".

أكد البيان "انخرط ممثلون للجنة المتابعة والتنسيق اليوم في جدة في نقاشات بناءة حول المساعدات الإنسانية وإيصالها، وعملوا على ضم قيادات الطرفين للحديث عن الادعاءات بوجود انتهاكات لوقف إطلاق النار، والعمل على إيصال المساعدات الإنسانية لإغاثة المحتاجين".

تابع: "ونظرًا لاستمرار معاناة الشعب السوداني كنتيجة لهذا الصراع المدمر، فإن المملكة والولايات المتحدة تجددان التزامهما للشعب السوداني، وتطالبان بالتزام الطرفين بما وقعا عليه من التزامات لوقف إطلاق النار المؤقت لتقديم المساعدات الإنسانية الضرورية". 

وفي وقت سابق، قالت وزارة الخارجية الأميركية، إن الولايات المتحدة ولجنة مراقبة مقرها السعودية والطرفين المتحاربين في السودان يناقشون مزاعم انتهاك اتفاق وقف إطلاق النار الذي اتفق عليه الجيش السوداني وقوات الدعم السريع شبه العسكرية.

وأحدثت الهدنة، التي جرى التوصل إليها، السبت الماضي، بعد معارك دامت خمسة أسابيع، هدوءًا نسبيًا.