أحمد فؤاد بغدودة.. هارب باع وطنه أم بطل نجا بنفسه؟

خائن لوطنه وهارب.. أم بطل يتلمس من يسانده، فقرر أن يحمل أحلامه فوق ظهره أكثر من 1400 كم، ولمدة تجاوزت الساعتين حتى وصل إلى فرنسا، بعد انتهاء مهمته في تونس.

المشهد: حالة من الجدل الواسع على مواقع التواصل الاجتماعي، إثر هروب لاعب المصارعة في المنتخب المصري، أحمد فؤاد بغدودة، عقب مشاركته في بطولة إفريقيا في مدينة الحمامات بتونس، إذ حصل على الميدالية الفضية (المركز الثاني) في المصارعة الرومانية وزن 63 كيلوجرامًا، في إطار الاستعدادات لخوض دورة الألعاب الأولمبية باريس 2024.

الاتحاد المصري للمصارعة بادر بإصدار بيان حول حادثة اختفاء اللاعب، وقرر فتح تحقيق عاجل في قضية هروبه واختفائه، مؤكدًا حينها أنه يدرس اتخاذ كافة الإجراءات القانونية التي تحفظ حقوقه كافة في هذا الشأن.

وأوضح البيان أن الاتحاد المصري للمصارعة تواصل مع الاتحاد الدولي بشأن اتخاذ كافة الإجراءات بما يضمن استمرارية اللاعب بغدودة ضمن صفوف المنتخب المصري، وذلك وفقًا للوائح المنظمة لذلك.

وكشف رئيس الاتحاد المصري للمصارعة اللواء عصام النوار، أن بغدودة ذهب في آخر يوم من إقامة البعثة المصرية في تونس لتحويل عملة نقدية بهدف شراء بعض الهدايا من السوق قبيل السفر، فقد كان مقررًا عودة البعثة إلى القاهرة فجر اليوم التالي.

وقال رئيس الاتحاد إن البعثة قامت بتنظيم محضر أمني وإبلاغ السفارة المصرية في القاهرة وجميع الجهات المسؤولة بالحادثة، مشيرًا إلى أنه بعد الكشف في غرفة اللاعب، تبيّن أن حقيبته موجودة لكنها لا تحتوي على جميع ملابسه ومتعلقاته الشخصية.

ما المهم: واقعة هروب أحمد بغدودة ليست الأولى في مصر، فبين حين وآخر، تتكرر عمليات هروب الرياضيين المصريين، وهي القضية التي تسلط الضوء على مشاكل الاتحادات الرياضية في مصر، سواء في ما يتعلق بنقص التمويل أو انخفاض المرتبات.

وسبق اللاعب أحمد فؤاد بغدودة الذي يدرس بكلية التربية الرياضية جامعة كفر الشيخ، ضمن لاعبي المشروع القومي للموهبة والبطل الأولمبي التابع لوزارة الشباب والرياضة، في الهروب من اتحاد المصارعة، كثيرون كان آخرهم محمد عصام والذي هرب خلال وجوده فى معسكر المنتخب بإيطاليا أغسطس الماضى، وأحمد حسن بوشا، وطارق عبد السلام.

وحمّل البعض المسؤولية لرئيس البعثة المصرية بسبب عدم حجزه جوازات سفر الرياضيين عند الوصول إلى تونس، وهو ما سهّل عملية مغادرة اللاعب.

الخلفيات والدوافع: لم يكشف المسؤولون حتى الآن أسباب هرب المصارع، إلا أن والد البطل المصري أحمد فؤاد بغدودة قلب موازين القضية وقال في تصريحات متلفزة إن ابنه قد سئم إهمال اتحاد المصارعة وعدم منحه حقوقه المادية، مؤكدًا أنه لا يعلم مكان ابنه حاليًا، بينما كان آخر تواصل بينهما حين كان بأحد الفنادق في تونس بعد حصوله على المركز الثاني في البطولة.

وتحدث والد بغدودة عن تعرض ابنه لما وصفها بضغوط وتظلمات، ومنها عدم حصوله على أي أتعاب مالية من الاتحاد لمدة سنة كاملة، مشيرًا إلى أن ابنه حصل على مكافأة الميدالية الفضية في تونس بقيمة 16 ألف جنيه (517 دولارًا)، تم خصم مبلغ 14 ألفًا و800 جنيه (478 دولارًا) كضرائب، وحصل أحمد منها على 1200 جنيه فقط (38 دولارًا)، على حد قوله.

وأوضح أن ابنه يملك تأشيرة (شينجين) منذ شهر مارس الماضي ولم يكن لديه أي نية للهروب من قبل، لكنه أشار إلى احتمالية تعرضه لضغوط أجبرته على ذلك وأهمها المعاملة السيئة، ومستنكرًا وصفه بالهارب.

رواية الأب استعدت ردًا من مصلحة الضرائب المصرية التي أكدت أنه تم التواصل مع الاتحاد المصري للمصارعة للتحقق من هذا الأمر.

ونقلت مصلحة الضرائب توضيح الاتحاد المصري للمصارعة، أن اللاعب يتقاضى مبلغ 3 آلاف جنيه شهريا (97 دولارًا)، في حين أن مستحقات اللاعب هي مبلغ 18 ألف جنيه مصري ما يعادل 600 دولار تقريبًا عن 6 أشهر.

وأضافت أنه تم خصم 10% كضريبة كسب عمل، بالإضافة إلى 3% رسم تنمية طبقا للوائح وقوانين الدولة.

وأشارت إلى أن المبلغ المطلوب من اللاعب هو 13 ألف جنيه أي ما يعادل 430 دولارًا تقريبًا كرسوم انتقاله من مركز شباب (بيلا) للانضمام للمشروع القومي للموهبة، والتي كان على اللاعب وجوب سدادها قبل الانتقال، لافتة إلى أنه تم تأجيلها لحين صرف مستحقاته المالية تيسيرًا عليه.

ما التالي: رئيس اتحاد المصارعة المصري محمود السيّد يقول إنه تأكّد سفر المصارع إلى أوروبا، حيث يرجّح انضمامه إلى منتخب فرنسا، مؤكدًا أن فرنسا ترغب في استقطاب اللاعب منذ فترة، كما أشار إلى اتخاذهم كل الإجراءات القانونية، لاستعادة الرياضي ومنعه من تمثيل علم آخر، عبر الاتصال بسفارة مصر بتونس وفرنسا، وإخطار الاتحاد الدولي للمصارعة بالحادثة.

ورغم إبلاغ الاتحاد المصري الاتحاد الدولي للمصارعة لإيقاف اللاعب على (السيستم)، إلا أن إبراهيم عادل عضو مجلس إدارة اتحاد المصارعة يؤكد أن الاتحاد الدولي حاليًا يوافق على أن اللاعب يمكنه تمثيل دولة ثانية من خلال تصريح عمل أو إقامة أو تصريح دراسة بها، في المقابل إعطاء بلده الأصلي حق رعاية مبلغ بسيط.

أعاد هروب لاعب المصارعة أحمد فؤاد بغدودة لفرنسا إلى الواجهة قضية تجنيس اللاعبين المصريين، التي أثيرت عدة مرات خلال السنوات الماضية مع الإعلان عن تحويل ولاء بعض اللاعبين المصريين لدول أخرى.

وحتى الآن لم يتمكن الاتحاد المصري للمصارعة من الوصول للاعب، وفشلت كل محاولات التواصل معه عبر كل السبل، ولا يرد على الرسائل عبر ماسنجر أو واتس آب، بحسب عضو مجلس إدارة اتحاد المصارعة.