بايدن يلقي بثقله في ملف التطبيع بين السعودية وإسرائيل
كشفت صحيفة واشنطن إكزامينر عن إعطاء الرئيس الأمريكي جو بايدن أولوية قصوى لملف التطبيع بين السعودية وإسرائيل، وأضافت الصحيفة أن العام 2024 عام الانتخابات الرئاسية الأمريكية قد يشهد تطورا لافتا في هذا الملف.
ونقلت الصحيفة عن مصدر دبلوماسي إسرائيلي رفيع المستوى قوله إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو "يحلم" بالتطبيع الإسرائيلي السعودي.
وبالنسبة لنتنياهو، فإن إبرام اتفاق سلام مع السعودبية يعد إنجازا منقطع النظير له كرجل دولة وسيكون بمثابة راحة له من معاناة السياسة الداخلية الإسرائيلية في حين تظل البلاد منقسمة بشدة بشأن برنامج الإصلاح القضائي لحكومته اليمينية وهناك القليل من المكافآت لرئيس الوزراء الإسرائيلي الأطول خدمة في سياسات الائتلاف الجامحة، والتظاهرات في الشوارع والاحتجاجات من واشنطن على التشريع المثير للجدل.
ويبقى الاتفاق مع السعودية على رأس أولويات نتنياهو كما أنه في طليعة أولويات بايدن، إلى جانب منع إيران من امتلاك سلاح نووي، وهما بالطبع ملفان مرتبطان وفي حين أن نتنياهو يشعر بالرضا في كل من المأزق المتعلق بالاتفاق النووي الإيراني وزيادة التنسيق الأمني بين الولايات المتحدة وإسرائيل فيما يتعلق بإيران، فقد أصبح إصلاح العلاقات بين الرياض وطهران مصدر قلق للإسرائيليين.
إن رغبة نتنياهو في دفع "ثمن باهظ" للتطبيع مع السعودية أمر مفروغ منه، وولي العهد السعودي ورئيس الوزراء محمد بن سلمان يريد ذلك أيضًا، لكن بشروطه وتبحث المملكة العربية السعودية عن صفقة شاملة بمزيد من الفوائد والتأثيرات، والتي تميز هذه الاتفاقية عن اتفاقيات إبراهام، التي تم التوصل إليها في عام 2020 بين إسرائيل والإمارات العربية المتحدة والبحرين والمغرب والسودان.
ولكن الولايات المتحدة ليست مجرد وسيط في هذه المفاوضات. إنها أكثر من طرف ثالث، في مقابل التطبيع، ورد أن الرياض تسعى إلى الارتقاء بالشراكة الأمنية الأمريكية السعودية إلى المستوى التالي – أي الوصول إلى أنظمة الأسلحة الأكثر تقدمًا (على قدم المساواة مع إسرائيل)، ومعاهدة دفاعية، واتفاقية تعاون نووي مدني بين الولايات المتحدة والسعودية وسيتطلب كل من هذه المتطلبات الثلاثة موافقة الكونجرس، ويشعر بعض أعضاء الكونجرس بالقلق بشأن سجل المملكة في مجال حقوق الإنسان وسلوكها في الحرب في اليمن ويبدو أن أفضل فرصة للتوصل إلى اتفاق نووي مدني ستكون على غرار الاتفاق النووي بين الولايات المتحدة والإمارات، والذي يُعرف باسم "المعيار الذهبي" لأنه لا يشمل تخصيب اليورانيوم أو تخزينه على الأراضي الإماراتية ومن غير المؤكد ما إذا كانت السعودية ستقبل هذه القيود.
وستستفيد المملكة العربية السعودية أيضًا من زيادة المشاركة والاستثمار من الصناعات التكنولوجية الإسرائيلية، بالنظر إلى برنامج التنمية التوسعي لرؤية 2030 في المملكة وهناك الآن تقارير تفيد بأن المملكة العربية السعودية قد توافق قريبًا على رحلات جوية مباشرة للمسلمين في إسرائيل لأداء فريضة الحج، والتي كانت قيد المناقشة منذ أكثر من عام.