ما هو تنظيم "جيش العدل" المتهم باستهداف إيران؟
في الوقت الذي يشهد تلاسنا خشننا بين إيران وأفغانستان حول نهر هلمند، وتلويح من قبل طهران باللجوء للقوة العسكرية، قال قائد حرس الحدود الإيرانية إن بلاده تنتظر من دول الجوار تفعيل مبدأ حسن الجوار؛ وذلك بعد هجوم دام يحمل بصمات تنظيم "جيش العدل" البلوشي السني، الذي أودى بحياة عسكريين.
ودعا قائد حرس الحدود الإيرانية العميد أحمد علي كودرزي خلال كلمة له بثها التلفزيون الإيراني دول الجوار إلى الالتزام بمبدأ حُسن الجوار، وعدم السماح لأحد بالقيام بأعمال معادية لأمن إيران من داخل أراضيهم، قائلًا: "للصبر حدود".
التصريحات جاءت عقب استشهاد 6 عناصر من القوات المسلحة الإيرانية، وجرح اثنين آخرين، في هجوم مسلح استهدفهم، في محافظة سيستان وبلوشستان جنوب شرقي إيران.
قال مركز الإعلام والعلاقات العامة لقيادة قوى الأمن الداخلي في بيان: "هاجمت خلية إجرامية مناهضة للثورة الإسلامية ثكنة "مزه سر" في مدينة سراوان الحدودية، وحاولت التسلل إلى داخل أراضي البلاد، ولكن قوات حرس الحدود تصدت لها واشتبكت معها مما أدى إلى استشهاد خمسة من قوات الحرس الحدودي وجرح اثنين آخرين".
أضاف البيان: "لجأ أعضاء الخلية الإرهابية المسلحة إلى الهروب من ساحة المعركة بعد تكبدها خسائر في الأرواح". وختم أن هذا الهجوم الجبان لن يمر من دون رد.
ويوم أمس، أعلن وزير الأمن الإيراني، إسماعيل خطيب، إحباط خلية إرهابية تابعة للاحتلال الإسرائيلي غربي البلاد واعتقال عناصرها.
من جهته، أعلن مقر "القدس" التابع لحرس الثورة الإسلامية في جنوب شرق إیران، أن الإرهابيين الذين هاجموا الأحد موقع حرس الحدود، فروا إلى عمق الأراضي الباكستانية
وتنشط جماعة "جيش العدل" الإرهابية، على الحدود الإيرانية الباكستانية في محافظة سيستان وبلوشستان، وتقوم بعمليات من حين لآخر.
ومن أبرز عمليات هذه الجماعة قتل 14 شخصًا من قوات حرس الحدود الإيرانية عام 2013، واختطاف 17 آخرين عامي 2013 و2019، ومهاجمة حافلة كانت تقل أفراد "الحرس الثوري" الإيراني في مارس 2019، ما أدى إلى استشهاد 27 شخصًا وإصابة 13 آخرين، بالإضافة إلى عمليات أخرى.
إلى ذلك، أعلنت استخبارات حرس الثورة في إيران تفكيك خلية إرهابية تابعة لـ"داعش خراسان" وإلقاء القبض على العنصر الرئيسي لهذه الخلية.
أفادت وكالة مهر للأنباء بأن منظمة استخبارات حرس الثورة واستخبارات فيلق "فجر" التابعة له في محافظة فارس (جنوب إيران) قامت بعملية استخباراتية مشتركة، وتمكنتا من تفكيك خلية تنفيذية وإعلامية تابعة لـ"داعش خراسان" واعتقال عنصرها الرئيسي.
كان العنصر الرئيسي للخلية الإرهابية يخضع لمراقبة الاستخبارات منذ عام 2018. وقد مارس نشاطات في بعض المحافظات، منها طهران، لتجنيد عناصر متطرفة.
ومطلع الشهر الحالي، أعلن حرس الثورة الإيراني اعتقال أحد قياديي تنظيم "داعش" الإرهابي عند محاولته دخول البلاد، مؤكدًا أنّه تم رصد شبكة اتصالات الإرهابي الموقوف داخل البلاد عبر مجموعة من الإجراءات الأمنية والاستخبارية.
يُذكَر أن حرس الثورة الإيراني أعلن في وقتٍ سابق تفكيك خلية إرهابية تابعة لمنظمة "خلق" خططت لاستهداف مراكز حساسة في مدينة آمل قبل تفكيكها من جانب استخبارات الحرس.
وشدّد حرس الثورة الإيراني أكثر من مرة على أنّ القوات الأمنية والشرطة والبسيج سيواصلون التصدي للإرهابيين والأعداء، مؤكدًا أن الشعب الإيراني سيحبط الفتنة وسينتصر في الحرب المركَّبة ضده.
وشدّد، في بيانٍ، على أن التعامل بصورة حاسمة وسريعة مع المتَّهمين بعمليات التخريب والإرهاب والانفصاليين أصبح مطلبًا عامًا.
الجدير ذكره أنّ تنظيم "داعش" قام العام الماضي بتنفيذ عملية ارهابية في مرقد أحمد بن الإمام موسى بن جعفر المعروف بالسيد "شاه شراغ" في مدينة شيراز جنوبي إيران، أسفر عن استشهاد 13 شخصًا وإصابة 20 آخرين بجروح.